رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حسين دعسة يكتب: قمة إجماع الملك والرئيس المصرى على قضايا الأمة ومركزيتها

حسين دعسة
حسين دعسة

شكلت قمة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حراكا سياسيا معمقا، يأتي قبيل أيام من تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن، ما يترك مؤشرات مهمة على التنسيق الأردني المصري، وبالتالي العربي المشترك، لإعداد الأجندة العربية-الأمريكية التي ستسير أعمال الرئيس الأمريكي وإدارته بعد الربع الأول من استلام بايدن الرئاسة، فهناك شأن داخلي ضاغط في الولايات المتحدة.

يمكن القول، بكل ثقة أن حكمة الملك الهاشمي عبدالله الثاني، ونظرته للتعاون والوحدة العربية، يؤرخ لمرحلة حاسمة من تاريخ المنطقة وقضاياها الأساسية الضاغط، وأولها ما سعى إليه جلالة الملك، مع كل قادة وزعماء وملوك الأمة العربية والإسلامية، من هذا الحرص الهاشمي، جاءت الزيارة المهمة للرئيس السيسي، الذي يتفق في الرؤى والتحديات مع جلالة الملك في أن على الأردن ومصر بصفتهما من الدول العربية المعنية بشكل مباشر بكل مآلات وصراعات القضية الفلسطينية، كقضية مركزية، قدمت مصر العربية والأردن الهاشمي، وجيوشهما، الغالي والنفيس لتبقى فلسطين في القلب، ومحور العلاقات الثنائية والإقليمية والجيوسياسية، عدا عن وضعها في عين المجتمع الدولي وهيآته الدولية والأممية.

مباحثات عمّان، ألقت الآضواء على عمق العلاقات الأخوية التاريخية بين الأردن ومصر لتعزيز التعاون بما يخدم مصالحهما المشتركة وتطلعات الشعبين، وهذا ما أشار أليه الملك عبدالله الثاني، مبرزًا باهتمام مستوى التنسيق والتشاور الجاد والحقيقي، في وقت تحتاج فيه البلاد العربية والمنطقة وشمال أفريقيا إلى مؤشرات الوحدة والعمل المشترك، نظرا لتحديات سياسية وصحية وأمنية.

تأكيد القمة يتوج جميع سنوات العمل المشترك بين دول المنطقة لكبح تحديات الاحتلال الصهيوني، وميول دولة الاحتلال إلى تهويد فلسطين وفق العمل أحادي الجانب، ما شكل ورقة ضغط سياسية وأمنية وعسكرية، نجحت الأردن، ومصر وغير بلد في العالم، على تنديد ما يحدث في إسرائيل من تغير على الواقع الجغرافي والإنسان وتهويد وجرف الأوقاف الإسلامية والمسيحية وتغيير مستقبل الدولة الفلسطينية، وإعادة الحوار والمفاوضات على الساحتين العربية والإقليمية، لتأكيد العمل المشترك بين البلدين ومع الفرقاء في العالم كله، لتبيان وتأكيد وتعزيز الرؤية الهاشمية حول القضية الفلسطينية وموقف الأردن الواضح والثابت حيالها، والداعي إلى ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

بين الملك عبدالله الثاني والرئيس السيسي، تاريخ من الود، والبناء في الأفكار والحرص على سعادة ورضا الشعبين الأردني والمصري، استنًادا إلى خصوصية تجمع مصر بروابط العروبة والانتماء، والأخوة، وبالمثل، فإن الأردن الهاشمي، مملكة تحتضن حلمها الهاشمي، لتعيد اللحمة والتنمية والعمل المشترك عربيًا وإسلاميًا ودوليًا.

في اللغة السياسية والدبلوماسية الاستراتيجية التي تستشرف المستقبل، هناك مؤشرات حققتها هذه القمة المختلفة، قبيل قادم الأيام من الأحداث التي تجعل من الأردن ومصر، كتلة تستطيع التغيير وصنع الفرق، وتحقيق الأمن والسلم في المنطقة والعالم.
[email protected]
مدير تحرير في جريدة الرأي الأردنية