رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صالح عبد الحى

"لا أصدق أنني عشت كل هذه الحياة
يخيل لي أحيانًا أنني أسطورة"
الكلمات دي قالها صالح عبدالحي عن نفسه، صالح، المثل الأعلي لـ محمد عبدالوهاب، صالح، اللي غنى "ليه يا بنفسج"، صالح اللي كان أشهر مطرب في بدايات القرن العشرين، نمبر ون من أبو جد.
الكلمات دي قالها صالح في مقدمات مذكراته، اللي قال فيها كلام كتير وخطير عن نفسه وعن بعض أهل الفن والسياسة، المذكرات اللي كان واضح إنه بـ يكتبها وهو سايب إيديه، ومش فارق معاه حاجة، وهو عارف إنه بـ يقترب من النهاية، ستة أمراض، والسابع في القلب لما بدأ يكتب قصة حياته، فـ يعني: فاضية زي مِحملة.
المذكرات دي نشرتها مجلة "صباح الخير" في الخمسينيات، وهـ أحاول خلال الفترة اللي جاية مع بعض كدا، نقرأ في المذكرات دي، أو نعمل ما يشبه التحقيق، وهـ أبين اللي قاله من اللي ممكن أتدخل لـ توضيحه إن احتاج الأمر لـ التوضيح، أو التعليق عليه إذا لزم الأمر؟
حسب كلامه في المذكرات: صالح عبدالحي اتولد في أغسطس 1896، في حارة الحلواني بـ الحنفي، أبوه ما كانش موجود، انفصل عن أمه، وسابهم، فـ اللي تولى رعايته هو خاله، عبدالحي حلمي.
عبدالحي كان مطرب كبيييير مشهور جدًا، بـ يكسب من غير حساب، ويصرف من غير حساب، وما عندوش بيت، عايش حياته في الأوتيلات الفخمة، يبات في دا كام يوم، ويسيبه، ويسيب فيه حاجات، ويروح أوتيل تاني، ويسيبه، وأحيانًا يبقى مش فاكر هو ساب الأوتيل ولا لأ، فـ يبقى عايش في تلات أوتيلات مع بعض.
في حارة الحلواني، صالح اتولد واتربى، وحفظ القرآن في كتاب الشيخ عطوة، ثم إن خاله نقلهم لـ شارع الدواوين، شارع نضيف، كان جارهم في الشارع الجديد محمد حمدي باشا وزير المالية وقتها.
دا، ابن الحارة الضلمة، سكن في وش الباشا الوزير، هـ يعمل إيه! 
بـ الظبط، اتلم على العيال الأشقيا في الشارع، وبدأوا يمارسوا هواية الأطفال الأبرياء اللي في حالتهم، وهي اقتحام جنينة الباشا، والنط من السور، وسرقة الفواكه من ع الشجر، وكانوا عمومًا يعيثون في الحديقة فسادًا.
الواقع أنا مش بـ أفهم الحكاية دي خالص، ليه الأطفال والصبية في مصر، ومن زمان، عندهم غِية الأذى، زي مثلا اللي يحدف القطر اللي معدي بـ زلطة، أو يمسك مسمار ويمشي يخربش في العربيات اللي راكنة، أو يعتدوا على الجناين، أو أو... ظاهرة مش مفهومة، وحتى الفقر مش بـ بيبررها بـ النسبة لي، لـ إني ياما شفت وقابلت عيال بـ تعمل كدا، وما تقدرش تقول عليهم فقرا أوي.
المهم، الباشا لما غلب منهم، اشتكى لـ خال الولد، النجم المطرب الكبير، اللي حس إن صورته هـ تتهز بين الأكابر، فـ كانت العلقة المتينة، بس إحنا مش هـ نضرب بـ عصاية ولا خرطوم الغسيل سعادتك، لأ، بـ السيف، صحيح سيف في جرابه، لكنه سيف، يعني رأس مفتوحة، وعلاج 3 شهور.
الحادثة دي هـ تعمل نقطة ومن أول السطر في علاقة صالح بـ خاله، اللي هـ يتعرف بيه ويحمل اسمه مش اسم عيلة أبوه، ودا اللي هـ نشوفه في مقالات جاية..