رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انصياع لا انقلاب

عدم الانصياع لإرادة الجماهير هو عين الانقلاب.. 
فأن لا تنصاع لأوامر الشعب هذا يعني أن تنقلب على الشعب وعلى حقوقه  ومطالبه 
الانقلاب الحقيقي هو أن تنقلب على إرادة الجماهير.. وأن تنقلب على بلادك وتخونها وتخون شعبها وتخذله.. 
نعم .. عدم الانصياع لرغبة الجماهير خيانة عظمى 
ولم يكن جيشنا خائناً وقواتنا المسلحة أبداً لم تخن نفسها ولم تخن شعبها أو تخذله.. بل انصاعت لرغبة الملايين التي ملأت الشوارع والأزقة والضواحي والقرى والنجوع والطرقات تطالب بالتغيير وسقوط حكم المرشد ونظامه وجماعته، كما أسقطت من قبل اللصوص والفاسدين وقضت على أحلام التوريث، 
فكل ما خطط له القتلة والطغاة ذهب أدراج الريح وأحبطه الشعب الذي ساندته القوات المسلحة في كل مراحله. 
أرسلت القوات المسلحة رسائل للمتظاهرين وللخائفين الجالسين في بيوتهم في أمان الله تعدهم فيها وتطمئنهم ونفذت ما وعدت به ولم تطلق الرصاص على المتظاهرين، فاطمئن الجميع وتشرس القتلة والطغاة والجواسيس واقتحم أنصارهم السجون لإخراج الجواسيس والقتلة ليمارسوا المزيد من القتل والجرائم بل والخيانة العظمى لبلادنا التي هي ليست بلادهم.. 
فبلادهم هم هي دولة الخلافة ومشروعها الوهمي القائم على الاعتداء والغزو والقتل وسفك الدماء وكان يحاك لمصر أن تكون مجرد دويلة في تلك المنظومة العفنة .. فالأمة المصرية العريقة عند هؤلاء هي محض دويلة لا أمة سبقت الجميع ونباهي بها الأمم 
لذلك أبى الشعب وأبت القوات المسلحة وهي جزء لا يتجزأ ولا يمكن فصله من هذا الشعب أن ترضخ أو تنبطح أو تنسحق أو تتواطأ مع الخونة أو القتلة.. 
وانتفض الجميع.. انتفض كل مصري من أجل أمته المصرية.. انتفض المدنيون والعسكريون وعلى قدم المساواة فكلنا مواطنون في دولة المواطنة..
وبادر الشعب وخرج خروجاً كبيراً فكان الجيش له سنداً وظهراً يحتمي به ويتكئ عليه في مثل تلك الأوقات الصعبة وفي ظل ما عانيناه من ملمات.. 
وكما تكبد الشعب وطفح به الكيل 
تكبد رجال الجيش والشرطة وما زالوا يتكبدون من جرائم هؤلاء القتلة 
وبما أن موقعهم بحكم عملهم يقع في قلب الضمير المجتمعي فقد استشهد من رجال الشرطة والقوات المسلحة عدد كبير وسقطت كتيبة تلو الأخرى، وظلت القوات المسلحة صامدة لا تجزع ولا تتوخى الهرب.. ولم تتقاعس يوماً عن أداء واجبها في مواجهة هؤلاء القتلة ودحض مخططاتهم الشيطانية .. فلا يفل السلاح إلا السلاح، وكتب القتال على قواتنا المسلحة وهو كره لهم .. كرهٌ تواجهه محبةً حقيقيةً للوطن وترابه وشعبه.. 
فسلاح الجيش المقنن سلاح يحمي ويرد ويصد الهجمات ولا يعتدي ولم يكن يوماً جيش هجوم أو اعتداء .. فهو جيش الشعب وسلاحه ودرعه الحامية.. هو منه وإليه .. ودائما يوالي ويعود وينتمي للشعب وللجماهير.. 
وحصل الجيش من شعبه على تفويض وأمر بإدارة شئون البلاد والقضاء على الإرهاب حتى وصلنا لبر الأمان وأعادت القوات المسلحة إعمار وترميم ما هدمه وخربه القتلة والمخربون عن عمد .. فهؤلاء وكما صرح كبيرهم علناً بأن الوطن ما هو إلا حفنة من تراب عفن! هكذا يرى أنصار الإسلام السياسي الوطن ومواطنيه المطالبين بدولة المواطنة، وسقوط حكم المرشد ودولته الدينية وجماعته الإرهابية المجرمة.. 
إنه الانصياع إذاً لرغبة ومطالب الملايين يا سادة..
الانصياع الذي روّج له القتلة بأنه انقلاب على الشرعية التي انتزعتها الجماعة الإرهابية في غفلة من الزمن بالابتزاز العاطفي وبالترغيب والترهيب والرشاوى العينية على هيئة زيت وسكر منحا للناخبين الفقراء الأميين والذين هم الآن على قمة أولويات الدولة المصرية التي توفر لهم حياة كريمة.. وأوجدت لهم كذلك نظاما للتكافل يحفظ الكرامة وكذلك مشاريع للصحة وتحديداً صحة المرأة المصرية التي تعتبرها الجمهورية الجديدة تاجا على الرأس وشريكا أساسيا في بناء دولتنا الحديثة بمنظومة قيم ومعايير تختلف جذرياً عن رؤية أنصار الإسلام السياسي لها وللوطن ولمواطنيه.