رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد خليفة يكتب: خطايا اتحاد الكرة وصلاح فى أزمة المنتخب

محمد خليفة
محمد خليفة

فجأة ودون سابق انذار، تفجرت الأزمات والمشاكل قبل مواجهة منتخب مصر، مع نظيره الرأس الأخضر، في الجولة الثالثة ببطولة الأمم الافريقية، ولم تهدأ موجهة الانتقادات التى صاحبت الاعلان عن عودة محمد صلاح نجم ليفربول لإنجلترا، لمواصلة تلقى العلاج، بعد الاصابة التى تعرض لها خلال مباراة غانا فى الجولة الثانية بالكان، وتركه معسكر الفراعنة بعد مباراة الرأس الأخضر.

وانهالت الاتهامات على محمد صلاح بأنه قرر ترك المنتخب والعودة لانجلترا، والتعلل بالاصابة، وأنه من حدد مع ليفربول ترك منتخب مصر فى وسط البطولة والعودة لانجلترا، دون حتى الحصول على إذن من الجهاز الفنى لمنتخب مصر أو اتحاد الكرة.

ولكن لماذا أخذت هذه الأزمة كل هذه الضجة؟، والاجابة ببساطة، لأنك تتحدث عن محمد صلاح واحد من أفضل لاعبى العالم وليس لاعب عادى، وأخباره تهم قطاع كبير على مستوى العالم، كما تتحدث عن منتخب مصر أكثر منتخبات القارة السمراء تتويجا بالأميرة الأفريقية.

عندما سُئل محمد صلاح خلال المؤتمر الصحفى الذى سبق مباراة مصر والرأس الأخضر، عن تطورات إصابته، وهل يمكن عودته لانجلترا، أجاب بكل وضوح أن هناك تنسيقًا بين ليفربول والجهاز الطبى لمنتخب مصر وهما من سيحدد الخطوة القادمة فى طريقة العلاج.

ولكن مع إعلان يورجن كلوب المدير الفنى لليفربول عن عودة محمد صلاح لانجلترا، وامكانيه عودته لمنتخب مصر فى حال التأهل لقبل نهائى بطولة الأمم الافريقية، حتى تفجرت الأوضاع رأسًا على عقب، وانهالت الاتهامات لصلاح واتحاد الكرة، وكل أدلى بدلوه، إذا من المخطىء فى الأزمة.

الأزمة بدأت بالضبابية التى فرضها الجهاز الفنى لمنتخب مصر على اصابة محمد صلاح، وخروج بيان رسمى عن اتحاد الكرة، يؤكد فيه غياب صلاح عن مباراة الرأس الأخضر، ومباراة دور الـ 16 فى حال صعود منتخب مصر، وذلك بعد التأكد من اصابة صلاح بشد فى العضلة الخلفية، وحاجته لعشرة أيام للعودة للمشاركة مع المنتخب.

وحمل بيان اتحاد الكرة عدة تناقضات، منها مدة غياب صلاح والتى تم تحديدها بعشرة أيام رغم أن مثل هذه الاصابة تحتاج أسبوعين للعلاج وخمسة أيام بعدها للتأهيل، مما يعنى غياب محمد صلاح لمدة 3 أسابيع، وعودته لن تكون قبل نصف نهائى بطولة الأمم الافريقية، فى حال تأهل المنتخب.
وخلال الساعات التى سبقت الأزمة، دارت محادثات بين ليفربول ومنتخب مصر، حول إمكانية عودة صلاح لليفربول مع التعهد بالعودة فى حال تأهل مصر لنصف نهائى الكان، وساق ليفربول عدة مبررات لحتمية مغادرة صلاح لمعسكر الفراعنة، منها عدم وجود أجهزة حديثة لسرعة علاج وتأهيل صلاح فى كوت ديفوار، وتنقل المنتخب بين أكثر من مدينة ايفوارية بعدما فرط فى المركز الأول، والذى كان الحصول عليه سيجعل المنتخب يخوض كل مبارياته فى مدينة ابيدجان.

وبعد الحصول على موافقة أغلب الاطراف، يبدو أن اتحاد الكرة أراد الإعلان عن مغادرة صلاح لمعسكر المنتخب بعد التعرف عن نتيجة مباراة مصر أمام الرأس الأخضر، وهى النتيجة التى تحدد موقف الفراعنة من الاستمرار فى البطولة أو المغادرة من الدور الأول.

ولكن جاء حديث يورجن كلوب عن عودة صلاح وعدم الانتظار لمباراة الرأس الاخضر، ليفجر أزمة كان من الممكن عدم وجودها من الاصل لو خرج بيان من اتحاد الكرة يفند فيه تطورات اصابة صلاح وحاجته للتأهيل فى ليفربول، مع إمكانية عودته للمشاركة مع المنتخب فى حال التأهل للدور قبل النهائى للبطولة.

أخطا صلاح عندما تعامل بنفس طريقة اتحاد الكرة، ولم يتطرق فى المؤتمر الصحفى الذى سبق مباراة الرأس الأخضر، عن طبيعة الاتفاق الذى تم لمغادته معسكر المنتخب عقب مباراة كاب فيرى، وأخطا أكثر عندما وافق من البداية على ترك زملائه فى البطولة والعودة لانجلترا، على الرغم من أنه قائد المجموعة، وتواجده حتى لو مصابا سيمنح زملائه قوة ودافعا كبيرا أمام المنافسين فى مباريات البطولة.