رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ياسر جلال.. النجومية قرار

تقول الأمثال الشعبية الجواب بيبان من عنوانه، وذلك ينطبق على ما شاهدناه فى الحلقة الأولى من مسلسل جودر، إحدى قصص ألف ليلة وليلة، التى يقوم ببطولتها النجم ياسر جلال.

عنوان الجواب كان مع تتر البداية الذى نبأنا بأن هناك صورًا جميلة سنشاهدها خلال الحلقات لن تقل روعة عن الصورة البديعة التى نشاهدها فى مسلسل الحشاشين، ومن خلال هذين العملين والتقنيات التى استخدمت فى التصوير، يمكن القول بكل أريحية إن الشركة المتحدة نجحت بجدارة فى تقديم أعمال لا تقل روعة وجمالًا عن تلك التى كانت تنتجها دول أخرى فى السنوات الماضية، وكنا نتساءل: متى نرى إنتاجًا مصريًا يماثل تلك الأعمال، لتقدم لنا المتحدة عملين تفوقا على ما كنا نراه فى الماضى، ولتثبت أن الفنان المصرى قادر على أن يقدم إبداعًا لا يقل فى مستواه عما تقدمه كبرى شركات الإنتاج العالمية طالما وفرت له ما يريده من إمكانيات.

ذلك كان الانطباع الأول من مشاهدة تتر البداية لـ«جودر» الذى ما إن انتهى حتى أدخلنا المخرج إسلام خيرى سريعًا فى الأحداث دون أى تمهيد يشعرنا بالملل ليدخل علينا الملك شهريار من باب النجومية الواسع فى قصر إبداعه الذى لا حدود له، لتبدأ القصة التراثية التى سنستمتع بجزئها الأول خلال الأيام المتبقية من شهر رمضان لنتعرف على حكاية جودر بن سعيد المصرى، وفى حوار شيق كتبه أنور عبدالمغيث قدمت لنا ياسمين رئيس استهلالًا للحكاية أشبه بمشهد على خشبة المسرح لا يمكن أن ينتهى إلقاؤه دون أن تصفق لجمال الأداء وروعة الحوار الذى سمعناه من بطلة العمل.

جودر مغامرة جديدة يخوضها ياسر جلال يراهن بها أن جودة الاختيار والإخلاص فى الأداء هما كلمة السر فى استمرار الفنان على قمة سلم النجومية بعيدًا عن نجاح مصنوع سرعان ما يزول بعد أن تنكشف القدرات المحدودة.

تجربة شهريار لن تكون مجرد عمل تراثى، بل هى تحد، قرر ياسر جلال خوضه وهو يعى جيدًا أن هناك أعمالًا أخرى قد سبق أن قدمت أسطورة ألف ليلة وليلة منها ما قد صادف نجاحًا كبيرًا، ومنها ما لم يمكث فى ذاكرة المشاهدين سوى أوقات محدودة، لذا فإن تحدى شهريار الدراما كان فى موافقته على خوض تلك التجرية التى يراهن فيها على تميز كل عناصر العمل التى توفر له النجاح المنشود.

تجربة ياسر جلال التراثية ليست غريبة بالنسبة له، فمن يتتبع مشواره الفنى الذى بدأ منذ ما يزيد على ٤٠ عامًا يجده قدم العديد من الأدوار التاريخية والدينية فى سنوات بدايته فى عالم التمثيل، فقد شارك طفلًا فى مسلسل محمد رسول الله فى جزئه الثالث، كما جسد دور ابن ملك الحبشة فى مسلسل الوعد الحق عام ١٩٩٣، كما شارك فى الجزء الثانى من بوابة الحلوانى بدور الأمير توفيق، كما قدم الظاهر بيبرس عام ٢٠٠٥. ياسر قدم ما يزيد على ٥٠ عملًا دراميًا قبل أن ينطلق إلى سلم النجومية والبطولة المطلقة- وهو المصطلح الذى يرفض ترديده لأنه يرى دائمًا أن العمل الفنى عمل جماعى، ولا يمكن أن تكون لفرد واحد النجومية المطلقة- بعد أن قدم فى عام ٢٠١٧ ظل الرئيس الذى لاقى نجاحًا شجع ياسر على اختيار أعمال تحمل رسائل مختلفة فى كل موسم رمضانى حتى وصلنا لـ«جودر» لنراه يجسد لنا شخصيتين هما الملك شهريار وجودر بن سعيد المصرى.

وإننى على يقين أن ياسر سيضعنا فى حيرة اختيار من الأفضل جودر أم شهريار.. وسنترك الأيام هى من تخبرنا عمن سيكون الورقة الرابحة فى ألف ليلة وليلة.