رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رفض المجزرة الإسرائيلية يتصاعد فى كل مكان

لم يعد هناك حلفاء لإسرائيل فى جرائمها الوحشية ضد الشعب الفلسطينى منذ طوفان الأقصى فى ٧ أكتوبر الماضى على مدى ٣ أشهر ونصف الشهر إلا فى الولايات المتحدة الأمريكية وفى إنجلترا أو ألمانيا وفى فرنسا.. وذلك على مستوى القيادات السياسية والمسئولين السياسيين.

أما الرأى العام العالمى فقد تحوّل ضدها إلى حد كبير فى كثير من المدن الكبرى وتزايد القلق الدولى إزاء استمرار الجرائم الإسرائيلية خاصة ضد الأطفال والنساء، وذلك رغم التضليل الإعلامى الغربى الفج فى الإعلام والفضائيات الغربية، فقد اندلعت المظاهرات الكبيرة والاحتجاجات ولم تتوقف حتى الآن وحتى كتابة هذه السطور للقارئ، فإن الصلف والجرائم المروعة الإسرائيلية لا تزال متواصلة، وأعلنت منذ ساعات وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلى العنيف منذ بدء العمليات البرية فى قطاع غزة إلى ٢٥٧٠٠ فلسطينى.

وأكدت أن عدد الجرحى والمصابين منذ ٧ أكتوبر قد ارتفع إلى ٦٣٧٤٠، ومن ناحية أخرى تصاعد رفض الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، المجزرة الإسرائيلية، حيث قال الثلاثاء الماضى إنه من غير المقبول أن ترفض الحكومة الإسرائيلية حل الدولتين للصراع مع الفلسطينيين، محذرًا من أن هذه الخطوة ستحمس المتطرفين فى كل مكان، وفى اجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولى بشأن منطقة الشرق الأوسط، قال جوتيريش بوضوح: «الاحتلال الإسرائيلى يجب أن ينتهى».

وإلى جانب مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية فى لاهاى بطلب من دولة جنوب إفريقيا التى اتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية فى غزة، وتطالب بأن تأمر المحكمة إسرائيل بالتعليق الفورى لحملتها العسكرية، حدث تصعيد دولى آخر، حيث عبر كل من المكسيك وشيلى عن قلق متزايد إزاء تصاعد العنف فى قطاع غزة، وتمت إحالة الصراع إلى المحكمة الجنائية الدولية فى جرائم محتملة.

وفى مصر تصاعد الرفض لجرائم إسرائيل واتسع. فقد شاهدت مصر اعتراضات ورفضًا وتنديدًا حادًا من الشارع المصرى وموقفًا واضحًا للرئيس عبدالفتاح السيسى منذ بدء الحرب الوحشية لإسرائيل ضد الفلسطينيين من قِبل القيادة السياسية، حيث كشف للعالم عن أطماع إسرائيل وخططها من حربها ضد الفلسطينيين، وأنها تسعى لتصفية القضية الفلسطينية وطالب بضرورة وقف إطلاق النار، وركز على رفض مصر التهجير القسرى إلى دول الجوار، أى إلى سيناء والأردن، كما أكد أن سيادة مصر على أرضها خط أحمر ولا مساس بشبر من أرض مصر.

وقام الشعب المصرى بمظاهرات حاشدة رفضًا للتهجير القسرى للفلسطينيين ومنددًا بجرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، ويواصل الرئيس جهوده الحثيثة وتواصله مع كل الدول للوصول إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لإنقاذ أهل غزة المحاصرين والتوصل لاستعادة الحقوق المشروعة للفلسطينيين وحل الدولتين، كما حدث اصطفاف وطنى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى برفض التهجير القسرى، ورفض وإدانة كل ما يحدث ضد الفلسطينيين والمطالبة بعودتهم إلى أراضيهم واستعادة حقوق الفلسطينيين، وفى داخل مصر عبرت القوة الناعمة المصرية عن رفضها التام ما ترتكبه إسرائيل من مجزرة ضد أهل فلسطين، ومن محاولات إبادة الشعب الفلسطينى وطمس القضية الفلسطينية التى تعتبر قضيه القضايا للمصريين، وهى فى وجدان الشعب المصرى لا تغيب ولا تُنسى.

ففى مقدمة القوى الناعمة التى أعلنت التضامن وعبرت عن رفضها الواضح تصفية القضية الفلسطينية وضرورة استعادة الحقوق المشروعة للفلسطينيين، ما قامت به النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر واتحاد الكتاب العرب اللذان يرأسهما الكاتب القدير د. علاء عبدالهادى، حيث تم تنظيم اعتصام على مدى ٣ أيام فى مقر اتحاد الكتّاب المصرى، كان لى شرف المشاركة فيه بوصفى عضوة فى اتحاد الكتّاب المصرى، وبمشاركة عدد كبير من الكتاب والأدباء والشعراء والنقاد المصريين وفى مقدمتهم د. علاء عبدالهادى وتم إرسال بيان وقع عليه عدد كبير من الكتّاب المصريين رفضًا وتنديدًا، والمطالبة بوقف العدوان الوحشى على الفلسطينيين، وتم إرسال البيان الرافض إلى وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام فى مختلف أنحاء العالم.

ومن ناحية أخرى، ألغت وزيرة الثقافة المصرية، د. نيفين الكيلانى، مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الجديدة الـ٤٥ بسبب استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، الذى كان مقررًا فى شهر نوفمبر الماضى، كما ألغت دار الأوبرا المصرية، برئاسة د. خالد داغر، مهرجان مؤتمر الموسيقى العربية المقرر فى أكتوبر الماضى بقرار من وزيرة الثقافة أيضًا بسبب العدوان على قطاع غزة، كما يقوم الإعلام المصرى بدور كبير فى نقل وتحليل ومتابعة أخبار الحرب فى قطاع غزة وفظائع وجرائم الاحتلال الإسرائيلى وتنقل القنوات المصرية الخاصة والرسمية أولًا بأول، أنباء الحرب الدائرة والمستمرة والقصف المتواصل على قطاع غزة.

وأيضًا قصف المدنيين والأطفال والنساء لتكشف للعالم جرائم وأهوال الاحتلال الإسرائيلى سواء كانت قنوات حكومية أو قنوات خاصة، فكلها تندد بجرائم إسرائيل البربرية وتتضامن مع حقوق الشعب الفلسطينى، ويقف الإعلام المصرى بوضوح فى اصطفاف وطنى متضامنًا مع القضية الفلسطينية التى هى فى وجدان المصريين جميعًا، كما يحرص على توضيح وتأكيد موقف القيادة السياسية والدولة المصرية وموقف الشعب المصرى الرافض هذا العدوان الغاشم والذى يطالب بضرورة إدانة جرائم الحرب التى يرتكبها نتنياهو وجيشه البربرى، ورفض تصفية القضية الفلسطينية أو التهجير القسرى للفلسطينيين، ورغم تصاعد المعارضة ضد نتنياهو فى داخل إسرائيل ذاتها فإنه ما زال يواصل اعتداءاته على المدنيين الأبرياء والجرائم الوحشية التى تتم ضد النساء والأطفال والرجال والشباب والشيوخ.

وكذلك تدمير البنية التحتية وتجويع الشعب ونشر الأوبئة ومنع المياه والكهرباء والوقود، ولا تزال أمريكا تساند حليفتها إسرائيل بكل الوسائل الممكنة، أما داخل إسرائيل فهناك صدع وشرخ كبيرين حدثا بين نتنياهو رئيس الوزراء الذى يتهاوى ويقترب من نهايته ويتصاعد الصراع مع وزير الدفاع الإسرائيلى جالانت، كما تتوالى المظاهرات والاحتجاجات بداخل إسرائيل مطالبة بإنهاء القتال لإعادة الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة فى قبضة منظمة «حماس»، وحتى كتابة هذه السطور فإن الحرب لا تزال مستمرة دون أى انتصار لنتنياهو، بل تتزايد حدة المطالبات فى الإعلام العالمى بوقف الحرب، كما تطالب باستقالة نتنياهو ومحاكمته كمجرم حرب هو ومن يتعاونون معه.