رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قواتنا المسلحة.. إشادة واجبة



القدرة الكبيرة، التى تتمتع بها قواتنا المسلحة، ليست محل شك أو تشكيك. لكن ما نواجهه من مخاطر وتحديات يتطلب ويستوجب أن نكون، من حين لآخر، أكثر اطمئنانًا وفخرًا، وأن نشيد، أو يشيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالنيابة عنا جميعًا، بالدور الذى يقوم به درع المصريين وسيفهم.
إشادة الرئيس الواجبة والمستحقة، جاءت بعد اجتماعه، صباح أمس الأربعاء، مع الفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، بحضور الفريق عباس حلمى، قائد القوات الجوية. ونرى أن تلك الإشادة وسطور البيان، الصادر عن مؤسسة الرئاسة، تكفى وزيادة لنسف كل المحاولات التى تقوم بها القوى المعادية، لإشاعة اليأس والإحباط عبر نشاطات سرية أو علنية، أو يتداخل فيها السرى بالعلنى.
الاجتماع تناول أنشطة وجاهزية الأفرع الرئيسية لقواتنا المسلحة، خاصة القوات الجوية. وجرى خلاله إطلاع الرئيس على نتائج مباحثات وزير الدفاع خلال زياراته الخارجية الأخيرة، فى إطار التعاون العسكرى المشترك مع عدة دول صديقة، وكذلك نتائج التدريبات العسكرية المشتركة التى تمت مؤخرًا مع عدد من وحدات الجيوش الشقيقة. وبعد أن أثنى على الدور الذى يقوم به رجال قواتنا المسلحة، وبالنجاحات التى حققوها فى فرض التوازن الاستراتيجى فى المنطقة، وجّه الرئيس بالاستمرار فى الحفاظ على أعلى درجات الاستعداد والجاهزية لحماية أمننا القومى فى ظل التحديات الكبيرة التى تموج بها المنطقة.
اليوم الخميس، تنتهى فعاليات التدريب المشترك «سيف العرب»، المستمرة منذ الثلاثاء قبل الماضى، بين قواتنا المسلحة ووحدات من القوات المسلحة الإماراتية، البحرينية، الأردنية والسودانية، فى ميادين التدريب القتالى بقاعدة محمد نجيب العسكرية ومناطق التدريبات الجوية والبحرية بنطاق المنطقة الشمالية. وشاركت المملكة العربية السعودية بصيغة مراقب، لتكتمل مشاركة تحالف الرباعى العربى الداعى لمكافحة الإرهاب: مصر، الإمارات، السعودية والبحرين، الذى لا يهدف فقط إلى تأديب قطر، والعائلة الضالة التى تحكمها بالوكالة، بل إلى تعزيز العلاقات العسكرية والأمنية والاقتصادية بين أطرافه، وإسقاط أوهام مَن ظنوا أن الحلم والصبر ضعف، أو أعتقدوا أن الجنوح للسلم يعنى التخاذل.
استمرارًا للاستراتيجية المصرية المستمرة منذ سنة ٢٠١٣، نسعى مع الدول الشقيقة، لردع أعدائنا وأعدائهم. وباستخدام جميع الأسلحة والمعدات ذات التكنولوجيا المتطورة، جرى، ترسيخ أسس التعاون العسكرى، ونقل الخبرات التدريبية للقوات العربية، وتعزيز التوافق العملياتى ورفع الجاهزية القتالية، وتطوير العمل المشترك بين قواتنا المسلحة وقوات الدول العربية الشقيقة. وكانت الرسائل المنقولة، ذهابًا وإيابًا، تقول بوضوح: نحن مستعدون، ولن نتوانى فى الدفاع عن أمننا وحقوقنا بكل ما أوتينا من قوة.
الرسالة نفسها، سبق أن أكدها الفريق محمد فريد، رئيس الأركان، فى يونيو الماضى، حين قال إن قواتنا المسلحة فى أعلى درجات الجاهزية والاستعداد القتالى لمواجهة جميع التحديات والمخاطر. وخلال لقائه القادة والضباط والجنود فى المنطقة الغربية العسكرية، أشار فريد، إلى أن جيشنا مستعد لمواجهة جميع المخاطر والتحديات، وتأمين حدود مصر على جميع الاتجاهات الاستراتيجية. وشدد على أن قواتنا المسلحة تزداد قوة يومًا بعد يوم، فى ظل ما تمتلكه من أحدث الأسلحة والمعدات البرية والبحرية والجوية، بالإضافة إلى ما وصلت إليه التشكيلات والوحدات من روح قتالية ومعنوية عالية وقدرة عالية على تنفيذ جميع المهام التى توكل إليها. وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن منطقة البحر المتوسط شهدت أكثر من تدريب مع عدد من الدول الصديقة لتأمين المصالح المشتركة ومكافحة الإرهاب.
القوى المعادية، الدولية، الإقليمية، والمحلية، تدرك أن قواتنا المسلحة طورت قدراتها فى الردع والدفاع، فلجأت إلى خيارات موازية أو بديلة للمواجهة العسكرية، أبرزها استهداف «الوعى»، الذى صار جزءًا أساسيًا فى استراتيجيات الحروب. والتاريخ ملىء بآلاف الأمثلة على حروب إعلامية ساخنة جدًا، شنتها أجهزة مخابرات دول طوال نصف القرن الماضى. ولو عدت، مثلًا، إلى دراسة أصدرها معهد أبحاث الأمن القومى فى تل أبيب، عن «استراتيجية الجيش الإسرائيلى»، سنة ٢٠١٨، ستعرف أن هذا العدو سعى إلى إنتاج «قدرة تأثير على بلورة الوعى» فى صفوف القوى الشعبية والسياسية، داخل الدول المعادية، للتأثير فى مواقفها وخياراتها، باعتبارها قدرات ناعمة، ترافق وتكمل مختلف الجهود الأخرى، الهجومية والدفاعية.
الأطماع فى مصر لن تنتهى، والتهديدات والتحديات، التى تغيرت طبيعتها، ستستمر، ولن تتوقف القوى المعادية عن ابتداع أشكال مختلفة من حملات الأكاذيب والتضليل. لكن ما حققته مصر خلال السنوات الماضية، يؤكد أننا نسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأمن وترسيخ الاستقرار، ويقطع بأن قواتنا المسلحة، بجاهزيتها العالية وإمكانات تسليحها الكبيرة، باتت قادرة على مواجهة جميع التهديدات فى مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، وعلى حسم معاركنا فى كل الجبهات، لو كُتب علينا القتال، الذى هو كُرهٌ لنا، وسيظل كذلك.