رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطط إسرائيلية شيطانية وثبات مصر على مواقفها

دخلت حرب غزه شهرها الخامس منذ طوفان الأقصى ولا تزال الحرب مستعرة ولا تزال مجزرة إسرائيل ضد الفلسطينيين مستمرة.. ولا يزال الموقف المصري واضحًا وداعمًا لحقوق الشعب الفلسطيني، وما زال الرئيس ًعبد الفتاح السيسي يؤكد رفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء، والدلائل كلها تشير إلى أن الحرب في غزه قد دخلت في تعقيدات كبيرة وعديدة ستكون لها ردود أفعال خطيرة.
وعلى الشعب الفلسطيني إن لم يتنبه العالم إلى ضرورة وقف القتال فورًا وفي وقت قريب.. وإن لم تتراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن مواقفها الداعمة لإسرائيل، حيث تواصل إسرائيل دفع الفلسطينيين نحو جنوب قطاع غزة ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتياح مدينة رفح جنوب غزة.. وهو أمر ترفضه القاهرة بشدة ويهدد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل بخصوص رفح.
ومعاهده السلام تتضمن أن رفح مدينة تقع على الحدود المصرية مع قطاع غزة، وكانت سابقا منطقة واحدة ثم قسمت إلى منطقتين إحداهما تتبع مصر وأخرى ضمن قطاع غزة، وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن اتفاقية السلام سارية بالفعل بين مصر وإسرائيل منذ ٤٠ عامًا وإن مصر سوف تستمر في هذا الأمر في هذه الحقبة موضحًا أن أي تعليقات نطق بها بعض الأفراد ربما تكون قد شوهت على حد تعبيره.. كما أكدت عده منظمات إنسانية دولية أن اي هجوم على رفح يمكن أن يحولها إلى مقبرة ويزيد من خطر المجاعة الجاثم.
وأكدت الخارجية القطرية إن حماس أكدت تسلم شحنة أدوية وبدأت تسليمها إلى الرهائن الإسرائيليين.. وهناك ًخطوة قام بها بايدن، حيث أرسل إلى المنطقة منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط كبير مستشاريه للشرق الأوسط بيرت ماكفروك، حيث يزور القاهرة الأربعاء ليلتقي برئيس المخابرات المصرية السيد عباس كامل، ثم يزور إسرائيل الخميس لمقابله نتنياهو ووزير الدفاع الاسرائيلي جالانت، وذلك على إثر تردد أنباء عن رغبة إسرائيل في اجتياح غزة عسكريا قريبا ولمناقشة الوضع فى غزة  والمفاوضات حول الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وتساور الولايات المتحدة والرئيس بايدن مخاوف كبيرة إذا ما قامت إسرائيل باجتياح عسكري لغزة دون خطة موثقة وقابلة للتنفيذ لإجلاء المدنيين، حيث يوجد في مدينة رفح ١٫٤ مليون نازح فلسطيني.. وقد يؤدي الاجتياح إلى خسائر هائلة في الأرواح قد تصل إلى عشرات الآلاف من الضحايا. كما أبدت مصر رفضها وشددت على التداعيات الخطيرة لتلك الخطوة، وحذرت من كارثه إنسانية من جراء ذلك:. وتقول إسرائيل إنها تلقت معلومات استخبارية عن احتجاز رهائن في مستشفي ناصر يظهر مقطع فيديو تم تصويره في الداخل العاملين الطبيين وهم يقومون بإجلاء المرضى ويصفون الأضرار التي لحقت بالمرافق.
واكدت مصادر مطلعة أن الرئيس بايدن قال إن نتنياهو يريد أن تستمر الحرب حتى يتمكن من البقاء في السلطة، فيما كشف الموقع الأمريكي عن أن الرئيس الأمريكي وصل إلى الاعتقاد بأن دعم إسرائيل بشكل لا لبس فيه هو السياسة الصحيحة، وفي خضم كل هذه التوترات بين الحليفين يري محللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بدأ يخاطب الرأي العام الأمريكي مباشرة من خلال مقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية  لشرح خططه الحربية ووجهات  نظره التي يلقي أغلبها رفضا مستمرا من البيت الأبيض، ويرفض البيت الأبيض حاليا الدعوات لحجب المساعدات العسكرية عن إسرائيل أو فرض شروط عليها، ويوضح كثيرون أنه حتي التحول الحاد في الخطاب الأمريكي لن يكون له تأثير يذكر ما لم تبدأ الولايات المتحدة في فرض شروط على دعمها لإسرائيل.
إن العلاقة بين الحليفين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليست على ما يرام، فالخلافات بين الرجلين تستعر على خلفية حرب غزة رغم الدعم الأمريكي السياسي والعسكري لإسرائيل منذ بداية الحرب، إلا أن النقاط الخلافية تتعدد بدءا من الإصرار الأمريكي على ضرورة حماية المدنيين إلى سيناريو ما بعد الحرب وحل الدولتين وصولا إلي الخلاف بشأن العملية الإسرائيلية في رفح.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، نقلا عن مصادر مطلعة، أن الرئيس جو بايدن وكبار مساعديه باتوا أقرب إلى القطيعة مع نتنياهو أكثر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب في قطاع غزة مشيرة إلى أنهم لم يعودوا ينظرون إليه كشريك يمكن التأثير عليه،.. وأوضحت واشنطن بوست أن إحباط بايدن من نتنياهو والذي يتراكم منذ شهور ظهر بوضوح، الخميس الماضي، عندما قال إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة تجاوزت الحد معتبرة أن هذا التصريح كان التوبيخ الأشد حتى الآن.
.. من ناحيه اخري فان عدم انصياع نتنياهو للدعوات الأمريكية قد أثارت غضب المسئولين الأمريكيين في عدة مناسبات، إذ ندد علنا بصفقة المحتجزين، بينما كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في المنطقة يحاول التوسط للتوصل إلى اتفاق.. وحسب موقع إيه بي سي نيوز الذي نقل عن مصادر مطلعة أن الرئيس بايدن قد قال: إن نتنياهو يريد أن تستمر الحرب حتى يتمكن من البقاء في السلطة فيما كشف الموقع الأمريكي عن أن الرئيس الأمريكي وصل إلى الاعتقاد بأن دعم إسرائيل بشكل لا لبس فيه هو السياسة الصحيحة.. والسؤال الآن هو..: هل وصلت العلاقة إلى طريق القطيعة؟ 
يشير الخبير في الشئون الأمريكية الدكتور عقيل عباس في حوار مع غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية إلى توتر العلاقة بين نتنياهو وبايدن بسبب اختلاف وتناقض المواقف بشأن الحرب على غزة فلدي الولايات المتحدة الكثير من أدوات الضغط التي تستطيع أن تستخدمها ضد الحكومة الإسرائيلية وليس ضد إسرائيل كدولة وانما ضد الحكومة اليمينية المتطرفة.
ولا شك وفي تقديري أن تغير الموقف الأمريكي مؤخرا من الممارسات الإسرائيلية له علاقة بشكل جزئي بالانتخابات الأمريكية وأن  وجود تغير عالمي وأمريكي  في المواقف تجاه إسرائيل هو بسبب الممارسات الإسرائيلية المروعة  في حربها على قطاع غزة ومن ناحيه أخرى فان هناك  تعاطفا عالميا واسعا مع الفلسطينيين كشعب محتل وهذا التعاطف في تقديري يتسع ويكبر ولابد أنًه سيؤدي في النهاية إلى ضغوط لا تستطيع أن تتحملها إسرائيل.. وذلك رغم أن  تصنيف ما قامت به حماس بحسب التصنيف القانوني الدولي  هو عمل بشع  ولا إنساني.. إلا أن الرد الإسرائيلي كان أوسع وأكثر فظاعة.
وإلى جانب هذا فلابد من أن نقول إن الحرب في قطاع غزة والممارسات الإسرائيلية قد أعادت إحياء القضية الفلسطينية أمام العالم. وحاليا فإن الموقف المصري قد أصبح واضحًا ومعلنا للعالم كله، وظهر ذلك في الدفاع عن الموقف المصري أمام محكمة العدل الدولية، حيث ردت مصر على اتهامها بأنها هي السبب في قفل المعبر بالبيانات والأرقام والدلائل، حيث جاء الرد المصري كاشفا وواضحا في المحكمة يوم 21فبراير متضمنا سجلا لكل جرائم ومذابح المحتل منذ ١٩٤٨ وقرار التقسيم وتدمير اقتصاد الشعب الفلسطيني وسرقة أرضه ومياهه وحصار وقتل وتصفيات، وكل هذا بمساعدة ظهيره وشريكه الأمريكي إلى أن تم تدمير قطاع غزة وتدمير العمارات التي بنتها مصر في قطاع غزة بعيدًا عن الاتفاق وبموافقة الاحتلال رغم أنها علي حساب مصر ولم تسلم بعد للفلسطينيين أي أنها ملك مصر حتى الآن.
كما أنه لابد من تعويضات للشعب الفلسطيني ولمصر والتي تكلفت  ٥٠٠ مليون  دولار وهذه اول مرحلة تدخل فيها مصر المواجهة، حيث كانت دائما الضربات من تحت الحزام بينما أصبحت اليوم المواجهة مباشرة.
وفي ًخطوه شجاعة أكد الرئيس السيسي أن مصر خط أحمر وقدمت مصر للعالم يوم 21 فبراير أمام محكمة العدل الدولية كشف حساب لجرائم المحتل الإسرائيلي ضد الإنسانية لتكشف عنه الغطاء المكشوف أصلا لجميع الدول.. وأدرك العالم بما لا يدع مجالًا للشك أو التأويل أن  الموقف المصري صلب وثابت وشجاع وأن  الرئيس السيسي  يقف بشجاعة في وجه الخطط الشيطانية الإسرائيلية الأمريكية دفاعا الأرض المصرية ورفضا للتهجير القسري للفلسطينيين ورفضا لتصفية القضية الفلسطينية ووصولا في حل اساسي هو اعلان الدولتين..وهذا في تقديري  يتطلب حسن إدراك الشعب المصري للموقف المصري الصلب للقيادة السياسية وعدم الانسياق وراء الفتن والإشاعات ومحاولات التشكيك في كل شيء.