رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حكاوي مطبعجية».. يكشف ازدهار صناعة «القباقيب» بالمطابع الأميرية

صناعة القباقيب
صناعة القباقيب

تعتبر المطابع الأميرية "مطبعة بولاق" أقدم المطابع في الشرق الأوسط٬ ولقلة عدد من كانوا ملمين بالقراءة والكتابة في ذاك الوقت٬ حين أنشئت المطبعة عام 1821 بفرمان من محمد علي باشا٬ والذي أوفد "نيقولا مسبكي" لمدينة ميلانو لتعلم مهنة الطباعة٬ واستقدام آلاتها، لجأ "مسبكي" لطلاب الأزهر للعمل في هذه المهنة الجديدة.

ويشير الدكتور محمد أبو ليلة في كتابه "حكاوي مطبعجية" الصادر عن المطابع الأميرية٬ إلي أن "مسبكي" وجد صعوبة في توفير 20 رجلا للعمل في المطبعة٬ في أقسام الجمع والتصحيح مما جعل محمد علي باشا يضع مزايا وحوافز كثيرة للعاملين في المطبعة ومن بينها توفير "ركوبة" علي أن تتحمل المطبعة مصاريفها٬ وكذلك إعفاء كل من يعمل في المطبعة من الجزية والضرائب أسوة بالجنود في الحرب٬ كما كان للأزهريين مكانة خاصة لدى محمد علي٬ لوقوفهم جانبه ضد خورشيد باشا واختياره واليا علي مصر.

و كان من عادة الطلبة الأزهريين أن يكونوا مستعدين طوال الوقت للصلاة٬ فكان خلع أحذيتهم وملابسهم للوضوء يستغرق وقتا طويلا٬ مما دعا للبحث عن بديل تمثل في توفير "قبقاب" لكل عامل للوضوء٬ بل ووصل الأمر إلى توجيه قسم النجارة الملحق بالمطابع٬ لتوفير قطعة خشبية لتلبية الغرض المطلوب، وأصبح زي الأزاهرة المحلي القبقاب طوال فترة العمل٬ فهو الأسهل حركة وأوفر للوقت.

واكتشف الأجانب من الجنسيات المختلفة من العاملين بالمطابع مزايا "القبقاب"، وبدأ كل منهم يحاول أن يقتني واحدا أسوة بالآخرين٬ حتي الإدارة ومن في مستواهم أعجبتهم الفكرة وبدأ "القبقاب" يأخذ مكانه في المطبعة بشكل ملحوظ دون النظر إلي هوية مرتديه.

ولم تسلم الإدارة ولا كبار المسئولين من اتباع هذه الظاهرة لدرجة أن ناظر المطبعة طلب هو الآخر "قبقاب"٬ وبالطبع لم يكن "قبقاب" المدير مثل العمال وبدأ قسم النجارة يتفنن في صناعة "القبقاب" حسب درجة الشخص المطلوب٬ فمثلا قطعة الخشب الموسكي تكون من نصيب العمال٬ أما القبقاب الخاص بالناظر أو المدير أو حتى "الباشكاتب" فيتم صناعته من خشب الورد.