رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلال لقاء رمضان تاريخ من الطقوس

منها "مدفع الإفطار".. أسامة طلعت يرصد أبرز المظاهر الرمضانية في مصر

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

قال الدكتور أسامة طلعت، رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، إنه لا تستطيع دولة من الدولة العربية أو الإسلامية أن تزعم أن مدفع رمضان قد ظهر لديها قبل مصر.

 

 

وعرض “طلعت” خلال أمسية “رمضان تاريخ من الطقوس والعادات المصرية القديمة”، والتي أقيمت بمركز إبداع قصر الأمير طاز لرأيين تاريخيين يثبتا أن أول ظهور لمدفع رمضان، ضمن المظاهر الرمضانية، قد ظهر في مصر. الرواية الأولى تذهب إلى أن السلطان "خوش قدم"، وهو يتفقد مدفع ضمن الأسلحة الجديدة في جيشه وخلال تجريبه، فصادف ذلك آذان المغرب، فظن سكان القاهرة أن هذه إشارة من السلطان للناس بأنه قد حان وقت الإفطار، ففطر الناس، وصعدوا بعد ذلك إلى القلعة حيث مقر الحكم ليشكروا السلطان خوش قدم على هذه البدعة الحميدة وطلبوا منه أن تستمر فاستمرت.  

 

وتابع “طلعت” حديثه عن المظاهر الرمضانية والتي تختص مصر بها دونا عن غيرها، متابعا أن الرواية التاريخية الثانية التي تدلل على أن ظهور مدفع رمضان كان أول ظهور له في مصر، في عصر الخديوي إسماعيل، عن وجود مدفع بالقلعة وخلال تجريبه أيضا انطلق دون إرادتهم بالتزامن مع آذان المغرب وتتطابق هذه الرواية مع سابقتها مع إضافة أن الأميرة “فاطمة إسماعيل” استحسنت أيضا هذه العادة وأمرت باستمرارها وأحب المصريين هذه العادة، حتى أنهم أطلقوا على مدفع الإفطار اسم “الحاجة فاطمة”.

 

استطلاع هلال رمضان من المظاهر الرمضانية المصرية

 

وتابع، حديثه عن مظهر آخر من المظاهر الرمضانية في مصر، وهو استطلاع هلال رمضان، معقبا: عندما زار الرحالة المغربي “ابن بطوطة” مصر في عام 726 هجرية 1325 ميلادية، وصف في كتاباته وصف دقيق ما كان يفعله أهل مدينة “أبيار” في المحلة الكبرى بمحافظة الغربية. حيث تزامن وجوده في مصر مع يوم 29 شعبان وهو ما سجله في نصه: “ولقيت في أبيار قاضيها عز الدين المليجي الشافعي، وهو كبير الشمائل، حضرت عنده مرة يوم ”الركبة" أي موكب استطلاع هلال شهر رمضان، ويسمون ذلك يوم ارتقاب هلال رمضان، وعادتهم فيه أن يجتمع فقهاء المدينة ووجهائها بعد العصر من اليوم التاسع والعشرين لشعبان بدار القاضي، ويقف على الباب نقيب المتعممين.

 

فإذا تكاملوا ركب القاضي، وركب من معه أجمعين، وتبعهم جميع من بالمدينة من الرجال والنساء والصبيان وينتهون إلى موضع مرتفع خارج المدينة، وهو مرتقب الهلال عندهم، وقد فرش ذلك الموضع بالبسط والفرش، فينزل فيه القاضي ومن معه فيرتقبون الهلال، ثم يعودون إلى المدينة بعد صلاة المغرب وبين أيديهم الشمع والمشاعل والفوانيس، ويوقد أهل الحوانيت بحوانيتهم الشمع، ويصل الناس مع القاضي إلى داره، ثم ينصرفون، هكذا فعلهم في كل سنة”.