رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العميد خالد عكاشة: «جمعة الغضب» كانت إشارة عودة الإرهاب إلى مصر بعد القضاء عليه

الدكتور محمد الباز
الدكتور محمد الباز والعميد خالد عكاشة

- قال إن مواجهة الإرهابيين بعد 2013 كانت حربًا حقيقية وتجربة مصرية استراتيجية تحدث عنها العالم
- الإرهاب فى سيناء أسسه 3 أشخاص بعد نجاح الدولة فى رعاية المراجعات الفكرية بالسجون 

- حرب أفغانستان أعادت لمصر عناصر محترفة فى القتل والاغتيالات مع تطور بنية التنظيمات الإرهابية

- السيطرة الحمساوية على غزة دعمت تنظيم «التوحيد والجهاد» المسئول عن تفجيرات طابا وشرم الشيخ

- الإرهابيون تخفوا فى جبل الحلال وفجروا أنفسهم فيه عام 2008 لعدم قدرتهم على مواجهة القوات المصرية

- التنظيمات الإرهابية عادت للتحرك فى شمال سيناء فجر يوم ٢٩ يناير ٢٠١١

- الأنفاق تحولت بعد ٢٠١١ إلى أكبر منطقة تجرى بها عمليات الاتجار بالبشر

أكد العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن ما حدث فى مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو فى عام ٢٠١٣ كان حربًا حقيقية حققت أهداف الدولة فى القضاء على الإرهاب بجهود مصرية خالصة تحدث عنها العالم، مشيرًا إلى أن «جمعة الغضب» كانت إشارة لعودة الإرهاب إلى مصر، خصوصًا إلى شمال سيناء، بعد القضاء عليه قبل ذلك بعدة سنوات.

ولفت «عكاشة»، خلال حديثه مع الإعلامى الدكتور محمد الباز، فى برنامج «الشاهد» على فضائية «إكسترا نيوز»، إلى أن الإرهاب تأسس فى سيناء على يد ٣ أشخاص فقط فى أواخر تسعينيات القرن الماضى، بعد نجاح الدولة فى قيادة المراجعات الفكرية لعناصر التنظيمات الإسلامية فى السجون، إلى أن أسفر عن وجهه فى عام ٢٠٠٤ عبر تفجيرات طابا، ومن بعدها تفجيرات شرم الشيخ فى ٢٠٠٥.

ونوه إلى أن سيطرة حركة «حماس» على قطاع غزة دعمت تنظيم «التوحيد والجهاد» فى سيناء، بالعناصر والتدريب والأموال، لافتًا إلى أن الإرهابيين نجحوا لسنوات فى التخفى داخل «جبل الحلال» إلى أن اضطر معظم عناصر تلك التنظيمات فى النهاية لتفجير أنفسهم داخله أثناء المواجهة مع قوات الأمن المصرية فى عام ٢٠٠٨، قبل أن يعود الباقون لاستكمال أنشطتهم بعد ثورة يناير فى عام ٢٠١١.

■ بداية.. كيف تكونت البنية التحتية للإرهاب فى سيناء وكيف استوطن الإرهابيون فيها؟

- ما يجرى فى مصر لم يكن بمعزل عن الدول العربية، لأننا شديدو الارتباط بها ويُنظر لمصر على أنها المركز، كما نشأت جماعة الإخوان الإرهابية فيها ثم انتشرت فروعها فى معظم الدول العربية، ومناطق كثيرة فى العالم، وكذلك النهج العنيف الذى سُمى لدى البعض بالتنظيمات التكفيرية ولدى البعض الآخر بـ«الجهادية»، وكلها تنظيمات تؤمن بالإرهاب بمفهومه اللفظى والمادى.

وكما كانت مصر الشرارة الأولى لتنظيم الإخوان، فقد كانت مستهدفة طوال الوقت من هذا المكون الذى له العديد من المنتجات والنسخ الموجودة فى منطقتنا، وقد كنا شديدى التأثر والتأثير بما يجرى فى أفغانستان.

وسيناء كانت محطة جغرافية، لأنها مرت بأكثر من مرحلة، وجذبنى هنا حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يتحدث عن البنية التحتية والأساسية للإرهاب، لأنه كان يغوص بنظرة بحثية وأمنية حول ما تمت مكافحته فى سيناء بعد عام ٢٠١٣، عبر الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، فى ظل الإصرار المصرى على أن تكون الأدوات وطنية خالصة، فى وقت كانت حرب الإرهاب تتشكل فى المنطقة والعالم كله.

أما ما حدث بعد ٢٠١٣ فهو خط فاصل، فقد شنت الدولة الوطنية، بمهارتها المكتسبة على مدار السنوات الماضية، الحرب على الإرهاب ومكافحته، وصولًا لهدف استراتيجى، لأنها كانت حربًا استراتيجية وليست تكتيكية، بأمر من الرئيس السيسى، لذا فإنها تعد حربًا حقيقية على المستوى البحثى.

وبعد ٢٠١٦، بدأ الانتصار يتشكل، وكان العالم والمراقبون الدوليون يرون ما يجرى على الأراضى المصرية، وبدأ العالم يتحدث عن التجربة المصرية فى الحرب على الإرهاب، ودخل فى الأوراق والأدبيات الدولية مصطلح الحرب المصرية الشاملة على الإرهاب.

■ كيف بدأ الإرهاب بهذا الشكل فى مصر؟

- بدأ من «الجماعة الإسلامية» فى السجون بموجة إرهاب الثمانينيات والتسعينيات بعد عمليات القبض والتحرى عقب اغتيال الرئيس أنور السادات، وكانت الدولة وقتها تكافح هذه الجماعات شُرطيًا من خلال جهاز أمن الدولة، والذى يجمع معلومات عن الخلايا العديدة والمنتشرة، وفى هذه المرحلة تطور الأداء وتوسع تأثرًا بما حدث فى أفغانستان، والجماعة استدعت شبابها من كل الدول العربية القادرين على ممارسة العنف والقتل فى أفغانستان.

والتاريخ يوثق أن الذى رشح أيمن الظواهرى للسفر لباكستان ومنها لأفغانستان كى «يشارك فى عمليات الإغاثة» كان قياديًا من جماعة الإخوان، لأن الجماعة كانت تشرف هناك على عمليات الدعم اللوجستى ضد الغزو السوفيتى، وكان لمصر نصيب فى استدعاء شبابها.

وهذه التدفقات التى خرجت من مصر للانخراط فى حرب أفغانستان أعادت إلى مصر إرهابيين محترفين مدربين على الاغتيالات والقتل العشوائى وقتل المدنيين الأبرياء، وتوسعت الجماعة وتضخم عددها وتوسعت عملية التجنيد بشكل احترافى وتعاظمت الأعداد المنتمية لـ«الجماعة الإسلامية»، وانتشرت قضايا العائدين من أفغانستان وألبانيا، وممارسة العنف ضد السياحة والمفكرين واغتيال بعض المسئولين فى هذا التوقيت، وتم القبض عليهم جميعًا وكانت أعدادهم ضخمة.

وكانت الأجهزة الأمنية المصرية وقتها ترى أن هناك خطرًا يتعاظم، لأن هناك خلايا منظمة داخل جماعة عنيفة، وكانت هناك فصائل تمارس العنف، ولكن تم القبض على عشرات الآلاف من الإرهابيين العائدين من الخارج.

■ ماذا عن إدارة هذه الجماعات داخل السجون؟

- دائرة السجون كانت مفرخة لهذه التنظيمات، فتنظيم «داعش» مثلًا ولد من رحم السجون العراقية الأمريكية المشتركة، لأنه دخل كتنظيم «القاعدة» وخرج بشكل «داعش» الأكثر تطورًا وعددًا وقتلًا.

وكانت هناك مشكلة فى البداية بسبب تداعيات اغتيال رئيس الدولة المصرية آنذاك الرئيس السادات، لأن مصر شهدت عنفًا احترافيًا واستحلالًا للدماء وميلًا للتكفير، وكانت الفكرة أكثر تطورًا فى التوحش واستحلال الدماء والأموال ومستدعاة من فكر سيد قطب، وكانت هناك مشكلة بوصول كل هذه الأعداد للسجون، ولكن كانت هناك أيضًا معالجة مصرية وتجربة تمت الإشادة بها من مراكز الأبحاث، لأن الدولة المصرية بذلت جهدًا كبيرًا فى أكبر تجربة مراجعات فكرية فى السجون.

■ فى عامى ٢٠٠٤ و٢٠٠٥ بدأت تظهر العمليات فى سيناء.. فما علاقتها بالجماعة؟

- الدولة بدأت عمليات الإفراج عن المتهمين بعد نجاح التجربة الأمنية فى المراجعات الفكرية، والتى بدأت تؤتى ثمارها بعد اقتناعهم بنبذ العنف.

وكان هناك شخص يدعى خالد مساعد، وهو طبيب أسنان من قبيلة السواركة بشمال سيناء وكان يدرس فى جامعة الزقازيق، وتعرف هناك على خميس الملاحى، من البحيرة، والثنائى كانا غير مقتنعين بالمراجعة الفكرية التى تمت بالسجون، و«مساعد» أخذ «الملاحى» معه لشمال سيناء، التى تتسم بطابع دينى وميل لمشايخ الصوفية والإسلام الهادئ، الذى له علاقة بالذكر والمناسبات الدينية وحلقات قراءة القرآن.

وكان لخالد مساعد علاقاته الداخلية هناك، وجند سالم الشنوب، من شمال سيناء أيضًا، وكانوا هم أول من وضعوا بذرة الإرهاب فى سيناء فى نهاية التسعينيات وبداية الألفينيات، وكانوا ٣ أفراد فقط دخلوا لشمال سيناء ووسطها إلى أن كنا فى ٢٠٠٤ على موعد مع العمليات الإرهابية على المنشآت السياحية فى طابا ودهب وشرم الشيخ.

■ لماذا اختير شمال ووسط سيناء مكانًا للعمليات الإرهابية فى ٢٠٠٤؟

- فى ٢٠٠٤ كان لقطاع غزة الحدودى دور فى شمال سيناء، فالإرهاب تأثر بما يجرى فى القطاع، وتلقى خالد مساعد منهم كمًا كبيرًا من المساعدات بعد أن أسس تنظيم «التوحيد والجهاد»، الذى كان أول تنظيم إرهابى فى سيناء، وانضم له بعض العناصر، وكانت له خلية موجودة فى الإسماعيلية لتجنيد بعض الشباب لاستخدامهم للدخول إلى قناة السويس.

وكانت تلك خطورة انقلاب حركة «حماس» على السلطة الفلسطينية، ونجاحها فى السيطرة على قطاع غزة وتدويل القضية الفلسطينية، وقبلها تم تدريب وإفساح المجال لكثير من التنظيمات الإرهابية لكى تتنامى وتكبر، وظهرت تنظيمات مثل «شهداء الأقصى» و«أكناف بيت المقدس» وغيرهما، وبدأ استخدام العنف والفكر التكفيرى داخل قطاع غزة، وأصبح ساحة للتأهيل والتدريب وإخفاء السلاح، وبدأ الدعم الكبير لهذه التنظيمات الصغيرة التى كان يفترض أن تتجه للعدو المحتل، ولكنها اتجهت لدعم وجود تنظيمات إرهابية داخل الأراضى المصرية.

■ ما نتائج انقلاب «حماس» بغزة على الأوضاع فى سيناء؟

- جزء كبير من تنظيم «التوحيد والجهاد» كان من الفلسطينيين، وبدأت غزة تمده بالمتفجرات وتقدم له التدريب والتأهيل، وقد سرَّع هذا من تطور قدرات التنظيم، وهذا ما كان مخفيًا عن الأجهزة الأمنية المصرية.

والتنظيم كان يستهدف المكونات السياحية والإسرائيليين، وكان أكثر خدمة للعناصر الفلسطينية الموجودة داخله، ومن الطبيعى أن يختار طابا التى يدخلها الإسرائيليون ليقضوا إجازاتهم بها، كما أنه يوجد بها فندق شهير يقضى فيه الإسرائيليون أوقاتهم، وتم الدفع بعناصر فلسطينية كثيرة للانضمام للتنظيم، وخلق بنية فكرية ومرجعية لهم من خلال مشايخ فى غزة.

وفى عام ٢٠٠٤، اتخذ تنظيم «التوحيد والجهاد» قرارًا بتفجيرات طابا، واستخدموا فى ذلك ٣ سيارات مفخخة، واستهدفوا الفندق الشهير الموجود فيها، ومعسكرين سياحيين كانا يستقبلان السياح بسيارات مفخخة يقودها أشخاص انتحاريون، ودخلوا بشكل عشوائى لإيقاع عدد كبير من الضحايا، ووصل عدد الوفيات فى المعسكرين إلى ٣٥ وفاة، مع ١٥٠ إصابة بجراح متوسطة، أما الفندق فكان به ما بين ١٤٠ قتيلًا ومصابًا، وكان الحادث بمثابة مفاجأة صادمة للأجهزة الأمنية وأهالى سيناء، لأنه لا يوجد لديهم أى معلومات عن هذا التنظيم.

وبعد أن نفذوا العمليات خرجوا بسهولة، ولم يمت منهم سوى من نفذوا العملية، وعادوا لـ«جبل الحلال»، الذى أصبح مأوى لهم لطبيعته الجغرافية المعقدة، والتى تضم مساحة تتجاوز ٦٠ كيلومترًا، بعمق من ٢٥ إلى ٣٠ كيلومترًا، وكلها فتحات وكهوف. وبعدها بساعات بدأوا يتصلون بوكالات الأنباء العالمية لإعلان مسئوليتهم عن التفجيرات، وكان الغريب أن أحد هذه الاتصالات كان مع وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، وأكدوا أن العملية ثأر للشيخ أحمد ياسين، الذى اغتالته إسرائيل فى مارس من نفس العام.

وكان التنظيم يتحرك بسرية تامة، لذا كانت عمليات الأمن تسير على قدم وساق لحل هذه الشفرة الإرهابية، لأن التنظيم فى ذلك التوقيت كان قادرًا على إخفاء معلوماته بالكامل، نظرًا لتواجد نصف الحزب وأنصاره فى شمال سيناء، وظل هذا التنظيم يمارس عمله السرى حتى عام ٢٠٠٥، حين قرر أن يقوم بعملية إرهابية كل عام.

■ ماذا كانت العملية التالية لتنظيم «التوحيد والجهاد»؟

- التنظيم نفذ عملية إرهابية فى مدينة شرم الشيخ فى عام ٢٠٠٥، عبر تفجير ثلاثى من خلال ٣ سيارات مفخخة، وكانت إمكاناته تشير إلى تمويلات كبيرة من التنظيم الأكبر المتواجد فى فلسطين، وكان هناك تشابه كبير بين العمليات الإرهابية التى كان التنظيم يقوم بها فى مصر وتلك التى كانت تحدث فى فلسطين، من حيث الأدوات المستخدمة والتوقيت وطريقة تنفيذ العملية، لهذا يمكن القول إن عملية تفجير شرم الشيخ كانت نسخة مكررة من تفجير طابا. وأصيبت مدينة شرم الشيخ بحالة من الفزع الكبير بعد التفجير الذى حدث بها، واستطاع أفراد التنظيم الرحيل سريعًا من موقع الحادث عقب التنفيذ مباشرة إلى منطقة التجمع الخاصة بهم فى «جبل الحلال».

وفى عام ٢٠٠٦، قام التنظيم بتفجير آخر فى مدينة دهب، لأنها منطقة سياحية، وكان يوجد بها الكثير من المنشآت الهامة، ولكن عقب هذا التفجير بدأت تتشكل لدى الأجهزة الأمنية المصرية معلومات عن هذا الكيان الشبحى، الذى تمثل جميع خطاباته فى أنهم منظومة الجهاد العالمية، وأنهم فى مواجهة مع الاحتلال الأمريكى فى العراق والاحتلال الإسرائيلى فى فلسطين، وذلك للبحث عن الشهرة والأضواء وجمع المزيد من المؤيدين.

وتنظيم «التوحيد والجهاد» حاول الدخول إلى مساجد سيناء من خلال شعاراته الاستعطافية التى تدور حول الثأر للإسلام ومناهضة الاحتلال، وكان يتم بث أفكار التنظيم بشكل مدروس وبطىء للغاية؛ ليصل إلى أكبر عدد ممكن من المناصرين، وبالفعل حصد هذا التنظيم الكثير من المساعدات اللوجستية من المواطنين.

■ متى تم القضاء على هذا التنظيم؟

- عام ٢٠٠٦ كان بداية القضاء على تنظيم «التوحيد والجهاد» فى مصر، واستطاعت قوات الأمن المصرية رسم خريطة معلوماتية سريعة له بعد تفجير دهب، وبالتالى تم تحديد عناصر التنظيم ومعرفة المقر الرسمى لهم، ثم بدأت عمليات المطاردة.

وقام خميس الملاحى، أحد أعضاء التنظيم فى هذا التوقيت، بعملية دعائية هدفها الهجوم على قوات متعددة الجنسيات كانت توجد فى شمال سيناء، ولم يكتب النجاح لهذا الهجوم على الإطلاق، والجدير بالذكر أنه كانت هناك محاولة استهداف قوية لقوات أمن مصرية بقسم الشيخ زويد بعد مطاردة الجيش عناصر التنظيم.

وقد استطاعت القوات المصرية التحديد الواضح للأسماء والشخصيات والنطاق الجغرافى للتنظيم، وبالفعل حدثت عمليات تمشيط كبيرة للغاية، وتم القبض على عدد كبير من عناصره، وتمت محاصرة منطقة «جبل الحلال» فى عام ٢٠٠٨، بعد أن تم القضاء بشكل كامل على هذه الخلية الإرهابية.

وقام قيادات تنظيم «التوحيد والجهاد» بقتل أنفسهم فى اقتحامات الأمن لـ«جبل الحلال»، وفجروا أجسادهم لعدم قدرتهم على مواجهة قوات الأمن، وتم القضاء على التنظيم بعد مطاردة ومواجهات أمنية شرسة استمرت لمدة عام ونصف العام.

وقد تسربت بعض عناصر التنظيم أثناء مطاردة قوات الأمن، وهذه العناصر نشأت منذ الصغر على أيدى تنظيمات غزة الإرهابية وتنظيم «التوحيد والجهاد» بسيناء، ولهذا طالبت حركة «حماس» تلك العناصر المنتمية إلى التنظيم بعد تصفيته بأن يقدموا لهم تصورًا شاملًا، بحيث تكون «حماس» بعدها المسئولة عن هذه العناصر ورعايتها والتعاون معها لتنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية.

■ متى بدأت التنظيمات الإرهابية فى إعادة تأسيس بنيتها التحتية فى مصر؟

- بعد عام ٢٠٠٦، حين وصلت «حماس» للسلطة فى قطاع غزة، وحتى عام ٢٠١١، تعاونت «حماس» مع بقايا تنظيم «التوحيد والجهاد» فى حفر الأنفاق التى تربط شمال سيناء بغزة، وكانت هذه الأنفاق فى البداية تستخدم فى تهريب المواد الغذائية والأدوية والمحاصرين فى القطاع إلى الأراضى المصرية، ولكن بعد ٢٠١١ تحولت تلك الأنفاق إلى كونها أكبر منطقة تتم بها عمليات الاتجار بالبشر، وكان يحدث فى سيناء نشاط لتهريب الأفارقة من مصر إلى الأراضى الإسرائيلية مباشرة.

وجدير بالذكر أن التنظيمات الإرهابية فى سيناء وفلسطين كانت تؤسس بنيتها الأساسية من أسلحة ومخازن وعناصر موالية فى الفترة من ٢٠٠٨ حتى ٢٠١١ عبر تلك الأنفاق الحدودية التى تربط بين البلدين.

ويمكن القول إن العصر الثانى للتنظيمات الإرهابية فى مصر بدأ منذ يوم ٢٨ يناير ٢٠١١، أى فى «جمعة الغضب»، وكانت تلك إشارة البدء لتحرك التنظيمات فى سيناء مرة أخرى فى فجر يوم ٢٩ يناير.

■ كيف كانت المراجعات الفكرية فى السجون؟

- الأجهزة الأمنية بدأت تعمل على المراجعات الفكرية فى السجون، وأكبر مراجعة جرت فى السجون المصرية كانت فى هذه الفترة، وشارك فيها رجال دين وأطباء ومعالجون نفسيون ورجال إعلام، وتم توثيقها إعلاميًا، وبذلت الدولة المصرية جهدًا كبيرًا ناجحًا ومتطورًا، وأخذت الدول كثيرًا من ذلك وبدأت العمل عليه.