رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفسيرات مختلفة أم نصوص مختلفة؟


لو حضرتك بـ تسوق عربية، وماشي في الشارع، لقيت إشارة مرور، منورة أحمر وأخضر مع بعض، هـ تتعامل مع الإشارة دي إزاي؟
بـ الظبط، هـ تتجاهلها كـ إنه مفيش إشارة، هـ تتعامل معاها بـ اعتبارها بايظة، الإشارات معمولة، علشان توصل لنا تعليمات معينة، أحمر نقف، أخضر نمشي، وجود علامة من الاتنين، يلغي التاني توماتيكي توماتيكي.
طيب، هل ينفع نبقى تلات أشخاص مثلًا، نظرنا ضعيف، أو الإشارة بعيد عننا ومش شايفينها كويس، فـ واحد مننا يقول: الإشارة دي منورة أحمر.
التاني يقول: لا على فكرة، دي منورة أخضر، فـ ييجي التالت يقول: لا يا جماعة، دي معمولة كدا بـ القصد، عشان اللي عايز يشوفها أحمر، يشوفها
واللي عايز يشوفها أخضر، يشوفها.
هل ينفع دا؟
الإجابة: كلا البتة، دا مش كلام ناس عاقلين.
إذن، نسأل بقى السؤال: هل يمكن تكييف الاختلافات على ضبط النص، أو الاختلافات على تفسير النص، في اتجاه "قابلية النص لـ القراءات المختلفة"، أو "انفتاحه على طرق فهم مختلفة"، أو أي عبارة من هاتيك العبارات؟
الإجابة بـ النسبة لي: كلا البتة، إذا تعلق الأمر بـ "ضبط النص"، فـ لا مجال لـ الحديث عن "قراءات متعددة"، دي حضرتك "نصوص مختلفة"، إثبات واحد منها ينفي الآخر، ما ينفعش تقول لي، "غُلَبت الروم" أو "غَلبت الروم"، دي معمولة كدا، عشان يبقى فيه مستويات مختلفة لـ الفهم.
لا حضرتك، هي لو واحدة من الاتنين، فـ التانية أوتوماتيك مش موجودة أساسا، أي قراءتين أو حرفين أو زي ما تسميهم، هـ يدوا دلالتين مختلفتين، يبقى النص أساسًا واحد فيهم، كونك مش قادر تحسم أنهي، دا موضوع تاني.
كذلك، لو الأمر تعلق بـ التفسير "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما"، فيه خلاف في "التفسير": "اقطعوا" يعني ابتروا، "اقطعوا" يعني كفوا وخلاص، ما ينفعش تقول لي إنه هذا الخلاف في إطار قراءات متعددة لـ النص، أو مستويات فهم مختلفة، هي لو بـ معنى منهم، المعنى التاني خلاص مش موجود.
"على جنب: صديق سألني عن تفسيري الشخصي، وتفسيري الشخصي هو القطع بـ معنى البتر، بس تفسيري مش مهم في سياقنا".
زيها "قوامون" في جملة  "الرجال قوامون على النساء"، زيها أي شخص بـ يقول مثلًا، الكلمة دي معناها في السريانية كذا، فـ هي معناها في القرآن مش زي ما إحنا فاهمينه.
التفسيرات المختلفة، تعطي نصوصًا مختلفة، فـ رغم وجود فرق كبير بين الاختلاف على ضبط النص، أو الاختلاف على تفسير النص، إنما يبقى الاختلاف دا والاختلاف دوكهه متشابهين، في إنهم بـ ينتجوا نصوص مختلفة، ما ينفعش النصوص المختلفة دي تتجاور، وما ينفعش تقول لي: كل واحد حسب "فهمه"، إنما ممكن تقول، كل واحد حسب "نصه".
أوكي، دا يطرح سؤال: هل معنى كدا، إنه النصوص لها معاني واضحة جامدة مغلقة، وإنه حكاية مستويات الفهم والتلقي دي مالهاش وجود، وأي نص، لازم كلنا نفهمه بـ طريقة واحدة، وإلا هـ يبقى عندنا نصوص مختلفة؟
الإجابة: كلا البتة، ما قلتش كدا خالص، إنما مستويات الفهم دي حضرتك.
وإمكانية وجود طرق مختلفة لـ التلقي، وتبقى المستويات دي، والطرق دي.
متجاورة مع وجود نص واحد، لما يبقى الاختلاف في تأويل النص، زي لما نقول الحمد لله رب العالمين، فـ العالمين جمع عالم، ورب العالمين رب جميع العوالم، إيه بقى العوالم؟ إنت فاهمها إزاي وأنا فاهمها إزاي؟ هل أكوان متوازية؟ هل عالم الإنس وعالم الجن، هل عالم الإنسان وعالم الحيوان، هنا بقى ضبطنا النص، وفيه مستويات مختلفة لـ تأويله، وصلت؟