رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجلس الوزراء يخاطب العالم

فى خطوة تأخرت كثيرًا، أطلق مجلس الوزراء نسخة إنجليزية من موقعه الإلكترونى الرسمى، أمس الثلاثاء، ليس فقط لإتاحة الأخبار والمعلومات لمواطنى وحكومات دول العالم ومواجهة الأكاذيب والشائعات، ولكن أيضًا لتشجيع الاستثمار الأجنبى وربط تحركات الحكومة المصرية بمجتمعات المال والأعمال الدولية، وإبراز الجهود المبذولة فى مختلف القطاعات أمام المجتمعات والدوائر السياسية والاقتصادية الخارجية. إضافة إلى الهدف الأساسى للموقع، بنسختيه العربية والإنجليزية: عرض الأنشطة الحكومية وقرارات مجلس الوزراء.

إطلاق النسخة الإنجليزية من الموقع، حسب الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، يأتى استكمالًا للجهود الجارية لتيسير آليات وقنوات التواصل بين الحكومة ومختلف القطاعات الجماهيرية، والتوجه نحو تعزيز سبل مخاطبة المجتمعات الخارجية بلغاتها، بما ينقل للعالم صورة واضحة ومتكاملة عن مشروعات الحكومة المصرية ومختلف أنشطتها وقراراتها، من مصادرها الرسمية المعتمدة. 

كلام رئيس الوزراء يوحى بأن هذه النسخة قد يتبعها نسخ أخرى، فرنسية وألمانية وروسية وربما بلغة الماندراين الصينية. وحال حدوث ذلك، نكون قد أفلتنا من فخ «الإمبريالية اللغوية»، التى عرّفها روبرت فيلبسون فى كتابه المهم الصادر سنة ١٩٩٢، بأنها «الهيمنة التى فرضها وحفظها التأسيس والتشكيل المتواصل للتمييز الثقافى والبنيوى بين الإنجليزية واللغات الأخرى». والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن أقل من نصف الجامعات المصرية الحكومية، تحديدًا ١٢ جامعة، تتيح تصفح مواقعها باللغتين العربية والإنجليزية، وهناك ست جامعات، بنسبة ٢٤٪، تتيح التصفح بثلاث لغات، و٤ جامعات ١٦٪ لديها مواقع بأربع لغات، بينما تتيح جامعة المنيا، فقط، تصفح موقعها بخمس لغات، هى العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية.

مع ذلك، تظل اللغة الإنجليزية، شئنا أم أبينا، هى لغة التواصل المشترك الأكثر استعمالًا فى العالم، وثالث أكبر لغة من حيث عدد متحدثيها الأصليين، والثانية لو أضفنا غير الأصليين أو الذين يتخذونها لغة ثانية. والأهم، هى أنها اللغة المهيمنة على شبكة المعلومات الدولية، الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعى. كما أنها تكاد تسيطر على البحث العلمى، لكون لغة أكثر من ٧٥٪ من الأوراق العلمية المنشورة، وقد تتجاوز النسبة ٩٠٪ فى مجالات بعينها. ويكفى أن تعرف مثلًا أن عدد متحدثى الإنجليزية فى الهند يزيد على ضعف عددهم فى بريطانيا: ١٢٥ ميلون هندى مقابل نحو ٦٠ مليون بريطانى. والأكثر من ذلك هو أن بريطانيا هى خامس دولة من حيث عدد الناطقين باللغة الإنجليزية بعد الولايات المتحدة، والهند، وباكستان، ونيجيريا.

المهم، هو أن محتوى النسخة الإنجليزية من موقع رئاسة مجلس الوزراء، يركز بشكل أساسى، على الأخبار والفعاليات المتعلقة بالأنشطة الدولية للحكومة المصرية، خاصة المتعلقة بالجوانب الاقتصادية والاستثمارية، لربط التحركات الحكومية بمجتمعات المال والأعمال الدولية. وعليه، ستجد ضمن محتوياتها قسمًا للمؤشرات الاقتصادية، يتيح كل مستجدات المؤشرات ذات الصلة، مثل معدلات النمو، التشغيل، التضخم، الدين العام، العجز، وصافى الاحتياطيات الدولية لدى البنك المركزى. بالإضافة إلى حجم الناتج المحلى الإجمالى، ضمن سلاسل زمنية تتيح متابعة أداء وتطور الاقتصاد المصرى.

كمثيلتها العربية، تضم النسخة الجديدة، أيضًا، قسمًا خاصًا لأخبار مجلس الوزراء، وآخر لاجتماعات الحكومة، و... و... وأسماء وصور رئيس مجلس الوزراء، والوزراء وسيرهم الذاتية. ومكتبة ثرية من الفيديوهات وألبومات الصور. ومع عرض كل المؤشرات الاقتصادية المصرية، واستعراض رؤية «مصر ٢٠٣٠»، و«وثيقة سياسة ملكية الدولة»، ومحاور برنامج عمل الحكومة، وتوفر النسخة الإنجليزية نافذة لتشجيع الاستثمار الأجنبى وتسهيل إجراءات الأعمال، إذ توفر إمكانية التقديم ضمن منظومة «الرخصة الذهبية»: الرخصة الموحدة التى تضم جميع التصاريح والموافقات اللازمة لإنشاء وتشغيل المشروعات. مع دليل كامل، يتضمن كل شروط الحصول على هذه الرخصة وخطوات رفع المستندات، ومتابعة مراحل مراجعة الطلب.

.. وتبقى الإشارة إلى أن «بوابة معلومات مصر»، التابعة لـ«مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار»، ستحتفل فى يونيو المقبل بمرور ٢٠ سنة على إطلاق نسختيها العربية والإنجليزية، ونتمنى أن يتزامن هذا الاحتفال مع إطلاق نسخ بلغات أخرى، كالفرنسية، الألمانية، اليابانية، الصينية، والروسية مثلًا.