رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطين في قمة أبيك

أبيك، APEC، هو الاسم المختصر لـ«منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ»، وهو منظمة حكومية دولية تأسست سنة 1989، «استجابةً للاعتماد المتبادل المتزايد لاقتصادات منطقة آسيا والمحيط الهادئ»و...و... ويقع مقرها الرئيسي في سنغافورة، ومنذ الأحد الماضي،تستضيف مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية قمتها السنوية الخامسة والثلاثين، التي تستمر فعالياتها حتى السبت المقبل.
منذ مساء الأحد، يتظاهر المئات في سان فرنسيسكو، رفضًا للممارسات «النيوليبراليّة» لحكومات دول أعضاء في المنظمة و«تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة». إذ كان نصف عدد الأعلام واللافتات، التي رفعهاالمتظاهرون تدعو إلى «دعم الفلسطينيين» ووضع حد «للإبادة الجماعية».وقالت إليونور كوليه لوكالة الأنباء الفرنسية«أنا هنا تضامنا مع الفلسطينيين الذين يتم ذبحهم بشكل جماعي»، لافتة إلى أن عائلة زوجها عالقة في غزة الآن، ورأت أنه من المنطقي أن تشارك في الاحتجاج مع الناشطين المناهضين لـ«أبيك»، لأن القمة تجمع الرئيس جو بايدن وقادة دوليين، ولأن «تحرير الشعوب قضية دولية».
المنظمة، التي تقول إنها معنية بـ«الاقتصادات»، لا بـ«الدول»،تضم 21 دولة، أو اقتصاد، من بينها الصين وتايوان، معًا، وهو أمر غير مألوف.ولن تحظى الأخيرة بتمثيل سياسي فحسب، بل سيمثلها أيضًا رجل الأعمال موريس تشان، الذي يعد شخصية مهمة في قطاع أشباه الموصلات. بينما سيمثّل روسيا أليكسي أوفرتشوك، نائب رئيس الوزراء، الذي يُعد الشخصية الروسية الأعلى مستوى، التي تزور الولايات المتحدة منذ بداية الأزمة الأوكرانية.
على هامش القمة، من المقرر أن يلتقي اليوم، الأربعاء، الرئيسان الصيني والأمريكي، في ثاني لقاء يجمعهما،بعد ذلك الذي جرى في جزيرة بالي الإندونيسية، السنة الماضية، خلال قمة «مجموعة العشرين». ومنذ ساعات، قالت ماو نينج، المتحدثة باسم الخارجية الصينية، إن الزعيمين «سيتواصلان بشكّل معمّق بشأن قضايا استراتيجية وعامة ومربكة في إطار العلاقات بين البلدين، إضافة إلى مسائل كبرى مرتبطة بالسلم والتنمية الدوليين»، ما يعني أن الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية قد تكون حاضرة على طاولة النقاش. والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن الصين كانت قد أعلنت عن استعدادها للتنسيق مع روسيا من أجل التوصل إلى تهدئة، كما سبق أن أعرب تشاك شومر، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، عن خيبة أمله من عدم إظهارها «أي تعاطف أو دعم لإسرائيل خلال هذه الأوقات العصيبة»!.
قيل إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتزم خلال الاجتماع الثنائي، طرح الملف الإيراني، و«التهديد الذي تشكله إيران على الاستقرار الإقليمي، والتهديد الذي تشكله على القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط». ونقلت وكالة رويترز عن مسئول أمريكي كبير أنهيتوقع أن يتناول الرئيسان بعض القضايا على الساحة الدولية مثل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وعلاقات كوريا الشمالية مع روسيا وتايوان و...و... والعلاقات التجارية والاقتصادية. وقال جيك ساليفان، مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي إن بايدن سيعمل «على استعادة التواصل بين الجيشين لأنه يعتقد أن ذلك يصب في مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة»!.
ما قد يجعل فلسطين حاضرة في القمة، أيضًا، وجود دولتين إسلاميتين كبيرتين، الأولى هي ماليزيا، التي واجه رئيس وزرائها، أنور إبراهيم، دعوات من المعارضة لمقاطعة القمة بسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل. والثانية هي إندونيسيا، التي طالب رئيسها، جوكو ويدودو، نظيره الأمريكي، خلال لقائهما، في البيت الأبيض، أمس الأول الإثنين، بـ«فعل المزيد» من أجل وقف إراقة الدماء في قطاع غزة والتوصل لوقف لإطلاق النار. وكان الرئيس الإندونيسي قد أكد، الأحد،أنه سينقل لبايدن«الرسالة الشديدة اللهجة»، التي صدرت عن القمة العربيةالإسلامية التي استضافتها الرياض نهاية الأسبوع الماضي.
.. وأخيرًا، ليس مستبعدًا أن يتوصل الرئيسان الصيني والأمريكي، إلى تفاهمات بشأن الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية،من بينها ضمان عدم تدخل إيران، التي تربطها بالصين علاقات وثيقة،مقابل تخفيف الاحتكاكات أو المماحكات التجارية، ونزع فتيل التوترات بشأن تايوان وشينج يانج وهونج كونج وبحر الصين الجنوبي، وعدم تدخلالولايات المتحدة في شئون الصين الداخلية!.
ـ ليس مستبعدًا أن يتوصل رئيسا الصين وأمريكا إلى تفاهمات بشأنها