رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوطنية تتجلى فى تصويت الناخبين المصريين فى الخارج

تجلّت مشاعر الوطنية كأروع ما تكون منذ اليوم الأول فى تصويت الناخبين المصريين المقيمين بالخارج فى انتخابات الرئاسة ٢٠٢٤.. ففى مشاهد هى أقرب إلى العُرس تجمّع الناخبون المقيمون فى كل أنحاء العالم منذ الصباح الباكر، وقبل الموعد الرسمى أمام المقرات الانتخابية، وكانت أبرز السمات هو أننا رأينا فى كل القارات، فى المدن الكبرى، تلاحمًا وطنيًا، حيث وقف المصريون يرددون الأغانى الوطنية وحاملين فى أياديهم الأعلام المصرية.. حضر المصريون المقيمون فى خارج الوطن ليؤكدوا حبهم للوطن وانتماءهم له مهما كان بُعد المسافة عنه أو بُعد المسافة عن أماكن التصويت فى البلاد التى يعيشون فيها، والمخصصة للإدلاء بالصوت، تدفعهم رغبة جارفة فى الإدلاء بصوتهم والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية.
وفى تقديرى أن هذا الإقبال الكبير الملحوظ كما رأيناه فى الفضائيات من كل الأعمار يؤكد إدراكهم أهمية التصويت، والوقوف خلف القيادة السياسية الوطنية، والمشاركة فى صنع مستقبل وطنهم.
رأينا نساءً وأمهات وشابات ورجالًا وشبابًا، وحتى بعض الأسر اصطحبت معها أبناءها وأطفالها وهى تشارك فى صياغة مسيرة مصر المستقبل.. المشهد كان هذا العام مشرفًا والإقبال غير عادى.. ورأينا فى أمريكا مشاهد إنسانية، منها مشهد لشابة مقعدة على كرسى متحرك تتوجه للتصويت والمشاركة بحماس.. وفى ألمانيا قسّم المصريون أنفسهم لكثرة عددهم على مدى الأيام المخصصة للتصويت.. ورغم البرودة وانخفاض الحرارة فإن المصريين فى برلين مع الثلوج اعتبروه شرفًا ومسئولية حسبما رأيناه وصرحوا به للفضائيات، وذلك أمام المقرات الانتخابية وأثناء التصويت. وفى تقديرى أن هذا الإقبال يعنى وعيًا كبيرًا يتحلى به الناخبون المصريون بأهمية المشاركة بأصواتهم وإدراك خطورة المرحلة الراهنة والأخطار المحدقة بالوطن، وضرورة اختيار الرئيس القادر على التصدى للأخطار والقضايا الشائكة. 
وفى المملكة العربية السعودية والكويت رأينا مشهدًا احتفاليًا مشرفًا يعكس قوة الوطنية لدى المصريين وأهمية الدور الوطنى الذى عليهم أن يقوموا به.. ومن المشاهد المبهجة والمبشرة بالخير أن بعض الأمهات المصريات فى السعودية الشقيقة اصطحبن أبناءهن إلى مقر الانتخابات لتنشئتهم على الانتماء والولاء للوطن الحبيب. 
والسمة الثانية التى لاحظتها هى إحساس الناخبين والناخبات بشكل عام، وبشكل واضح، بضرورة الاصطفاف مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، وذلك لدوره الداعم الفعال والمحورى والشجاع فى مأساة الحرب فى فلسطين، وحرصه على سيادة الأرض المصرية وعدم المساس بشبر منها، وأيضًا فى نفس الوقت حرصه على رفض التهجير القسرى للفلسطينيين إلى خارج أرضهم، وتحديدًا إلى أرض سيناء، ورفض تصفية القضية الفلسطينية، وتمسكه بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وقدرته على الصمود منذ بدء الحرب فى ٧ أكتوبر الماضى لتوصيل المساعدات الإنسانية والإمدادات لأهل قطاع غزة. 
وفى المدن الكبرى بالدول الأجنبية، وفى مختلف القارات، رأينا الأعلام المصرية خفاقة فى أيادى المصريين فى الخارج أمام المقرات الانتخابية فى مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وفى مدينة فيينا بالنمسا، وفى مدينة بكين بالصين. 
وفتحت ١٣٧ سفارة وقنصلية مصرية أبوابها فى ١٢١ بلدًا من مختلف أنحاء العالم، وذلك للتصويت من أجل اختيار رئيس مصر فى ٢٠٢٤.. وبالنسبة لعدد من يحق لهم التصويت من المصريين بالخارج قالت وزيرة الهجرة المصرية سها جندى إنها «واثقة من كثافة مشاركة المصريين بالخارج الذين يبلغ تعدادهم نحو ١٤ مليونًا من مختلف أنحاء العالم».. وفى تقرير صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء المصرى فى عام ٢٠٢١ فإن غالبية المصريين المقيمين فى الخارج تتركز فى الدول العربية، وفى مقدمتها السعودية، ثم تأتى فى المرتبة الثانية الأمريكتان. 
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد تقدم بأوراق ترشحه فى أكتوبر بعد أن حصل على ٤٢٤ تزكية من نواب البرلمان الذين يبلغ عددهم ٥٩٦ عضوًا وأكثر من ١٫١ مليون توكيل من الشعب.. كما تقدم للترشح ٣ مرشحين آخرين، هم: فريد زهران رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، وعبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى.. وجرت الانتخابات الرئاسية فى الخارج، كما شاهدنا، فى جو ديمقراطى وفى سلاسة ودون مشاكل تذكر، وإن هذا الإقبال الكبير وتدفق المصريين على صناديق الاقتراع منذ الصباح الباكر ومنذ اليوم الأول فى تقديرى إنما هو دلالة على الوعى الوطنى للمصريين بالخارج بأهمية الاصطفاف الوطنى للإدلاء بالأصوات، ورسالة يبعثون بها للعالم أجمع بأنهم يدركون مسئوليتهم فى المشاركة السياسية لاختيار رئيس مصر المقبل الذى سيقود البلاد فى اتجاه التقدم والازدهار والاستقرار والسلام والأمان.. ومن أهم السمات أيضًا أنه كان ملحوظًا الإقبال الكبير والحماس من المرأة المصرية التى تدرك أهمية دورها الوطنى، التى كانت حاضرة وبقوة فى كل السنوات الماضية كشريك للرجل فى صنع التقدم والاستقرار واختيار الرئيس السيسى الداعم الأول لها، الذى حظيت فى خلال رئاسته بمكتسبات سباقة، وبحماية وتقدير واحترام كبير لمكانتها فى المجتمع، ما جعلها تقف عند صناديق الانتخابات فى الخارج لتدلى بصوتها له، وحاملة بفخر العلم المصرى فى يديها وفى قلبها حماس لأداء دورها الوطنى، ومرددة أمام المقرات الانتخابية هتافات عالية مسموعة: «تحيا مصر، تحيا مصر».. وسوف تجرى عملية الاقتراع إن شاء الله فى داخل الوطن فى انتخابات الرئاسة المصرية بين ١٠ و١٢ ديسمبر الجارى، ومن المقرر أن تعلن النتيجة فى ١٨ ديسمبر.