رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قراءات العام.. روائيون ونقاد عن سوق الكتاب: الإبداع يتصدر والإصدارات الفكرية فى تراجع

سوق الكتاب
سوق الكتاب

- حسين حمودة: تبسيط العلوم الحديثة ونشرها بين العامة أولوية

- شريف صالح: فى العادة تذهب الجوائز للأعمال المتوسطة الرائجة بين الجمهور

- خالد إسماعيل: الاهتمام بالأدب الواقعى يتراجع لصالح الروايات التاريخية الاستهلاكية

- خليل الجيزاوى: كثير من الأدباء يفضلون النشر على حسابهم الخاص هربًا من التقييم الحقيقى فى المؤسسات الرسمية

- يسرى عبدالغنى: غياب واضح لإنتاج مراكز الأبحاث الرصينة مقابل إغراق السوق بالأعمال الإبداعية وكتب التنمية البشرية

- عزة رشاد: هناك ميل للاستسهال والاستخفاف بالقيمة وندرة للكتب الفلسفية والاجتماعية والنفسية.. وتغيير فلسفة التعليم مطلوب

- أحمد فضل شبلول: نعانى نقصًا فى نقد النصوص الإبداعية الموجهة للطفل.. وعودة الطبعات الشعبية مهمة للتشجيع على القراءة

منذ الأسابيع الأولى من العام ٢٠٢٣، الذى يُلملم فى هذه الأيام أوراقه الأخيرة، كان للكتاب حضور قوى فى عدد من الفعاليات التى يأتى معرض القاهرة الدولى للكتاب على رأسها؛ مشكلًا حالة من الزخم الاحتفائى بالكتب والكتاب، وكثيرًا من الندوات التى لا تتوقف عن مناقشة المُستجد من إبداعات كبار الكتاب والشباب، على حد سواء، فضلًا عن عدد من الجوائز المصرية والعربية التى كان للمصريين حضور قوى بها، ما يُدلل على الثراء الإبداعى والفكرى الذى لا ينضب فى البيئة الثقافية المصرية. 

ومع هذا الثراء فى المشهد الثقافى المصرى، يظل السؤال عن الفجوات وسط هذا الزخم ضروريًا، وهو ما ترصده "الدستور" من خلال آراء عدد من الكُتاب والنقاد، الرامية إلى التعرف على الوجه المضىء والآخر المعتم فى سوق الكتاب خلال العام، وسُبل التغلب على التحديات التى واجهها الكتاب فى الأعوام الأخيرة.

يتحدث الناقد البارز حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، عن أبرز ما قرأ من إصدارات خلال العام قائلًا: قرأت عددًا من الروايات، من بينها: "بيتنا الكبير" لربيعة ريحان، و"مصير خبيئة حارسة المعبد" للدكتور أحمد جمال الدين، و"الديناصور" لعمرو حسين، و"الوقوف على قدم واحدة" لمونيكا نبيل عزيز، وبعض المجموعات القصصية، ومنها "دمى حزينة" لسمير الفيل، وبعض النصوص مثل "الطاهى يقتل.. الكاتب ينتحر" لعزت القمحاوى، و"كتاب الروائح" لأحمد فضل شبلول، وعدد كبير من الروايات والمجموعات القصصية للشباب الذين لم ينشروا من قبل، والتى يقدمونها لمسابقات عدة، كما قرأت عددًا من الكتابات النقدية، من بينها مجمل أعمال الدكتور عبدالواحد لؤلؤة، والدكتور عبدالله إبراهيم، والدكتور سعيد علوش، وكتاب "الشر والوجود.. فلسفة نجيب محفوظ الروائية" لفيصل دراج، وديوان شعر "ما ظلّ منّى" لعبدالسلام العطارى، وغير ذلك من الكتب.

يلاحظ "حمودة" تكرار ظاهرة تفوق حضور الأعمال الأدبية على الأعمال الفكرية والبحثية، وتجاوز الإبداع للنقد الذى لا يواكبه أو لا يتابعه بما يكفى، مشيرًا إلى ضرورة الاهتمام بنشر كتابات المبدعين والمبدعات الشباب، الذين تتضاءل إمكانات النشر التقليدى بالنسبة لأغلبهم، وأيضًا الاهتمام بدرجة أكبر بالدراسات فى مجال العلوم الحديثة جدًا والكتابات التى تبسّطها لعموم القراء، حتى يمكن قراءتها على نطاق واسع.

من جهته، يقول الكاتب والناقد شريف صالح: قرأت بعض الروايات والمجموعات القصصية الرائجة أو التى نالت جوائز وترشيحات، وتقييمى أنها أعمال جيدة أو متوسطة، ربما لأن الجوائز أحيانًا تُمنح لما يتلاءم مع الذائقة العامة المحافظة، أى للنص المتوسط لا المتمرد والمتميز، ومن ثم يصعب اختيار رواية بعينها أعتبرها نص العام لسببين؛ أولهما أننى لا أملك إحصاء دقيقًا وقراءتى لا تمثل معيارًا، وثانيهما أن الرواية الاستثنائية حدث لا يتكرر بسهولة، وربما تمر سنوات كى تتوافر لنا رواية مثل "الإخوة كارامازوف"، أو "ملحمة الحرافيش". 

ويتابع: استوقفتنى الضجة التى أثيرت عقب الحرب فى فلسطين حول رواية الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلى "تفصيل ثانوى"، صحيح أنها مترجمة منذ ثلاثة أعوام، لكن ميزتها من وجهة نظرى، أنها تقدم لغة روائية قاسية ومتقشفة جدًا، وحكاية شديدة البساطة عن مأساة مستمرة منذ عقود، ومكتوبة فنيًا بتكنيك ولغة مغايرة جذريًا للنمط الرائج عربيًا عن فن الرواية، حيث الكتب بالغة الضخامة والعبارات الرنانة والشخصيات الكثيرة والسطو على التاريخ، وهذا كله ليس من فن الرواية فى شىء. 

أما أكثر كتاب أثار إعجابه فهو كتاب "القاهرة مؤرخة" الصادر فى جزءين عن دار العين، ذلك "لأنه مشروع طموح لقراءة القاهرة من مداخل وزوايا متنوعة جدًا، وبمشاركة قامات فكرية وإبداعية من أجيال ومشارب مختلفة، ومن الرائع أن يتجدد اكتشاف القاهرة تلك المدينة العظيمة ثقافيًا"، حسب قوله.

يتوقف الكاتب والناقد أحمد فضل شبلول عند كتاب "شعر الأطفال عند أحمد سويلم- دراسة فنية" للباحثة د. بخيتة حامد إبراهيم، الصادر عن مركز توثيق وبحوث أدب الطفل التابع لدار الكتب والوثائق القومية، الذى يعده من الإصدارات المهمة نظرًا لقلة الكتب النقدية التى تتناول النصوص الإبداعية المكتوبة للأطفال. 

أما الروائية والقاصة عزة رشاد، فتتحدث عن قراءاتها خلال العام قائلة: "كنت محظوظة بقراءة عدد لا بأس به من الكتب الجميلة. فى مجال الرواية قرأت (أيام الشمس المشرقة) لميرال الطحاوى، و(العروس) لحمدى الجزار، و"مقامرة على شرف الليدى ميتسى" لأحمد المرسى، و"عطلة فى حى النور" للحبيب السالمى، و"تفصيل ثانوى" لعدنية شبلى".

وفى مجال الكتاب القصصى قرأت مثل "رتينة كلوب قديمة" لحاتم رضوان، و"تمشية قصيرة مع لولو" لمحمد خير، و"ساعة حضور بورخيس" لعبدالعزيز دياب، و"كعب أخيل" لجمال فتحى، و"أرشيف ريبيليكا" لبسمة ناجى، و"بصورة مفاجئة" لمنتصر القفاش. هذا بالإضافة الى أعمال أخرى قرأتها، عدا أنها كانت أقل تأثيرًا.

تلاحظ رشاد أن المشهد خلال العام يكشف عن وجود مبدعين كبار مصريين وعرب مكرسين ويزدادون نضجًا مع كل عمل، أما الأعمال الفكرية فثمة قصور تاريخى ومزمن ومهدد؛ قصور له سبب موضوعى هو عدم توافر بيئة حاضنة لحرية الفكر وجدلية العلم، وله أسباب ذاتية أيضًا تتمثل فى أن المردود المالى غير مشجع، كما أن الشخصية المصرية اكتسبت حديثًا ميولًا نحو الاستسهال فى العمل والاستخفاف بالقيمة، لذا تندر الكتب الفلسفية والعلمية حتى فى مجال البحوث الاجتماعية، أما البحوث النفسية فلا تحظى بأى اهتمام.

يتحدث الروائى خليل الجيزاوى، عضو مجلس إدارة نقابة اتحاد كُتاب مصر، وكيل وزارة الثقافة السابق، عن الكتب التى قرأها خلال عام ٢٠٢٣ قائلًا: أعدت قراءة عدة روايات لأدباء الستينيات مثل: رواية "الناس فى كفر عسكر" للكاتب أحمد الشيخ، ورواية "العودة إلى المنفى" للكاتب أبوالمعاطى أبوالنجا، كما أعدت قراءة رواية "ليلة القبض على فاطمة" للكاتبة سكينة فؤاد، أما الإصدارات الحديثة، فقد قرأت رواية "يدى الحجرية" للكاتب حمدى أبوجليل الذى توفى منذ عدة أشهر، إلى جانب قراءة الكثير من الروايات التى صدرت حديثًا، وتقدم أصحابها للحصول على عضوية اتحاد كُتاب مصر، بصفتى أحد المحكمين بنقابة اتحاد كُتاب مصر.

ويتابع: تراوحت الأعمال الأدبية التى قرأتها بين الضعيف والمتوسط والجيد، خاصة الأعمال المقدمة إلى لجنة القيد، فقد رفضت ثلاثة أعمال روائية لثلاثة أدباء جُدد، ووافقت على أعمال كاتب واحد، خلال سنة ٢٠٢٣، وهذا أمر طبيعى، نتيجة أن الكثير من الأدباء الآن يفضلون النشر على حسابهم الخاص، بدلًا من أن يقفوا فى طوابير الانتظار لطباعة أعمالهم الأدبية بالمؤسسات الثقافية الرسمية: الهيئة المصرية العامة للكتاب، والهيئة العامة لقصور الثقافة، على أن ميزة المؤسسات الثقافية الرسمية أن لديها لجان فحص للكتب قبل النشر، ومهمتها اختيار أجود الكتب لنشرها، بعكس بعض دور النشر الخاصة.

أما الروائى خالد إسماعيل فيقول: أبرز الكتب التى قرأتها هذا العام كتاب "الكعك والبارود" للكاتب محمد توفيق، وهو يرصد تفاصيل الحياة فى المجتمع المصرى طوال شهر رمضان الموافق "أكتوبر١٩٧٣"، الذى يصف المعارك على الجبهة الداخلية، وانعكاس الحرب على حياة المواطن وانتصار الجيش وأثره فى السلوك الجمعى للشعب والصبر، والحكمة التى قاومت بها الأم المصرية الظرف الاقتصادى الصعب فى تلك الفترة، وكذلك كتاب "ما قالته غزة" الذى أصدرته "دار ميريت" منذ أيام قليلة، وهو عبارة عن قصائد ونصوص سردية لمجموعة من الشعراء المصريين والجزائريين والتونسيين واليمنيين؛ لدعم كفاح الشعب الفلسطينى والمقاومة الباسلة، كما عاودت قراءة بعض أعمال الكاتب الكبير عبدالوهاب الأسوانى التى أعادت دار "تشكيل" طبعها. 

يتابع إسماعيل: ألاحظ فى سوق الكتاب الانقسام الحاد بين الأدب الواقعى والأدب الاستهلاكى، الذى "يسمونه رواية تاريخية"، فهناك نقص فى الاهتمام بالأدب الواقعى المتماس مع تحولات الحياة والمجتمع لصالح الروايات، التى تعود إلى زمن يغاير الزمن الراهن، وهى روايات استهلاكية خفيفة، لكنها مع الأسف رغم هزالها الفكرى والبنائى والإبداعى وسذاجتها، تلقى دعم لجان التحكيم فى الجوائز، وتلقى اهتمام دور النشر الهادفة للربح. 

ويرى إسماعيل أن هناك غيابًا كاملًا للكتاب "السياسى"، الذى يساعد القارئ فى فهم ما يحدث من مجاعات وحروب ومواجهات إقليمية، وغياب الاهتمام بالتاريخ المعاصر؛ إذ تندر البحوث التاريخية التى تحاول شرح ما جرى فى السنوات الماضية، وكذلك تراجع الشعر والقصة رغم أن هذين اللونين من الإبداع لهما أهمية قصوى فى تشكيل الوجدان.

أحد أوجه الضعف التى تكشفت خلال العام فى سوق الكتاب، هو تركيز النشر على المجالات الإبداعية، وقلة الإصدارات الفكرية والعلمية. فى هذا الصدد يرى شريف صالح أن الملاحظة السلبية تتمثل فى غياب الاهتمام الإعلامى والنقدى بالمنتج الجيد اكتفاء بالمجاملات المبتذلة، فضلًا عن افتقار المكتبة المصرية للكتب الفكرية والعلمية، إذ بات الترويج كله مقتصرًا على الروايات المسلية التى تقدم متعة سطحية لكنها لا تشكل وعيًا. فهناك تراجع فادح مقارنة بعقود سابقة؛ حتى التبسيطات العلمية التى كان يقدمها كاتب مثل مصطفى محمود بلغة أدبية شيقة تراجعت إلى حد كبير. 

ويقترح شريف صالح أن تتبنى الدولة استراتيجية نشر تتضمن مشروعات نشر وترجمة، وتدعم تسويقها فى منافذها المختلفة والدعاية لها، وإعادة الاعتبار للمكتبة فى المدرسة ورفدها بعناوين مهمة وجذابة. 

أما حسين حمودة فيرى أن الكتاب يواجه مشكلات سابقة وأخرى جديدة، من بينها التحديات التى يواجهها منذ سنوات طويلة، وتتصل بظهور وسائط حديثة متعددة للمعرفة، منها الوسائل البصرية والسمعية، التى باتت أكبر من حيث الإمكانات وأكثر قدرة وأكثر تشويقًا على تقديم المعارف المتنوعة، بالإضافة إلى مشكلات أصبح يواجهها الكتاب الورقى، تتصل باستحداث أدوات جديدة للنشر الإلكترونى، الذى ينتزع مساحات متزايدة من النشر الورقى، خصوصًا مع التغيرات التى أدت إلى زيادة تكلفة الكتب المطبوعة.

ويوضح خليل الجيزاوى أن أبرز التحديات التى تواجه صناعة الكتاب فى مصر ارتفاع سعر الدولار، قائلًا: نعرف جميعًا أن معظم مكونات صناعة الكتاب: ورق، أحبار، ماكينات طباعة، قطع غيار، كلها مستوردة وترتبط بسعر الدولار، وبالتالى باتت صناعة الكتابة مُهددة؛ لأن أجهزة الدولة تنظر لصناعة الكتاب من زاوية تجارية، وصناعة الكتاب بالأساس أعتبرها أمنًا قوميًا؛ لأن الجماعات الإرهابية تدعم صناعة الكتاب المُحرّض على ثقافة العنف والكراهية. 

ويضيف: بالمقابل أطالب أجهزة الدولة بأن تدعم صناعة الكتاب الثقافى، الذى يسهم فى بناء العقول الواعدة، خاصة شباب المدارس الثانوية والجامعات، وهى الفئة أكثر قراءة، حسب غالبية إحصائيات جمهور القراء، شباب الجامعات بحاجة إلى قراءة كتاب بسعر منخفض؛ ليقرأوا مكونات المرحلة من كتب ثقافية واقتصادية وسياسية بعيدًا عن سياسية الهدم التى تتبعها الجماعات الإرهابية المتطرفة، والتى تحصل على دعم المنظمات الخارجية للتأثير على عقول الشباب، وأقرب وسائل التأثير انتشارًا هو الكتاب المطبوع بسعر رخيص ليكون فى متناول معظم الطبقات الشعبية، وهى الفئة التى تُشكّل غالبية مجتمع الشباب فى كل جامعات مصر. 

من خلال هذا الطرح، أقترح إصدار بعض القوانين بشأن بعض الإعفاءات الجمركية عند استيراد مكونات صناعة الكتاب: ورق، أحبار، ماكينات طباعة، قطع غيار، أو على الأقل تخفيضها للنصف، فى سبيل دعم صناعة الكتاب، الذى يسهم فى بناء عدة أجيال قادرة على المساهمة فى نهضة الأمة المصرية.

فى السياق ذاته، يرى أحمد فضل شبلول أن الكتاب المطبوع فى مصر الآن فى أزمة حقيقية بسبب ارتفاع تكاليفه؛ جراء استيراد الورق والأحبار والخامات، وارتفاع تكاليف الحياة بصفة عامة، فضلًا عن دخول الكتاب الرقمى أو الإلكترونى بشكل عام فى منافسة عارمة مع الكتاب الورقى، وتداوله بالمجان فى معظم الحالات.

ويقترح شبلول عودة الطبعة الشعبية للكتب ذات السعر العالى، وكذلك مشروع مكتبة الأسرة ومهرجان القراءة للجميع اللذين كانا يوفران أهم الكتب بأسعار زهيدة، فضلًا عن الاهتمام بتسويق الكتب وتوزيعها بشكل جيد، داعيًا إلى عودة منفذ بيع الهيئة المصرية العامة للكتاب بالإسكندرية، الذى ما زال مُغلقًا بلا بديل له. 

فيما تقول عزة رشاد: اقتراحاتى بسيطة ظاهريًا لكنها صعبة التحقيق واقعيًا، إذ تحتاج إرادة أو إرادات متعاضدة للتنفيذ. وعلى رأسها إصلاح منظومة التعليم "من التلقين إلى الإبداع"، وتعظيم هامش حرية الرأى والتعبير، والقضاء على الأمية، ثم تأسيس قاعدة للبحث العلمى. 

ويرى خالد إسماعيل أن بعض دور النشر التى تعمل لصالح قوى ودول بعينها أدت إلى سيادة الكتب التافهة، كما أنها تسعى لخلق قارئ "تافه"، علاوة على أن الكتب النقدية قد تراجعت، فلم نعد نشهد أعمالًا نقدية مثل أعمال رجاء النقاش وسيد حامد النساج وجابر عصفور وصلاح فضل وفاروق عبدالقادر، وغيرهم. 

ويقترح عودة التواصل بين المتخصصين فى كليات الآداب وغيرها، والمبدعين للقيام بدور فى مواكبة تطورالبحوث العلمية والنظريات النقدية بالجامعات المتقدمة ومحاولة وضع نظريات نقدية عربية توافق ما يعيشه مجتمعنا العربى وتناسب تطوره الثقافى والاجتماعى والاقتصادى.

أما الناقد يسرى عبدالغنى فيرى أن سوق الكتاب تعانى عددًا من المشكلات، على رأسها قلة مراكز الأبحاث التى يمكن أن يتابعها أهل الفكر والرأى، ما أدى إلى ندرة ما تخرجه المطابع العربية من دراسات وأبحاث فى العلوم العلوم التطبيقية والإنسانية والتكنولوجية، مقابل وفرة فى إصدارات إبداعية وكتب التنمية البشرية. 

ويدعو عبدالغنى إلى ضرورة الانصراف الكامل للاهتمام بمحو الأمية بجميع أنواعها، والاهتمام بصناعة الوعى، وإعادة مشروع "القراءة للجميع"، والاهتمام بالمكتبات المدرسية والجامعية.