رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلة أمريكية لوزارة التعليم

عدد الواقفين فى الصورة التذكارية، التى تم التقاطها فى بهو وزارة التربية والتعليم، كان ٢٨ شخصًا فقط، يتوسطهم الدكتور رضا حجازى، بينما قال البيان الصادر عن الوزارة، أمس الأول الأحد، إن الوزير استقبل «وفدًا لممثلى ١٢٠ جامعة أمريكية، لبحث سبل التعاون فى مجال تطوير التعليم قبل الجامعى، خاصة فى مجال القيادات التعليمية». كما أشار البيان إلى أن اللقاء شهد نقاشًا حول أهم المحاور التى يمكن الارتكاز عليها فى تحقيق التعاون المنشود!.

فى هذه الصورة، وفى كل صور اللقاء، ستجد الدكتور حسام بدراوى، واقفًا أو جالسًا، على يمين الوزير. وبدراوى، كما لعلك تعرف، طبيب نساء وتوليد، وأستاذ جامعى، وبرلمانى سابق، وكان آخر أمين عام للحزب الوطنى المنحل، لمدة ٥ أيام، وأسس فى نوفمبر ٢٠١١ حزبًا اسمه «حزب الاتحاد»، لكن جرى تعريفه فى البيان بأنه رئيس اللجنة الاستشارية لمؤسسة اسمها «التعليم أولًا»، عرفنا من موقعها الإلكترونى أنها «إحدى مؤسسات المجتمع المدنى التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى»، وأنها بدأت نشاطها بـ«دورة تدريبية عام ٢٠١٣ لأربعين مدير مدرسة تجريبية على مستوى محافظة القاهرة، فضلًا عن منحة المتفوقين لـ٢٧ طالبًا من أوائل الشهادة الابتدائية والإعدادية بإدارة العبور التعليمية، بدعم مباشر من مدارس الجيل الجديد الدولية».

مع الدكتور بدراوى، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة «التعليم أولًا»، ومديرها التنفيذى، كان باقى الذين استقبلهم وناقشهم الوزير، وثلاثة من قيادات الوزارة، هم أعضاء رحلة، أو نزهة، Trip، نظمتها مؤسسة «مجلس الجامعة للإدارة التربوية»، UCEA، الأمريكية، شملت زيارات سياحية، وزيارات تعليمية، وحضور مؤتمر عنوانه «التعليم بين التحول الرقمى والأنسنة»، أقيم، السبت الماضى، وجرى تعريف حسام بدراوى فيه بأنه «رئيس مؤسسة بدراوى للتعليم والتنمية»: مؤسسة أهلية غير هادفة للربح تهتم بشئون التنمية المجتمعية.

الرحلة، التى أعلنت عنها المؤسسة الأمريكية، فى ٦ أكتوبر الماضى، تضمنت برنامجين، الأول عبارة عن إقامة لمدة ٥ ليالٍ فى فندق سميراميس إنتركونتيننتال، وتكلفته ١٩٤٥ دولارًا للغرفة المفردة، و١٣٤٥ دولارًا للغرفة المزدوجة. أما البرنامج الثانى فتُضاف إليه «رحلة نيلية فاخرة»، وإقامة لمدة ٤ ليالٍ على متن «نايل كروز»، وليلة واحدة فى فندق مريديان المطار، وتكلفته ٣٥٧٠ دولارًا للغرفة المفردة، و٢٥٧٠ دولارًا للغرفة المزدوجة. والأسعار لا تشمل تذاكر الطيران والمشروبات والمصروفات الشخصية و٣٠ دولارًا قيمة التأشيرة.

من بيان وزارة التربية والتعليم، الذى تجاوز الـ١٢٠٠ كلمة، كان نصيب المشاركين فى الرحلة، الذين وصفهم البيان بـ«الوفد»، أقل من ٥٠ كلمة، أعربوا فيها عن سعادتهم بهذا اللقاء، «الذى يهدف إلى تعزيز وتبادل الخبرات فى مجال التعليم قبل الجامعى»، وأكدوا «تقديم كافة أوجه الدعم والخبرات للمؤسسات المتخصصة فى مجال التعليم كوزارة التربية والتعليم المصرية»، كما أشادوا بـ«العملية التعليمية فى مصر وما لمسوه من جهود مبذولة للارتقاء بها وذلك من خلال ما شاهدوه أثناء زيارتهم لمدرسة العبور للمتفوقين». و«من جانبه، أشار الدكتور حسام بدراوى إلى أهمية تعاون المجتمع المدنى مع الحكومة، فى ضوء خطة الدولة للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، مؤكدًا على تقديم كافة سبل الدعم للوزارة لتنفيذ خطتها لتطوير العملية التعليمية فى مصر، والتعاون فى تنفيذ المشروعات التى تهدف إلى بناء قدرات المعلمين».

.. وتبقى الإشارة إلى أن «مجلس الجامعة للإدارة التربوية»، UCEA، ليس له مقر رسمى، بل تستضيفه كلية التربية بجامعة ولاية ميشيغان، ويصف نفسه بأنه «اتحاد من مؤسسات التعليم العالى الملتزمة بالنهوض بإعداد القادة التربويين وممارستهم لصالح المدارس والأطفال»، ويقول إن «١٥ جامعة، ومؤسسة ومركزًا إقليميًا للإدارة التربوية»، شاركت فى تأسيسه، لـ«تشجيع ورعاية ونشر البحوث حول المشكلات الأساسية لممارسة التعليم والقيادة»، و«تحسين الإعداد والتطوير المهنى للقيادات التربوية والأساتذة»، و«التأثير بشكل إيجابى على السياسة التعليمية المحلية والولائية والوطنية». والغريب، أو الطريف، هو أننا لم نجد أى إشارة إلى أنه يمثل ١٢٠ جامعة أمريكية إلا فى البيان الصادر، أمس الأول الأحد، عن وزارة التربية والتعليم!.