رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرأة المصرية وانتخابات الرئاسة

من المؤكد أن انتخابات الرئاسة المصرية التى تبدأ، غدًا، ستكون انتخابات تاريخية، وذلك لسببين: أولهما أنها تواكب أحداثًا خطيرة تمر بها منطقتنا، وحربًا وحشية بين إسرائيل والفلسطينيين فى قطاع غزة، هدفها تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين إلى الجنوب فى اتجاه معبر رفح، حتى يتم الدفع بهم إلى أرض سيناء، وهو ما رفضه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأعلنه للعالم، ويواصل حاليًا جهودًا مضنية لاستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وثانيهما: أننا فى مرحلة استكمال بناء دولة متقدمة وحديثة، تنعم بالرخاء والاستقرار، ويتمتع مواطنوها بالأمان وبحقوق المواطنة والتنمية المستدامة، ولهذا فإنه من الضرورى أن نحرص جميعًا على النزول من بيوتنا للمشاركة فى انتخابات الرئاسة؛ انطلاقًا من دورنا الوطنى، وواجبنا كمواطنين.

ولا شك أن الدور الأساسى سيكون على المرأة المصرية؛ بتشجيع أبنائها وأفراد أسرتها على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، ولقد كانت المرأة المصرية دائمًا فى الصفوف الأولى حينما يناديها الوطن، وحينما يكون مطلوبًا مشاركتها فى وقت الضرورة، حيث أثبتت دورها الوطنى هذا فى السنوات الأخيرة، حينما شعرت بأهمية دورها، وأيضًا يذكرنا التاريخ بدورها الوطنى حيث كانت فى القرن الماضى، وتحديدًا فى سنة ١٩١٩، شريكة للرجل فى ثورة ١٩١٩ للمطالبة بحرية الوطن والتنديد بالاحتلال الإنجليزى، وسقط فى هذه الثورة ٤ شهيدات برصاص الاحتلال الإنجليزى.

وفى ثورة ٢٠١٣ كانت تتقدم الصفوف الأولى؛ للمطالبة بحرية الوطن ورحيل الإخوان المسلمين عن سُدة الحكم، ورحيل رئيسهم الذى كان مشاركًا فى خطة تدمير مصر، كما كانت فى طليعة الصفوف، أيضًا، فى كل الاستحقاقات السياسية.

شاركت جنبًا إلى جنب الرجل فى انتخابات الرئاسة السابقة، كما شاركت فى تفويض الشعب وزير الدفاع، حينذاك، عبدالفتاح السيسى للقضاء على الإرهاب.

وانطلاقًا من دورها الوطنى، قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بدعمها وإعلاء مكانتها وتعيين وزيرات فى الوزارات المختلفة، وصل عددهن إلى ٨ وزيرات، وفى مناصب كنا نطالب بأن تتقلدها مثل منصب المحافظ، وفى القضاء، وفى مجلس الدولة، وغيرها من المواقع المهمة والفعالة فى الدولة، وما زلنا نأمل فى المزيد، ومن هنا فإننى أطالب المرأة المصرية، سواء كانت الأم أو الجدة أو الزوجة أو الأخت أو الابنة، بالمشاركة بكثافة فى الانتخابات، بل حث كل من حولها على المشاركة فى الإدلاء بأصواتهم فى انتخابات الرئاسة التاريخية التى تبدأ غدًا، وعلى مدى ثلاثة أيام من ١٠ إلى ١٢ ديسمبر. 

إننى أدعو كل سيدة وشابة مصرية إلى النزول لتوصيل رسالة للعالم، بأن نساء مصر وشاباتها ماضيات بكل العزم والإصرار على طريق بناء مصر المتقدمة والحديثة والحرة، التى تدرك أهمية دورها الوطنى، واستكمالًا لطريق البناء والتنمية وتقدم المرأة، الذى بدأه الرئيس عبدالفتاح السيسى بكل شجاعة وإصرار، إيمانًا منه بقدرات نساء مصر، وتفعيلًا لدورهن الوطنى السابق، حيث أطلق عليهن عظيمات مصر فى كلماته وخطبه فى يوم المرأة المصرية منذ توليه الرئاسة فى ٢٠١٤، ومسيرته السباقة فى دعم وتقدم واحترام المرأة المصرية، وتكريمها فى يوم المرأة من كل عام.

وأتوقع أن يفوز فى انتخابات الرئاسة الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى بفترة ولاية جديدة فى الانتخابات التى خيمت عليها الحرب فى غزة، وكان المصريون فى الخارج قد صوتوا بأعداد كبيرة، وهم حاملون العلم المصرى تأكيدًا على حبهم لوطنهم الأم، وانطلاقًا من الإحساس بأهمية دورهم الوطنى فى هذه الفترة الصعبة والمحفوفة بالمخاطر، وذلك فى الفترة من أول ديسمبر، إلى الثالث من الشهر الجارى.

إننى أدعو كل مواطن مصرى ومواطنة مصرية، حريص أو حريصة على مستقبل الوطن، أن يؤدوا بكل حماس وأمانة دورهم الوطنى فى الإدلاء بصوتهم فى انتخابات رئيس مصر، وأتمنى أن يكون عُرسًا انتخابيًا ديمقراطيًا أمام العالم؛ حتى نؤكد للعالم الذى ينظر إلى هذه الانتخابات ويتابعها فى وسائل الإعلام والمواقع والفضائيات والإذاعات، وعى المصريين بدورهم الوطنى، وحرصهم على اختيار الرئيس القادم لمصر.

وأتمنى أن نرى طوابير اللجان الانتخابية على الشاشات والمواقع، ليرى العالم أن فى مصر رجالًا ونساء يدركون أهمية المشاركة فى صياغة مستقبل وطنهم العظيم مصر، وتحيا مصر منصورة ومنتصرة، وحرة ومتقدمة إلى الأمام بكل ثبات واستقرار وأمان.