رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منظمة بريطانية: عدد ضحايا الأطفال تجاوز من قُتلوا بمناطق النزاع حول العالم منذ 2019

الأطفال
الأطفال

قالت منظمة «أنقذوا الأطفال»، البريطانية، إن عدد الأطفال الذين قتلوا جراء الصراع فى غزة خلال ثلاثة أسابيع فقط تجاوز العدد السنوى للأطفال الذين قتلوا فى مناطق النزاع فى العالم منذ عام ٢٠١٩.

وأشارت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الطفل حول العالم، فى تقرير نشرته على موقعها الرسمى، إلى أن ما لا يقل عن ٣ آلاف و٢٥٧ طفلًا قُتلوا فى قطاع غزة منذ اندلاع الصراع فى السابع من أكتوبر الجارى، وهو أعلى من عدد الأطفال الذين يقتلون سنويًا فى النزاعات المسلحة فى ٢٤ دولة منذ عام ٢٠١٩.

وأوضحت المنظمة أن الأطفال يشكلون أكثر من ٤٠٪ من الأشخاص الذين قتلوا فى غزة، وأكثر من ثلث إجمالى الوفيات فى جميع أنحاء الأراضى الفلسطينية المحتلة.. ومع افتراض وجود ألف طفل آخرين فى عداد المفقودين فى غزة مدفونين تحت الأنقاض، فمن المرجح أن يكون عدد القتلى أعلى من ذلك بكثير.

وقال جيسون لى، مدير منظمة «أنقذوا الأطفال» فى الأراضى الفلسطينية المحتلة: «أدت ثلاثة أسابيع من العنف إلى انتزاع الأطفال من عائلاتهم وتمزق حياتهم بمعدل لا يمكن تصوره.. إن الأرقام مروعة، ومع استمرار العنف وتوسعه فى غزة فى الوقت الحالى، لا يزال العديد من الأطفال معرضين لخطر جسيم».

من جهتها، رصدت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، تهاوى قطاع الصحة فى قطاع غزة المُحاصر بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، حتى إن العديد من أطباء القطاع أجروا فى الأيام الأخيرة جراحات دون مخدر، نظرًا لنقص الإمدادات الطبية الأساسية والوقود.

وسلطت الصحيفة الضوء على معاناة أطباء مستشفى «ناصر» فى خان يونس بجنوب غزة، وأكدت أن مستشفى ناصر، الذى يضم ٣٥٠ سريرًا، ليس استثناءً.. فبعد ثلاثة أسابيع من القصف الإسرائيلى العنيف أصبحت الخدمات الطبية فى غزة على حافة الهاوية، لكنّ الموظفين المنهكين يبذلون قصارى جهدهم بالموارد المتضائلة بسرعة.

وتناولت الصحيفة- فى تقريرها- قصة علاج عمر أحمد، ٢٥ عامًا، الذى أصيب فى غارة إسرائيلية، وذكرت أن قصته تعكس ما يحدث داخل نظام طبى أوشك على الانهيار.. ففى خلال الأيام الخمسة التى قضاها فى المستشفى، لم تمر لحظة واحدة دون ألم، كما تم تنظيف حروقه دون مخدر، وتُرك ليتعافى باستخدام مسكنات الألم«التى ليست قوية بما فيه الكفاية».

والغرفة المكتظة التى يتقاسمها أحمد مع خمسة آخرين من ضحايا الحروق الخطيرة تعانى من انقطاع التيار الكهربائى لفترات طويلة من اليوم، ودون تبريد، فجعلته الحرارة يتعرق، ما أدى إلى التهاب جروحه، على حد قوله.

وقال «أحمد»، الذى كُسرت ساقه فى انفجار فى أثناء محاولته الفرار من شمال غزة، فى تصريح خاص للصحيفة: «يطلب المستشفى من الناس المغادرة عندما يتم شفاؤهم بنسبة ٦٠ أو ٧٠ بالمائة.. لا أعرف ماذا سأفعل إذا اضطررت للخروج».

وقطعت إسرائيل التيار الكهربائى عن غزة، كما أن الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية فى مستشفى ناصر منخفض، بجانب أن الإمدادات الطبية على وشك النفاد.. وكثير من الأحيان يتم إجراء الجراحة دون تخدير روتينى، ووفقًا للأطباء، فإن الأولوية لديهم هى الاحتفاظ بالمخزونات احتياطيًا للحالات الصعبة، حسب الصحيفة.

بدورها، قالت ناهد أبوطعيمة، مديرة مستشفى ناصر: «أجرينا عمليات قيصرية لنساء حوامل أُصبن فى القصف دون تخدير، واضطررنا أيضًا إلى تنظيف الحروق الشديدة دون تخدير.. نحن نعانى من نقص شديد فى الإمدادات»، وأعربت عن مخاوفها من انخفاض الوقود اللازم لتشغيل مولدات المستشفى: «إننا نحتاج بين ٢٠٠ و٣٠٠ لتر كل ساعة.. نحصل على ما نستطيع من محطات البنزين، ولكن يمكن أن ينفد ذلك فى أى لحظة، كما أن المولدات التى تعمل الآن ٢٤ ساعة يوميًا، معرضة لخطر الانهيار».