رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جيمس بوند خائف من كورونا!




إلى أبريل المقبل، تم تأجيل عرض فيلم «لا وقت للموت»، No Time To Die، الفيلم الخامس والعشرون من سلسلة أفلام الجاسوس البريطانى الشهير جيمس بوند، أو العميل «٠٠٧»، الذى كان مقررًا عرضه فى ٣١ مارس الماضى، ثم فى نوفمبر المقبل.
بوند أو جيمس بوند، شخصية خيالية ابتكرها ضابط المخابرات البريطانية، إيان فلمنج، سنة ١٩٥٣، وبعد وفاته سنة ١٩٦٤ واصل آخرون كتابة أجزاء أو مغامرات جديدة: كينجسلى أميس، جون بيرسون، جون جاردنر، ريموند بينسن، تشارلى هيجسون، كريستوفر وود و... و... وصولًا إلى روبرت ويد ونيل بورفزو، اللذين قاما بكتابة الأجزاء الستة الأخيرة.
بريطانيا سجلت، أمس الأول السبت، ١٢٨٧٢ حالة إصابة جديدة فى زيادة يومية قياسية بلغت ضعف إجمالى اليوم السابق، الذى جرى فيه تسجيل ٦٩٦٨ حالة، وأرجعت الحكومة البريطانية هذه القفزة إلى التأخير فى الإبلاغ عن الحالات، كما أشارت إلى أن الأرقام ستتضمن حالات إضافية خلال الأيام المقبلة، وذكر الموقع الإلكترونى للحكومة البريطانية أن «مشكلة فنية» كانت وراء التأخير فى نشر عدد حالات الإصابة الجديدة.
واجه جيمس بوند كل أسلحة الأرض وتغلب عليها، كما هزم أشعة الليزر فى محطة فضائية، وقاد سيارة خفية على مسطحات هائلة من الثلوج، وربما لهذا السبب، لم يذكر منتجو الفيلم فيروس «كورونا المستجد»، فى بيان التأجيل الأول، واكتفوا بالإشارة إلى أنهم اتخذوا القرار بعد «دراسة متأنية وتقييم شامل للسوق الفنية العالمية»، وفى بيان التأجيل الثانى قالوا إن السبب هو «إتاحة المجال أمام جمهور السينما فى أنحاء العالم لمشاهدته».
منذ ضرب الوباء العالم، تواجه صناعة السينما أزمة، هى الأسوأ فى تاريخها، ولجأ بعض شركات الإنتاج الكبرى إلى المنصات الرقمية، لعرض أفلامه، لكنها لم تحقق المردود المتوقع، خاصة مع تعرضها للقرصنة، لذلك تأجيل العرض هو الملاذ الآمن لأغلبية الشركات، ومن بينها شركة «مترو جولدن ماير» التى تراهن على إيرادات «جيمس بوند»، إذ كان فيلم «سكاى فول»، الثالث لكريج فى السلسلة، قد حقق أعلى الإيرادات فى تاريخ المملكة المتحدة، حتى انتزع منه اللقب فيلم «حرب النجوم: صحوة القوة»، كما حقق الفيلم السابق، «سبيكتر»، الذى تم عرضه سنة ٢٠١٥، حوالى ٩٠٠ مليون دولار فى شباك التذاكر.
دانيال كريج، هو سابع نجم يؤدى دور «بوند» على الشاشة الفضية، بعد بارى نيلسون، شون كونرى، جورج لازنبى، روجر مور، تيموثى دالتون، بيرس بروسنان، ومن المتوقع أن يكون «لا وقت للموت»، هو آخر ظهور لدانيال كريج فى دور الجاسوس الشهير، بعد ٤ أفلام سابقة، وفيه يعيش «بوند» حياة هانئة فى جامايكا، بعد أن ترك الخدمة، غير أن صديقه القديم فيليكس ليتر، أحد عناصر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، يطلب مساعدته لإنقاذ العالم من عدو غامض، والطريف هو أن مبتكر شخصية جيمس بوند تعاون، فعلًا، مع المخابرات الأمريكية.
فى مذكراتها المنشورة سنة ١٩٨٥، أشارت آن، زوجة فلمنج، إلى نقاش جرى بين زوجها وكينيدى، بشأن كيفية التعامل مع استيلاء «فيدل كاسترو» على السلطة فى كوبا، وفى كتاب عنوانه «جواسيس المافيا.. قصة المخابرات الأمريكية والعصابات وكينيدى وكاسترو»، الذى صدر العام الماضى، ذكر توماس ماير أن «إيان فلمنج»، كان ضيف شرف حفل عشاء خاص أقامه كينيدى، فى مارس ١٩٦٠، وبعد أن تحدثا عن أفضل طريقة للتخلص من «كاسترو»، اتصل ألين دالاس، مدير وكالة المخابرات الأمريكية، بفلمنج وقامت الوكالة بتبنى أفكاره!
لجيمس بوند، مكانة خاصة فى بريطانيا، وكان له جزء خاص فى حفل افتتاح دورة لندن للألعاب الأوليمبية سنة ٢٠١٢، ظهرت فيه الملكة إليزابيث الثانية. وتحكى أنجيلا كيلى، مصممة أزياء الملكة، فى كتابها «الوجه الآخر للعملة: الملكة والأزياء وخزانة الملابس» أن مخرج الحفل، دانى بويل، حين طلب من الملكة المشاركة، بدا ذلك خرقًا للقواعد المرعية فى التعامل مع الملكة وتطاولًا غير مسبوق، لكن الأمر لم يستغرق أكثر من خمس دقائق لإقناع الملكة، بل إنها كانت متحمسة للظهور إلى جوار العميل «٠٠٧»، بشرط واحد هو أن تتحدث: «يجب أن أقول شيئًا، فجيمس بوند جاء لإنقاذى»، وما قد يثير الدهشة، أو السخرية، هو أن دانى بويل، الحاصل على أوسكار أفضل إخراج عن فيلم «المليونير المتشرد»، كان من المفترض أن يقوم بإخراج «لا وقت للموت»، لكنه انسحب من المشروع فى أغسطس ٢٠١٩، بسبب «خلافات إبداعية»!
.. وتبقى الإشارة إلى أن مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، أعلن عن تعديل موعد إقامة دورته الثانية والأربعين، لتقام فى الفترة من ٢ إلى ١٠ ديسمبر المقبل، ضمانًا لتقديم دورة أكثر أمانًا ونجاحًا، وفق الإجراءات والتدابير الصحية، التى أقرتها الحكومة المصرية ومنظمة الصحة العالمية.