رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تكريم مستحق لأبطال الشرطة البواسل

كانت دعوة فيها مشاعر فياضة ومتدفقة شعر بها جميع الحاضرين فى ذلك اليوم بمتحف القوات الجوية الذى أقام احتفالًا متميزًا وراقيًا بعيد الشرطة الـ٧٢.
فى هذا اليوم كانت مشاعرى عبارة عن مزيج فريد من الفخر والوطنية والأمان والإحساس بالتعاطف مع أسر شهداء الشرطة والفخر برجال الجيش المصرى، وتذكرت أحداثًا خطيرة حدثت فى بلدنا منذ يناير ٢٠١١ بما تضمنته من ذكريات أليمة فى محاولات تشويه حراس الوطن من رجال الشرطة ورجال الجيش من المتآمرين على الوطن والراغبين فى تدميره.
وها نحن الآن قد عاد إلينا الاحتفال بعيد الشرطة الـ٧٢، الذى يذكرنا بذكرى غالية علينا فى تاريخ الوطنية المصرية، التى تجسدت فيها بطولات قام بها رجال الشرطة المصرية فى معركة الإسماعيلية المجيدة، ليؤكدوا قيم التضحية والفداء والاستبسال والصمود والشجاعة إلى حد الاستشهاد فى سبيل تراب الوطن رغم إدراك أن التصدى للاحتلال كان يعنى الموت لا محالة، إلا أن أبطال الشرطة فى ذلك اليوم التاريخى قدموا لنا ملحمة نضال ستظل دائمًا برهانًا على البطولة والصمود بكرامة والولاء لتراب الوطن.
وخلدوا ذكرى تضحية راح ضحيتها ٥٠ شهيدًا و٨٠ جريحًا من رجال الشرطة المصرية فى ٢٥ يناير ١٩٥٢ بعد أن رفضوا تسليم سلاحهم للاحتلال الإنجليزى، وتم الإقرار باعتبار ٢٥ يناير عيدًا للشرطة لأول مرة بقرار من الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، فى فبراير ٢٠٠٩، وذلك تقديرًا لجهودهم فى حفظ الأمان والأمن واستقرار الوطن، واعترافًا بتضحياتهم الكبيرة فى سبيل الوطن.
ومنذ عودة الاحتفال السنوى بعيد الشرطة حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على حضور الاحتفال السنوى بنفسه، كما حرص على تكريم أسماء أبطال من رجال الشرطة، سواءً أكانوا ضباطًا أو جنودًا ممن استشهدوا دفاعًا عن الوطن وضحوا بحياتهم لحماية الشعب وتوفير الأمن والاستقرار لبلدنا الحبيبة، ومنذ أيام وتحديدًا فى يوم ٢٤ يناير ٢٠٢٤ قام الرئيس عبدالفتاح السيسى كعادته كل عام بتكريم أسماء شهداء وزارة الداخلية ومنحهم أوسمة الجمهورية والاستحقاق، كما منح عددًا من أعضاء هيئة الشرطة أنواط الامتياز تقديرًا لعطائهم وإخلاصهم.
كما ألقى كلمة مهمة أثناء تشريفه الاحتفال السنوى بعيد الشرطة الذى أقيم فى مجمع المؤتمرات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، حيث كان فى استقباله اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وأكد الرئيس فى كلمته أن الدولة واجهت الإرهاب بكل أشكاله بتضحيات رجال الشرطة والجيش وفئات أخرى، كما أكد أنه من الضرورى أن يكون الشعب المصرى دائمًا صفًا واحدًا أو كتلة واحدة.
وأضاف أن استقرار الدول والحفاظ على أمنها ومستقبلها لا تتحمله القيادة أو الحكومة فقط، وإنما يتحمله كل أفراد الشعب، مشيرًا إلى أن الشعب المصرى مسئول عن أمن البلاد ومستقبلها واستقرارها وتقدمها، كما نظم أيضًا متحف القوات الجوية زيارة لقادة وضباط الشرطة احتفالًا وتقديرًا لجهود رجال الشرطة بمناسبة عيدهم، وتشرفت بدعوتى لحضور تكريم أسماء شهداء الشرطة من أبطالنا الذين ضحوا بحياتهم فى سبيل حماية الوطن.
وكانت مناسبة أسعدت كل من حضرها، وبكوا تقديرًا لجهود رجالها البواسل فى حفظ الأمن والأمان واستقرار الوطن، وأقيم الاحتفال تحت شعار «معًا نحمى الوطن»، والذى يقام للمرة الثالثة فى المتحف على شرف أسر شهداء الشرطة، وبحضور بعض من قدامى القادة وقادة وضباط فى الخدمة من هيئة الشرطة المصرية ومن القوات الجوية وبعض الرموز الوطنية من مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى والشخصيات العامة وطلبة من المدارس والجامعات.
لتكون هذه الفعاليات صورة صادقة ومعبرة للتعاون والتضامن بين قطبى الأمن والأمان فى مصرنا الحبيبة. حفظ الله مصر وشعبها وقيادتها السياسية وجيشها وشرطتها، وهذه الزيارة تأتى تقديرًا من القوات المسلحة المصرية للدور المهم والكبير الذى يقوم به رجال الشرطة من بطولات وتضحيات فداءً للوطن، واسلمى يا مصر دائمًا أرضًا للأمان والاستقرار والتقدم والسلام.