رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وائل خورشيد يكتب: هل قطعت الطريق إلى آخره؟


ما هي الحدود التي يمكن أن نصل لها؟ هل هي ما نتصور أننا نستطيعه؟ أم هي ما نقوم به حقا؟

هذا الأمر تحكمه معايير مختلفة، فأحيانا تعتقد أنك "سوبر مان" وبطبيعة الحال أنت لست كذلك، فلست تملك عباءته ولا تطلق خيوطا تطير بها، وهناك من يعتقد أنه "جرم صغير" يضيق خناق الحياة حول رقبته حتى يكاد يختنق، وهناك حالة أخرى وهي ما يرى الناس أنك تصلح له، ويضعونك في قالب محدد لا تخرج منه إلا بإرادة قوية.. ولكن ما هي الحقيقة وسط كل هذا؟

دعنا نقول إنك تفعل قدر ما تستطيع - ما تظن بمعنى أدق - ولكن المواقف هي التي تكشف قدرتك الحقيقة، عندما تطلق العنان لعقلك للتعامل مع بعض الأمور التي لن يقوم بها غيرك عنك، فعندها سترى في نفسك أشياء أخرى لا تعتقد أنك تقدر عليها.

أحيانا نترك الكثير من الأمور لآخرين معتقدين أنهم أفضل منا، قد يكون، ولكن على الأغلب هو مجرد ظن، فالبعض يحب أن يكون اتكالي، طالما هناك من هو سيقوم بهذه المهمة يبتعد هو، هذا الأمر يفسح المجال للبعض ممن لا يملكون الكفاء، ولكن فقط بعض الثقة، ليتصدروا كل المشاهد، ستراهم يفهمون في كل شيء ويقومون بكل شيء.

هنا نمسك نقطة، أن المعيار هو الثقة، ما هو مقدار ثقتك في نفسك؟ تحتاج أن تجيب على هذا الأمر، ليس بالقول الذي تصدره للناس، ولكن ما تعرفه عن نفسك حقا، لا تخدع نفسك، اخبرها الحقيقة، لأن تلك هي بداية رحلة الوصول للهدف.

ثم تحتاج لبضعة أشياء أخرى، أن تجرب، لا تحكم على الشيء بالفشل من أول مرة، لأن الفاصل الوحيد بين الجميع هو الاستمرارية. قطعا لا داعي للاستمرار إذا ثبت لك يقينا أنك تسير في غير طريقك السليم، ولكن على أيضًا لا تترك قبل أن تدرك.. أنك لست أهلٌ للأمر.

تحتاج أيضًا أن تتعلم، الثقة والمهارة أمور جيدة جدا، وتثمر طبعا، ولكن في حدود دنيا، أما التطور فيحتاج أدوات، ومع ما ذكرناه مسبقا، فأنت تحتاج للتعلم حتى تتمكن مما تفعل.

في مرات كثيرة، ستجد نفسك في بعض المواقف التي تظن أنك لا تستطيع التصرف، ستبحث من حولك عمن تستغيث به، أو من يحمل عنك الراية، وعندما لن تجد ستفاجأ أنك تقدر على فعل الأمر.

الإنسان بطبعة كائن يتكيف على كل شيء، يتعامل مع كل الظروف، يمكنه أن يحقق ما يريد، ولكن الحاجة هي السر الذي يدفعنا للتحرك.

فكرت في هذا، الحيوانات لا يمكنها أن تشير لما تشعر به، لماذا لم يخلقها الله بنظام طبيعي يشفيها، في حالات الكسور والأمراض الأخرى، ولكن قلت أيضًا إن الله إذا استثنى أحد مخلوقاته بهذه الميزة العظيمة، فلم الحيوانات فقط.. لماذا ليس أعظم خلقه وهو الإنسان؟ نحن نملك مناعة، ولكنها في النهاية ليست كفيلة بالتعامل مع كل الظروف.. مع كورونا مثلا! فهناك مئات الآلاف توفوا لهذا السبب.

هنا تظهر الحقيقة، أن الإنسان يحتاج إلى دفعة ليتحرك، ولولا وجود المرض لما وجد العلاج، وخلال رحلة البحث عن العلاج ستصل لاكتشافات أخرى تساهم في نتائج أخرى.

على كل المستويات ليس هناك نتيجة بدون فعل، وليس هناك فعل بدون سبب، وبالتالي حينما تقرر ألا تهرب من السبب، فإنك ستصل لقدراتك الحقيقية، وفي كل مرة سترى في نفسك أشياء لم تكن تعرفها، لم يمنعك عنها شيء سوى نفسك.