رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منتخب مصر

"منتخب مصر لكرة القدم" ممكن حضرتك تظن إنه التسمية دى بديهية، وإنها موجودة من بداية تكوين المنتخب، وخوضه منافسات دولية قبل أكتر من 100 سنة، إنما لو خدنا رحلة فى الصحف عبر الزمن، هـ نكتشف إن الحكاية مش كدا.
لـ حد 1958، كانت الجرايد بـ تستخدم تعبير "الفريق الأهلى"، والأهلى مش يعنى النادى المعروف فى الجزيرة، لأ. يعنى منتخب مصر.
كلمة "الأهلى" ما كانتش بـ تستخدم حتى بـ المعنى المتداول حاليًا، وهو العمل غير الحكومى، اللى هى الـ"إن. جى. أو" كانت أقرب لـ معنى الوطنى، اللى ترجمتها "ناشيونال"، وكان معناها بـ صورة أدق، اللى هو مش أجنبى، فى ظل وجود أجانب كتير فى البلد.
مؤسسات كتير اتسمت "الأهلى" من الباب دا: النادى الأهلى والبنك الأهلى والجامعة الأهلية وإلخ إلخ. وبـ خصوص النادى الأهلى، فـ حسب ما كتب الكابتن محمد لطيف فى كتاب الكرة المصرية اللى أصدره مع عبدالله رفعت، فـ إن النادى الأهلى كان أول نادى مسموح بـ عضويته لـ المصريين، ومفتوح لـ المصريين كافة.
الجرايد بقى كانت بـ تستخدم تعبير النادى الأهلى لـ النادى، والفريق الأهلى لـ منتخب مصر، بـ معنى الفريق الوطنى، أو المنتخب الوطنى. الحكاية دى كانت بـ تعمل لى لخبطة كتير فى الأول، لما كنت أقرأ خبر فى جريدة قديمة عن لاعبى الفريق الأهلى مثلا، وأقعد أقرأ على أساس إنه النادى، لـ حد ما أكتشف إنه المقصود هو المنتخب.
اللخبطة دى ما كانتش السبب فى تغيير  الاسم، إنما الوحدة اللى حصلت مع سوريا 1958، وبداية تمدد التيار العروبى، وتسمية البلد بـ حالها: "الجمهورية العربية المتحدة"، ونقدر نقول إنه كان فيه ارتباك شوية فيما يتعلق بـ منتخب كرة القدم.
الارتباك دا سببه إنه ما كانش عندنا منتخب يمثل فعلا دولة الوحدة، سوريا ما كانش عندها لسه كرة قدم تؤهلها إنها تقدم ما يكافئ مصر، فضلًا عن إنه مصر كانت بـ تشارك مثلا فى كأس الأمم الإفريقية، وسوريا فى آسيا، وشوية ظروف حالت دون تقديم منتخب "الوحدة" بـ استثاء بعض الأمور الرمزية التعسفية اللى طبعا ما نجحتش.
وقتها كانت الجرايد بـ تشير إلى منتخب مصر بـ اسم: منتخب الإقليم الجنوبى، بـ اعتبار إنه مصر هى الإقليم الجنوبى من الدولة الواحدة، وسوريا الإقليم الشمالي، ودى يمكن كانت حالة فريدة فى تاريخ كرة القدم، ومحتاجة دراسة لـ التسمية من الناحية الرسمية، كلامى هنا عن الاستخدام الإعلامى.
1961، حصل الانفصال بين مصر وسوريا، لكن نظام عبدالناصر ركب دماغه، وصمم إننا مش هـ نرجع تانى "مصر" بس كدا، والانفصال دا هيكل سماه "النكسة"، لكن الاسم ما انتشرش، لـ حد ما استخدمه تانى فى هزيمة يونيو 1967، وربنا وفقه والتعبير انتشر، على أى حال، الموضوع اتغير شوية بعد الانفصال وما بقاش فيه إقليم شمالى وجنوبى، إنما مصر كلها بقت "الجمهورية العربية المتحدة".
كان طبيعى إنه اسم المنتخب يتغير، فـ بقى "المنتخب العربى" ورجعنا تانى لـ اللخبطة، اللى هو تقرأ مثلا "المنتخب العربى يهزم نيجيريا" فـ تتوقع إنه حصل تجمع من دول عربية مختلفة فى فريق واحد، لكن تكتشف إنه الكلام عن منتخب مصر عادى، لكن مفيش اسم مصر نهائى "وبـ المناسبة: دا اللى خلى صلاح جاهين يكتب (على اسم مصر)، وبليغ حمدى يلحن (يا حبيبتي يا مصر) لكن دى قصة تانية".
بعد ما رجع اسم مصر، وفي السبعينيات، أخيرا بقى اسمه "منتخب مصر"، لكن كمان يزاحمه تعبيرين: المنتخب الوطنى أو المنتخب القومى، وخلال السبعينيات والتمانينيات وربما التسعينيات، كانت ناس كتير حساسة لـ التسمية حسب أيديولوجيتها، هل هم عروبيين فـ يفضلوا تعبير المنتخب القومى، ولا قومية عربية فـ يستخدموا المنتخب الوطنى.
دلوقتى بقى محدش بـ يهتم بـ كل دا، دلوقتى بـ نقول "مصر" على طول، من غير حتى كلمة منتخب.