رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة برلمانية أمريكية

اللجنة الدائمة لشئون المخابرات بمجلس النواب الأمريكى، المعروفة اختصارًا باسم «HPSCI»، تم إنشاؤها سنة ١٩٧٧، للإشراف على أنشطة وكالات المخابرات، الخارجية والداخلية، أو ما صار يُعرف لاحقًا، تحديدًا منذ ديسمبر ١٩٨٢، باسم «مجتمع مخابرات الولايات المتحدة»، United States Intelligence Community، الذى يضم ١٧ وكالة مخابراتية، وستضاف إليها وكالة جديدة، معنية بشئون الفضاء، يسعى مايك تيرنر، الرئيس الحالى للجنة «HPSCI»، إلى تأمين التمويل اللازم لإنشائها. 

وفد كبير من أعضاء هذه اللجنة، برئاسة «تيرنر»، Mike Turner، زار القاهرة، السبت الماضى، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى قصر الاتحادية، بحضور جون ديروشر، القائم بأعمال السفير الأمريكى بالقاهرة. وبعد تأكيد قوة ومتانة علاقة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، شهد اللقاء نقاشًا مفتوحًا بشأن الأزمات التى تعانى منها دول عديدة فى المنطقة، وتعرض مقدرات شعوبها لمخاطر وجودية، وتنذر بمزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية للملايين من شعوب المنطقة. 

يشغل «تيرنر» مقعده فى مجلس النواب الأمريكى منذ سنة ٢٠٠٣، وقبلها كان عمدة مدينة دايتون، لمدة ثمانى سنوات. وفى يناير ٢٠١١، جرى تعيينه رئيسًا لوفد الولايات المتحدة فى «الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسى»، التى تم انتخابه فى ديسمبر ٢٠١٤، رئيسًا لها. ثم صار عضوًا فى اللجنة الدائمة لشئون المخابرات بمجلس النواب الأمريكى، سنة ٢٠١٥، واختير رئيسًا لهذه اللجنة فى يناير الماضى، بعد فوزه وفوز حزبه، الحزب الجمهورى، بأغلبية مقاعد المجلس، فى انتخابات نوفمبر الماضى النصفية.

مع الدكتوراه فى القانون التى حصل عليها من جامعة كيس ويسترن، حصل «تيرنر» فى ربيع السنة الماضية، ٢٠٢٢، على درجة الدكتوراه فى التنمية الاقتصادية الحضرية من جامعة جورجتاون. وخلال لقائه الرئيس السيسى، أكد محورية الدور الذى تقوم به مصر كركيزة للاستقرار والسلام فى المنطقة، كما أشاد بدورها الرائد فى مكافحة الإرهاب، الذى رأى أنه يستوجب مواصلة وتعزيز التعاون والتشاور بين مصر والولايات المتحدة، على جميع المستويات، لدرء المخاطر والتحديات المتصاعدة على المستويين الدولى والإقليمى.

تُولى مصر قدرًا من الأهمية للتواصل مع أعضاء وقيادات الكونجرس الأمريكى فى إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين، فى كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة والمستويات، خاصة فى ظل الواقع الإقليمى المضطرب، وما ينتج عنه من تحديات متعددة، متلاحقة، ومتصاعدة، بالإضافة إلى الأوضاع الدولية الراهنة الأكثر اضطرابًا. ومن هذا المنطلق، استعرض الرئيس السيسى، خلال لقائه رئيس وأعضاء لجنة «HPSCI»، موقف مصر من التطورات الجارية بالسودان، مشدّدًا على ضرورة وقف إطلاق النار على نحو دائم وشامل، والشروع فى حوار سلمى يؤدى إلى استكمال المسار الانتقالى، على النحو الذى يرتضيه الشعب السودانى الشقيق، ويجنبه المعاناة الإنسانية، ويتيح له المضى قدمًا فى مسار الاستقرار والتنمية. 

أيضًا، لدى التطرق إلى مستجدات القضية الفلسطينية، أكد الرئيس السيسى، أو جدد تأكيده، على أهمية العمل على استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بهدف التوصل إلى التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، وفق ثوابت المرجعيات الدولية، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مشيرًا إلى الجهود المصرية الحثيثة، التى تتم بالتوازى، لتثبيت التهدئة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وكذا مبادرات إعادة إعمار غزة، ومؤكدًا أن السلام العادل والشامل، من شأنه أن يفتح آفاقًا جديدة ورحبة فى المنطقة.

.. وتبقى الإشارة إلى أن وفدًا من قيادات الكونجرس الأمريكى، ضمّ رؤساء وأعضاء لجان الشئون الخارجية، القوات المسلحة، الأمن السيبرانى، البنية التحتية، الموارد الطبيعية، والاعتمادات، وترأّسه كيفن مكارثى، رئيس مجلس النواب، كان قد زار القاهرة، الأربعاء الماضى، واستقبله الرئيس السيسى، بحضور المستشار حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، والسفير سامح شكرى، وزير الخارجية. وجرى خلال اللقاء، تناول مختلف جوانب العلاقات الثنائية المصرية الأمريكية، والأوضاع المتوترة فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية والقارة الإفريقية، إضافة إلى المشكلات، الأزمات، أو التحديات الاقتصادية الناتجة عن الظروف الدولية الراهنة.