رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد أمين توفيق


أحمد أمين هو النسخة التليفزيونية من الخلطة السحرية، الخلطة اللي بدأها أحمد خالد توفيق عليه رحمة الله، ولـ الأمانة مش هو اللي بدأها، هو لقى نفسه طرف فيها، ولقاها ناجحة وشغالة، فـ ليه لأ؟
الخلطة دي اللي هي أصلا صفقة، طرفها الأول مواطن يمتلك قدرا ما من الوعي، مش قدر كبير ولا كافي، لكنه ملحوظ. وهذا القدر يمحو عنه صفة الجهل مهما كان قليلا ومحدودا، إنما بـ يخليه يقدر "يتكلم".
مشكلة هذا المواطن مش بس إنه قدر المعرفة اللي بـ يمتلكه قليل، لكن كمان فرصة زيادته صعبةأو تكاد تكون مستحيلة، في عالم قاسي لاهث يكلف المرء ما لا يطيق، ومخليه دايما دايما في حالة سباق وشعور بـ النقص لـ إنه دايما فيه الأعلى منه، ومطالبات مطالبات مطالبات، كل حاجة بقت أساسية وضرورية ولا غنى عنها، حتى الكنافة بـ النوتيلا من نولة لم تعد رفاهية.
في هذا العالم، مهما كان دخلك كبير، فـ احتياجاتك أكبر، فـ إنت يا إما بـ تعمل عمل شاق، واخد تقريبا كل وقتك وجهدك وتركيزك، يا إما بـ تبحث بـ كل ما أوتيت عن عمل شاق، حتى لو كان هـ يستهلك كل وقتك وجهدك وتركيزك، فـ فكرة إنك تهتم وتتعب في طلب المعرفة دي أحلام.
الحكاية دي بـ تخلي المواطن دا في حالة أسى، هو لو ما كانش عنده أي قدر من المعرفة و"الثقافة" كان بقى الأمر سهل، ما كانش هـ يبقى حاسس أوي بـ النقص، لما يكون مش معاك حاجة خالص بـ ترضى بـ أي حاجة، لكن لما يكون اللي عندك قليل، بـ تبقى مشكلتك أكبر.
الطرف التاني من الصفقة هو صانع محتوى، سواء كان المحتوى دا: كتاب/ عمل درامي/ برنامج/ بوستس على السوشيال ميديا، فيديوهات على تيك توك، المهم إنه صانع المحتوى دا هـ يقدم لك الخلطة المطمئنة. 
هذه الخلطة تطمنك إنه القدر القليل الذي تمتلكه من المعرفة، شغال وزي الفل وأكتر من كافي، وبـ هذا القدر هـ تقدر تحلل وتأول، وتقرا رسايل في أعمال ذات طابع فكري، حتى لو كانت الرسايل ديإنه الخير كويس والشر وحش، ومن قدم شيء بـ يداه التقاه، واللي بـ يعمل الخيردا إنسان إيجابي وهـ يتكافئ حتما، واللي بـ يعمل الشر مردود له، وكله سلف ودين. وبـ رجل الفرحة هـ نعمل حلة شوربة، ونهيص.
الخلطة دي بـ تحسس إنك مش زي الناس الشعبيين يا عيني، اللي ما قروش حاجة خالص، ولا يعرفوا سطرين عن أي موضوع في أي حاجة: تاريخ، فلسفة، أدب، أشعار، واللي مش مطلعين على منتجات ثقافية عالمية، وما عندهمش لغة تانية، وما يعرفوش الألف من كوز الدرة.
فـ يعني، كلمتين من هنا، على فكرتين من هناك، حتة من فيلم أجنبي، على حتة من رواية شعبية في بلد تاني، على إنك تقعد تقول تأثير الفراشة ومصطلحات من هذا النوع، على حبتين تنمية بشرية، على بقين من على سطوح علم النفس، فـ هـ تقضى وربنا يكرمنا جميعا إن شاء الله. 
فـ يعني في النهاية، ربنا يهني سعيد بـ سعيدة، ويا داخل بين البصلة وقشرتها.