رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النظرة الإيجابية


قال أحد الإيجابيين: حينما كنت أكمل دراستى الجامعية فى أمريكا، وضعنى أحد أساتذتى فى مجموعة مع فتاة أمريكية تدعى «كاترينا» وتلميذ آخر اسمه «فيليب».. ولكننى لم أكن أعرف الأخير.
فسألت كاترينا: من هو فيليب، هل تعرفينه؟
قالت كاترينا: نعم، إنه زميلنا ذو الشعر الجميل الذهبى، وكان يجلس فى المقدمة.
قلت: لم أتذكره، صِفيه أكثر.
قالت: زميلنا الرائع ذو الهندام المتناسق والمظهر المرتب والأنيق.
قلت: لم أتذكره بعد، صِفيه بدقة أكثر.
قالت: زميلنا الذى يلبس دومًا «تى شيرت شيك» وبنطلون جينز مرتبًا.
قلت: صدقينى لم أتذكره، رجاء صِفيه بدقة أكثر.
قالت: فيليب زميلنا الخلوق الطيب الذى يجلس على مقعد متحرك.
هذه المرة فهمت بدقة مَنْ تقصد، ولكن طريقة وصفها لفيليب علمتنى الكثير، كم كانت كاترينا راقية ورقيقة وهى تصف فيليب صاحب الإعاقة، وكم كانت إيجابية فى نظرتها له، لأنها أغمضت عينيها عن نواقص فيليب وبدأت بوصف إيجابياته.
فسألت نفسى: ماذا لو حدث العكس؟ أى ماذا لو سألتنى كاترينا عمّن هو فيليب، فكيف كنت سأصفه لها؟ بالتأكيد كنت سأقول إنه زميلنا المسکین المعاق الجالس على كرسى متحرك.. لذا عندما قارنت نظرة كاترينا الإيجابية مع نظرتى السلبية شعرتُ بالخجل.
قارئى العزيز، ما أجمل أن نركز دائمًا على ذكر إيجابيات الآخرين والتغاضى عن السلبيات، ما أجمل أن نركز على نقاط القوة ونتغاضى عن نقاط الضعف، والأجمل من ذلك أن نعلّم هذه السلوكيات لأبنائنا ولمن هم حولنا حتى نشيع جوًا من الإيجابية والبهجة، فلكل إنسان إيجابياته وسلبياته، ونقاط قوته ونقاط ضعفه، فلماذا لا نركز على الإيجابيات؟