رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أم تُفني حياتها لتربية 3 أبناء معاقين: «جوزي هرب وسابني من 30 سنة» (فيديو)

تفني حياتها لتربية
تفني حياتها لتربية 3 أبناء معاقين

لم تستسلم لظروفها أبدًا أو لعوامل كبر سنها، لكن كان لديها إصرار وعزيمة لأداء رسالتها على أكمل وجه، واستطاعت أن تضرب مثالًا للرحمة والإنسانية.

بدأت قصتها بإنجاب 3 أبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة وعلى الرغم أنه ليس بيدها وكانت إرادة المولى عز وجل، لكن زوجها تخلّى عنها في أول الطريق وتركها بمفردها تواجه مسئولية تربيتهم والعمل لتلبية احتياجاتهم اليومية دون أن تلجأ لأحد، حيث إنها تقوم بدور الأب والأم في نفس الوقت وحتى مع وصولها لسن الستين، تقدم لهم كافة الرعاية، وتهتم بأعمال الحقل الخاص بها بيدها لتسعى وراء رزقها.

«الدستور» توجهت إلى منزل روحية محفوظ حبيب بإحدى قرى محافظة المنوفية، سيدة بألف رجل وألف سيدة رغم ضعف بنيتها وقلة حيلتها وكبر سنها، ظلت تعافر ممسكة الفأس بيد واليد الأخرى ترعى بها 3 معاقين، طيلة 41 عامًا عمر من الشقاء والعناء، تركها زوجها منذ 27 عامًا وتخلي عنها وترك لها مسؤولية الأبناء المعاقين، وتخلي عنها ولا تعلم عنه شئ حتى يومنا هذا.

في منزل صغير من الطوب اللّبن وحجرة واحدة وغرفة أقل من متر تعد بها الطعام، وفناء يتسع لخمسة أشخاص به حوض من الأسمنت لصنبور من المياه، هذا كل ما تملكه ملاك الرحمة دون أي أجهزة كل شيء في حياتها بدائي، وبالرغم من هذا، لم تطلب مساعدة يومًا من أحد، ظلت صامدة حتى لا تخضع واستغنت عن كل شيء، كل همها، فقط، أن يأتي عليها المساء تغلق عليها بابها في ستر وأمان من الله.

روحية تعيش بإحدى قرى المنوفية (61 سنة) قضتها في رعاية 4 أبناء ثلاثة منهم أطفال من الأربعين إلى 27 عاما وولد واحد فقط معافى، وظلت تكافح حتى أكمل تعليمه وأصبح مهندسًا، أما الثلاثة الآخرون فهم بيدها أينما ذهبت سواء إلى الحقل أو قضاء مستلزماتها.

تقول السيدة روحية إنها قضت عمرها في خدمة أبنائها ودائمًا ما ينتابها الخوف عليهم: "ربنا يجعل يومهم قبل يومي علشان ميتبهدلوش وميلاقوش حد يرعاهم ويأكّلهم"، لافتة إلى أنها دائمًا ما تحمد الله برغم كل شيء ولا تتمنى إلاّ أن يحفظ لها ولدها الوحيد المعافى.

أضافت الأم روحية أنها تصحو كل فجر للصلاة تعد الإفطار وتطعم أولادها وتقوم بتغير ملابسهم وعمل ما يلزم لهم لأنهم كبار بتصرفات الأطفال الصغار، وتأخذهم معها إلى الحقل يجلسون معها حتى تتم أعمالها وترجع بهم إلى المنزل لتعد وجبة الغداء.

وأشارت إلى أنها تعود وترجع إلى حقلها الصغير، وبعد العشاء تقوم بغسل ملابسهم وتطعمهم وتضعهم بجوارها في السرير، لكن دائمًا ما تصحو على خروج أحدهم رغم غلق الأبواب، وفي أحيان كثيرة يتسلقون الأسطح للخروج من المنزل، مضيفة أنها كانت تتمنى أن تذهب للحج، لكن لا تستطيع حتى لو أتيحت لها الفرصة بسبب أبنائها التي ترعاهم، حتى لم تتمن غير ستر الله.