رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطة الانتحار الأمريكى«1»


..وبالتالى سيتم التركيز على ما يحدث على الأراضى المصرية من جميع الجوانب، وشيوع حالة الفوضى فى حماية الأقليات الدينية وحماية أتباع التيار الإسلامى، والسيطرة على العنف فى سيناء وعلى ضفاف القناة، وفى تلك الحالة سيكون متاحاً - وفقاً لموافقة وإرادة دولية ــ التدخل على الأرض فى مصر.. ويعزز ذلك، نجاح الإخوان فى حشد مظاهراتهم أمام البيت الأبيض وتحقيق نجاحات إعلامية داخل الولايات المتحدة.. وللمؤامرة بقية.

أسأل الذين لا يعنيهم إلا أنفسهم ومكاسبهم الذاتية، هل هدأت المؤامرة الأمريكية على مصر.. وهل يعلمون أبعادها المدمرة، التى تغيرت تفاصيلها بعد 30 يونيو؟.. بالتأكيد لا، وإلا كانوا قد أصيبوا بالهلع من هول ما كان يحلم به الرئيس أوباما، ومازال يحاول فيه!.. فقد كشف تقرير مسرب، فى أغسطس الماضى، عن أن وزارة الدفاع الأمريكية قدمت تقريراً للرئيس باراك أوباما حول الوضع المصرى، ذكر فيه محللو البنتاجون أن الرئيس الأمريكى يحاول، بأى ثمن، التدخل العسكرى فى مصر قبل نهاية الصيف، مما يعنى أنه سيكون هناك انتحار عسكرى، ولن يغير ذلك من الواقع على الأرض بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، بل إنه قد يؤدى لمزيد من الضرر للمصالح الأمريكية ومناطق أخرى من العالم.. وكان التقرير رداً على طلب إدارة أوباما إعداد تقدير موقف حول سيناريوهات التدخل العسكرى على الأرض، وفقًا لمعطيات جديدة تعمل عليها الإدارة الأمريكية، وتجعل من التدخل العسكرى الأمريكى على الأرض عملاً مقبولاً دولياً، ومتوافقاً مع ميثاق الأمم المتحدة وبدعم منها.

التقرير المسرب يؤكد أن الجانب الأمريكى أبلغ جماعة الإخوان بتصوراته لتعمل الجماعة وفقاً لها؛ وتسير على آلياتها، هى ومؤيدوها من التيار السلفى.. وتتمحور خطة التدخل العسكرى الأمريكى، حول الحركة على ثلاثة محاور، الأول: توسيع نطاق اعتصام الإخوان داخل القاهرة وجعله أكثر تحصيناً وأكثر كلفة بشرية عند فضه، مما يتيح للبيت الأبيض إلقاء اللوم على الإدارة فى مصر عند سقوط ضحايا، مع إيصال صورة باعتبار الإخوان الأغلبية التى انقلب الجيش عليها، وتعرضهم لموجة كراهية شديدة من الشعب المصرى، قد تتسبب فى عملية إبادة شعبية مدعومة من الجيش وأجهزة الدولة، وهذا يتطلب تدخلاً سريعاً تحت ذريعة الحيلولة دون عمليات تصفيات دموية.

والمحور الثانى للخطة يتمثل فى الضغط بشدة على الجزء الجنوبى من مصر، أى الصعيد، والقيام بعمليات ضد المسيحيين تستهدف منازلهم ودور العبادة بصورة واسعة فى أماكن متعددة، بشرط أن يكون واضحاً أن من يقوم بذلك ليس من المنتمين للإخوان المحاصرين فى القاهرة، ولكن التيار السلفى المتشدد، مما يستدعى أيضاً التحرك لحماية الأقليات الدينية فى مصر، فى ظل تراجع دور الدولة، حتى لو لم يطلب المسيحيون ذلك.. أما المحور الثالث فيتمثل فى توسيع نطاق العمليات فى سيناء وممارسة عمليات «تحرش عسكرى» على الحدود الإسرائيلية، والقيام بعمليات استعراض القوة التى يجب أن تصل إلى ذروتها، والقيام بأى شىء من شأنه تهديد سلامة الملاحة فى قناة السويس، والتعرض ــ فى نفس الوقت ــ لقوات حفظ السلام بسيناء والتى ستطالب بتعزيزها بناء على ذلك.

ووفقاً للخطة الأمريكية، فالمحاور الثلاثة لو نفذت باحترافية ونالت ما يكفى من التغطية الإعلامية، فالمسألة المصرية ستجد طريقها للأمم المتحدة بسرعة، وعندها يمكن تدبير العديد من الأحداث التى وصفت بـ «ذات البعد الإعلامى»، ويمكن طبقاً لذلك استصدار مجموعة من القرارات بعقوبات تجاه مصر، تنتهى بتدخل عسكرى على الأرض.وأشار التقرير لوجود خيارين للتدخل العسكرى الأمريكى فى مصر، الأول: التدخل كطرف وسيط بين تيار الإسلام السياسى والدولة، وتلعب فيه واشنطن دور الوسيط الضامن، مثل الدور الذى لعبته بين مصر وإسرائيل فى اتفاقية السلام، مما يقتضى وجود آليات للضمان على الأرض، أى قوات مراقبة تحت علم الأمم المتحدة، وأهم نقاط نجاح ذلك الخيار وجود استعداد لدى الحكومة المصرية أو أطراف داخلها لمنح الولايات المتحدة فرصة لعب ذلك الدور وتمريره شعبياً. الخيار الثانى هو التحرك، فى حالة فشل الموالين للإدارة الأمريكية داخل الحكومة المصرية فى إعطاء فرصة لنجاح التصور الأول،..