رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أخبار سيئة من أوكرانيا!

بسؤاله عما إذا كان يخشى أن يزداد الوضع سوءًا فى أوكرانيا، أجاب ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسى، الـ«ناتو»، بأنه يتعين على دول الحلف أن تكون مستعدة «لتلقى أخبار سيئة». وفى حواره مع قناة «إيه آر دى» التليفزيونية الألمانية، أبدى «ستولتنبرج» أسفه على حالة الصناعات العسكرية «المفككة» فى أوروبا، وشدد على ضرورة تعزيز إنتاج الذخيرة وعدم السماح بارتفاع أسعارها، معترفًا بأن دول الناتو لم تتمكن من تلبية الطلب المتزايد عليها.

بالتزامن، وجّهت إدارة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، تحذيرًا إلى الكونجرس، أمس الأول الإثنين، من مخاطر التأخر فى توفير المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا. وقال مكتب الميزانية بالبيت الأبيض، فى رسالة وجهها إلى رئيسى وقادة مجلسى النواب والشيوخ، إن الأموال المخصصة لإرسال أسلحة ومساعدات إلى أوكرانيا توشك أن تنفد بحلول نهاية العام الجارى، ما قد يعنى هزيمة أوكرانيا فى ساحة المعركة، وينذر بعواقب وخيمة على ساحة المعركة، حال عدم تحرك المجلسين بشكل عاجل. 

التقديرات الرسمية تقول إن الوكالات الفيدرالية الأمريكية أنفقت حوالى ١١١ مليار دولار، من التمويل الإضافى، الذى وافق عليه الكونجرس لدعم أوكرانيا. وصباح أمس، اتهم جيك سوليفان، مستشار البيت الأبيض لشئون الأمن القومى، أعضاء الكونجرس، خاصة الجمهوريين، الذين يرفضون تخصيص الأموال لدعم أوكرانيا بأنهم يؤيدون «تحسين موقف الرئيس الروسى الاستراتيجى». والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن شبكة «إن بى سى» الأمريكية كانت قد نقلت عن مسئولين أمريكيين، فى بداية الشهر الماضى، أن التطورات فى غزة قد تدفع باتجاه إنهاء الأزمة الأوكرانية عبر المفاوضات. 

دخلت الأزمة الأوكرانية شهرها الثانى والعشرين. ولم يحقق الهجوم المضاد الأوكرانى، إلى الآن، أى نتائج ترقى إلى مستوى تطلعات الولايات المتحدة، والدول الغربية إجمالًا. واستبعدت جريدة «واشنطن بوست»، الأمريكية، أن يتحقق «النصر الحاسم»، الذى تحدث عنه الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، فى بداية العام الجارى، وأشارت إلى أن انتباه المجتمع الدولى تحول إلى منطقة الشرق الأوسط. ولن نتوقف عند تعامل الولايات المتحدة وحلفائها بمعايير مزدوجة تجاه الصراعين فى أوكرانيا وغزة. 

لن نتوقف، أيضًا، عند مقاطع الفيديو، التى أظهرت مقاتلين فلسطينيين يشكرون «الإخوة الأوكرانيين» على الأسلحة التى قدمتها الولايات المتحدة ودول الناتو إلى القوات الأوكرانية، ووصلت إليهم، وعرضوا عيّنات من تلك الأسلحة. فقط، سنشير إلى أن الرئيس الأوكرانى، كان قد اتهم روسيا، فى حوار مع قناة «فرانس ٢»، بأنها توفّر دعمًا، بطريقة أو بأخرى، لحركة حماس، زاعمًا أن أجهزة المخابرات الأوكرانية لديها معلومات تؤكد ذلك، وتثبت أن موسكو تسعى إلى زعزعة الاستقرار فى كل أنحاء العالم!.

المهم، هو أن الهجوم المضاد الأوكرانى بدأ فى ٤ يونيو الماضى. وبعد ثلاثة أشهر، قال الرئيس الروسى إن هذا «الهجوم المضاد» فشل فى تحقيق أى من أهدافه. وفى بداية ديسمبر الجارى، أكد سيرجى شويجو، وزير دفاعه، أن قوات كييف خسرت أكثر من ١٢٥ ألف شخص و١٦ ألف قطعة سلاح خلال الشهور الستة الماضية، دون أن تتمكن من اختراق خطوط دفاعات القوات الروسية. وفى الحوار المشار إليه، قال الأمين العام لـ«ناتو» إن أوكرانيا، الآن، فى «وضع حرج»، لكنه رفض أن يوصى بما يجب عليها أن تفعله، تاركًا لـ«الأوكرانيين والقادة العسكريين» اتخاذ هذه القرارات العملياتية الصعبة. ثم أكد أن انتصار روسيا فى الحرب لن يكون مأساة على أوكرانيا فقط، بل سيشكل خطرًا على دول الحلف وباقى الحلفاء!.

.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يزور اليوم، الأربعاء، الإمارات والسعودية. وطبقًا لما أعلنه ديمترى بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، فإن بوتين سيبحث مع قادة الدولتين تعزيز العلاقات الثنائية، وسيتبادل معهما وجهات النظر بشأن الملفات الدولية والإقليمية الملحة، التى تشمل النزاع الفلسطينى الإسرائيلى، والأوضاع فى سوريا واليمن و... و.. وأشار بيسكوف، أيضًا، إلى أن الرئيس الروسى سيستقبل غدًا، الخميس، الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى، الذى يزور موسكو ليوم واحد.