رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تقف شامخة دعمًا للقضية الفلسطينية

إن استمرار الدور المصرى المحورى والحيوى مع الشعب الفلسطينى لن يتوقف أبدًا، ومهما كانت ضخامة الضغوط التى تتم ممارستها على مصر للتخلى عن القضية الفلسطينية، هكذا هى مصر كانت وستظل تدافع عن الحقوق المشروعة لأهالينا فى فلسطين المحتلة، منذ أن أعلن قيام دولة إسرائيل فى عام ١٩٤٨ على أرض فلسطين وتنفيذ وعد بلفور البريطانى بإعطاء إسرائيل جزءًا من الأرض الفلسطينية على حساب جثث أهل فلسطين.

ومنذ ذلك اليوم تجاهد مصر لدعم الشعب الفلسطينى بكل ما لديها من جهد وقدرة لاسترداد الحقوق المشروعة له، وحتى يومنا هذا لا تزال القضية الفلسطينية على رأس قائمة أولويات القضايا العربية فى أجندة مصر، وفى موقف رئيسها وشعبها باعتبارها قضية القضايا.

إن هذا موقف مصرى ثابت لا ولن يتغير مهما حدث ومهما تمت ممارسة الضغوط على مصر للتخلى عن قضية الأشقاء الفلسطينيين، ومنذ اليوم الأول لاندلاع الاقتتال فى ٧ أكتوبر الماضى أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن موقف مصر الرسمى واضحًا أمام العالم أجمع، وهو دعم مصر الكامل للشعب الفلسطينى، وفى نفس هذا الموقف الواضح يقف الشعب المصرى داعمًا ومؤيدًا للقيادة السياسية فى كل ما أعلنته بوضوح أمام العالم وفى مؤتمر القاهرة للسلام، الذى عقد فى القاهرة، والذى كان من نتائجه توضيح الصورة الحقيقية للاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى وإعلان الموقف المصرى الرسمى، الذى يدعم الحقوق المشروعة لأهل قطاع غزة، ووقف القتال ورفض التهجير القسرى للفلسطينيين أو خروجهم من أرضهم على حساب جزء من أرض سيناء أو تصفية القضية الفلسطينية وإبادة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى للعالم أنه لا حل للمشكلة الفلسطينية سوى حل إقامة الدولتين، واتساقًا مع هذا الدور المصرى الأكثر فاعلية والثابت، تواصل مصر دعمها بأقصى جهد لديها، وعلى كل المستويات، بحيث أصبحت القاهرة محط أنظار العالم فى دعمها بكل الطرق السلمية لأهل قطاع غزة ومركزًا لإجراء الاتصالات واللقاءات الدولية لحل القضية الفلسطينية وإنقاذ الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة حتى يلتقى فى القاهرة الرؤساء والأطراف المعنيون، وكبار المسئولين من كل أنحاء العالم، والذين يأتون للقاء الرئيس السيسى؛ وللتواصل والتشاور معه حول الاجتياح الإسرائيلى الراهن، ويعمل هو من جانبه على المستوى السياسى الدولى على توضيح الحقائق للعالم ولكبار القادة والمسئولين، من منطلق الدور المصرى الفاعل فى القضية الفلسطينية ووقف الحرب الدائرة فى قطاع غزة، والاعتداءات الإسرائيلية الوحشية ضد أهالى غزة العزل.

ومن ناحية أخرى، وعلى مستوى الإغاثة والمتطلبات الإنسانية لأهل غزة تواصل مصر دورها، من خلال معبر رفح؛ لتوصيل المساعدات والإمدادات الإنسانية لهم، ومن أيام التقت الرئيس السيسى المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمى سيندى ماكين وأعربت عن امتنانها له فى جهوده للقضاء على الجوع، وفى توصيل قوافل الإغاثة والمساعدات الغذائية والأدوية والإمدادات الإنسانية لأهل فلسطين، رغم العوائق والعراقيل، التى تضعها إسرائيل لإعاقة دخول المساعدات للفلسطينيين، مما يلقى على مصر أعباء إضافية.

وحتى الأمس بلغ عدد الشهداء نتيجة القصف الإسرائيلى المستمر على أهل فلسطين العزل حوالى ١٠ آلاف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى عدد كبير من المفقودين والمقتولين تحت أنقاض المبانى، التى تهدمت جراء القصف الجوى الوحشى على المدنيين وقصف المستشفيات ومدارس الأطفال، وكل صور الانتهاكات الوحشية التى تمارسها إسرائيل، مثل قطع الماء والوقود والكهرباء والاتصالات بالعالم الخارجى، مما يعتبر جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولى، وفيها خرق لكل الاتفاقيات الدولية، إلا أن نتنياهو وبدعم كامل من بايدن ومشاركة قوات عسكرية أمريكية يواصل الاجتياح البربرى لقطاع غزة وسط فشل ذريع فى وقف القتال من جانب مجلس الأمن.

وأمام هذه الوحشية تطالب مصر بالوقف الفورى للقتال، إلا أن إسرائيل مع الدعم الأمريكى الفج لها تضرب بقرار منظمة الأمم المتحدة بوقف القتال عرض الحائط، مع صمت مريب من المجتمع الدولى وعجزه عن وقف إبادة شعب أعزل وقتل الأطفال والنساء وقتل الصحفيين والأطباء وضرب المستشفيات والمدارس وسيارات الإسعاف، بل تستمر المجزرة البشعة لأهل فلسطين فى قطاع غزة.

وعلى المستوى الإنسانى تبدأ مصر فى المرحلة الثانية من قوافل الإمدادات والمساعدات وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية بتوصيل المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح المصرى، حيث كانت المرحلة الأولى تحت عنوان «مسافة السكة»، حيث رأينا متطوعين من الشابات والشباب المصريين، الذين تطوعوا بأعداد كبيرة جدًا للمساعدة فى تعبئة وتغليف وإرسال هذه الإمدادات الغذائية والأدوية والاحتياجات الأساسية لأهل فلسطين، حسب متطلبات تنظيم الهلال الأحمر الدولى، وتشارك فى قوافل الإمدادات الإنسانية أجهزة الدولة المعنية مع المجتمع المدنى والتحالف الوطنى والجمعيات الخيرية والشركات الكبرى ورجال الأعمال والأحزاب فى قوافل الإغاثة والإمدادات الإنسانية، والتى بلغ عددها ١٠٨ قاطرات و١٠٠٠ طن من المواد الغذائية، وتصل أيضًا قوافل بطائرات اليونيسف من دول أجنبية وعربية، حيث وصلت ظهر أمس طائرتان لمنظمة اليونيسف بإمدادات إنسانية من روسيا ومن الكويت، وقبلها مشاركة إمدادات من عدة دول، منها دول عربية وغير عربية، كما تضمن الدعم المصرى أيضًا إطلاق حملة للتبرع بالدم للمصابين فى غزة، تحت عنوان «قطرة دماء تساوى حياة»، بينما من ناحية أخرى انطلقت المرحلة الثانية من قوافل الإغاثة الإنسانية من خلال مبادرة «من إنسان لإنسان»، وأيضًا أعلنت قافلة «حياة كريمة» عن إطلاق قافلة مساعدات لأهالى غزة من الأغذية والمياه، وتصل الطائرات إلى مدينة العريش من خلال منظمة اليونيسف، أو من خلال منظمات الإغاثة الإنسانية. 

إن هذا الدعم المصرى الكبير على كل المستويات قد استطاع بالفعل أن يُحدث تأثيرًا كبيرًا لدى الرأى العام العالمى فى إظهار وحشية إسرائيل والمطالبة بحقوق مشروعة للشعب الفلسطينى، مما أسفر عن اندلاع مظاهرات بآلاف المشاركين مع القضية الفلسطينية فى المدن الكبرى، وفى العواصم الغربية فى واشنطن ولندن وباريس ومدريد وروما وبرلين وغيرها من المدن الكبرى فى مختلف أنحاء العالم بشكل يتزايد، مما قد يُحدث فى تقديرى تأثيرًا ونتائج وشيكة لدى قادة الدول الغربية المنحازين انحيازًا كبيرًا لإسرائيل، فقد تجبرهم المظاهرات الغاضبة والمتزايدة ضد إسرائيل على المطالبة بحرية الشعب الفلسطينى والتنديد بإسرائيل، وهذه المظاهرات المندلعة يوميًا، والتى يعلو صوتها ويزداد عددها إلى الضغط على إسرائيل ووقف اعتداءاتها الوحشية على أهل فلسطين العزل. وقد يأتى يوم قريبًا تتم فيه محاكمة نتنياهو كمجرم حرب وينقلب العالم الغربى عليه وعلى معاونيه من السفاحين والقتلة والمشاركين له من الدول الغربية، ونأمل أن يقف القادة العرب أيضًا موقفًا أكثر شدة وتأثيرًا فى اقتصاديات الدول الغربية، ويتخذوا مواقف تهدد مصالح الغرب الاقتصادية؛ مما قد يسفر عن إيقاف آلة الحرب الغاشمة الإسرائيلية.

وفى تقديرى أيضًا أن بايدن لن يتمكن من الفوز فى انتخابات الرئاسة المقبلة، وسيفشل فشلًا ذريعًا فى حال ترشحه بسبب موقفه المنحاز لمجزرة غزة، وأن هذا الوضع الخطير والاعتداءات البربرية الإسرائيلية وبمساعدة أمريكية لن يسفر إلا عن مزيد من الكراهية لإسرائيل وأمريكا وأجيال جديدة فى العالم تشب على كراهية إسرائيل وأمريكا، وسينقلب العالم على كليهما وعلى قيادة الدولتين قريبًا.. وسيستمر الدور المصرى الإنسانى الكبير للقيادة السياسية المصرية التى تتمسك بالسلام والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وستزداد شعبية الرئيس السيسى، الذى يقف بشموخ وحكمة ناصرًا الحق الفلسطينى وقضيته، التى هى فى قلب الشعب المصرى، بل وستزداد شعبية الرئيس السيسى الذى يقف جسورًا حاميًا ومدافعًا مع جيش وشعب مصر عن سيادة مصر على أراضيها، ويستمر فى نفس الوقت داعمًا حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة على كل المستويات، وسيستمر إن شاء الله فى فترة تالية زعيمًا مصريًا مخلصًا ووطنيًا قادرًا على مواصلة البناء لمصر واتجاهها نحو التقدم والتحديث والتنمية.