رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سنة أولى إخوان


فى مارس 2012 أصدر سعد القرش كتابه «الثورة الآن» رسم فيه جدارية حية لانتفاضة 25 يناير وما أحاط بها لحظة الاندلاع من قلق وإعلام مزيف وقصائد وشعارات ومواقف دولية ومشاعر الذين يؤرقهم الشوق إلى العدل والذين يؤرقهم الخوف من العدل.

كتب القرش كتابه ذلك بروح الأديب ( للقرش خمس روايات ومجموعتان قصصيتان) والمؤرخ ، والكاتب الصحفى. والآن، بعد عامين تقريبا من كتابه الأول يقدم لنا القرش بالروح ذاتها كتابه الثانى «سنة أولى إخوان»، وتكتسب شهادة القرش أهمية خاصة لأنه كان وهو فتى فى الثالثة عشرة أقرب ما يكون إلى رؤية «الإخوان» للعالم والثقافة والفنون حتى إنه حطم رأس تمثال من الجبس وهو تلميذ داخل مدرسته الإعدادية! ويقول القرش» حاصرنى ذلك الخطاب الإخوانى وحدد لى زاوية رؤية الدنيا والناس والمجتمعات الأخرى والمرأة »! لكن القرش سرعان ما يتعرف إلى الثقافة الوطنية فيقول إنه أصبح بعد ذلك يتأرجح بين عالمين ليشق طريقه إلى نور المعرفة والأدب. فى «سنة أولى إخوان» يضعنا القرش أمام «بطل روائى» برحلة تكوينه الفكرى والإنسانى التى تمضى نابضة على خلفية تاريخية مشتعلة بالاتجاهات والأحداث العامة التى تتغذى بمقتطفات من سيد قطب ومجلة الدعوة ومحمد عمارة وحسن البنا ويحيى حقى وغيرهم. فى كتابه الأول رصد القرش بهجة صعود الثورة وفى كتابه الثانى يتابع مرارة انتكاستها بسنة من حكم الإخوان، انطلاقا كما يقول من انحيازه إلى «الوطن والمستقبل والعقلانية» ومن رفضه «خطاب الكراهية الموجه للمختلفين فى الدين». يعود بنا القرش إلى بداية ظهور تنظيم الإخوان عام 1928، مستشهدا بما كتبه روبرت دريفوس فى كتابه « لعبة الشيطان» من أن ظهور الأخوان كان جزءا من خطة بريطانية لدعم قواعد اليمين الإسلامى بهدف تصفية الحركة الوطنية المصرية وأن الدعم المالى الأول الذى تلقاه البنا كان من شركة قناة السويس البريطانية تحت ستار بناء جامع. وعام 1940 أسس البنا «التنظيم الخاص» أو الجهاز السرى العسكرى للجماعة الذى كرس الاغتيالات والتفجيرات والعنف منذ اغتيال المستشار الخازاندار عام 1948 وما أعقبه من حل الجماعة على يدى النقراشى، وتتواصل حلقات التاريخ الدموى حتى انتفاضة يناير 2011 التى تبجح الإخوان بمشاركتهم فيها بينما مازالت الوثائق تحتفظ بما قاله مرشدهم محمد عاكف لمجلة المصور فى 29 يوليو 2005 وبتصريحه «نؤيد ترشيح الرئيس مبارك»، أما مرسى فصرح عشية الانتخابات لجريدة المصرى اليوم بتاريخ 25 نوفمبر 2010 بقوله» لدينا تفاهمات مع الأمن.. ورفضنا الدفع بمرشحين أمام زكريا عزمى ويوسف بطرس غالى .. احتراما لهم كرموز للوطن» ! وقبل أسبوعين من انتفاضة يناير أعلن الإخوان فى 11 يناير 2011 أنهم «لن يشاركوا فى مظاهرة 25 يناير.. احتراما للمناسبة الوطنية التى ينبغى علينا أن نحتفل بها معا» فى إشارة لعيد الشرطة. وللحديث بقية