رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا وصف أنيس منصور الكاتب يوسف إدريس بأنه «مفكر متواضع»؟

الكاتب الراحل أنيس
الكاتب الراحل أنيس منصور

"الكتابة حياتي، ولا أعتقد أن أحدًا يريد أن يتوقف عن حياته، وأصبحت كاتبًا بالاستعداد والموهبة والقراءة والكتابة دون التعجل على النشر، أكتب باستمرار".

في لقاء مفتوح مع الكاتب الراحل أنيس منصور بمجلة "أكتوبر" 1992، اعترف بأنه ليس كاتبًا أو صحفيًا، وقال: "أنا أديب أنشر في الصحف، وقد حققت أقصى ما يمكن أن يحققه أي صحفي ناجح، وتوليت تحرير العديد من الإصدارات الصحفية، الجيل وآخر ساعة وأكتوبر".

وعن ارتفاع أسعار مؤلفاته الجنونية، قال أنيس منصور: "أسألوا الناشرين، أي شكوى من ارتفاع أسعار الكتب وجهوها لمحمد المعلم وإبراهيم معوض".

"يوسف إدريس في أحد مؤلفاته قال إن عملية السلام من بدايتها إلى نهايتها كان متفقًا عليها مع إسرائيل أي أنه لم يكن هناك مبادرة ولا يحزنون، ما تعليقكم؟"، بهذه الصيغة وجه السؤال إلى أنيس منصور، فأجاب بعبارات موجزة: "اذكروا محاسن موتاكم، يوسف إدريس مبدع، ولكنه مفكر متواضع".

ونفى أنيس منصور أن الفنان صعلوك، بل من الضروري عليه أن يروض نفسه على أن يجد ما يمتعه وأن يحقق نوعًا من الانضباط مع نفسه، واستشهد بالـ"العقاد" الذي كان يكتب في الصباح والمساء بعد أن يأخذ قسطًا من الراحة، وعن نفسه قال "أنيس": "أنا أبدأ في الكتابة في الرابعة والنصف صباحًا، وأتوقف في العاشرة فلا أخط حرفًا طوال اليوم، وبالتالي تصبح غزارة الإنتاج أمرًا طبيعيًا بل وحتميًا".

وحكى أنيس منصور عن تجربته الأولى في الكتابة للصحافة عن كتب الفلسفة والفلاسفة، وقال، إن أول عهده بالصحافة في عام 1948 كتب مقالًا عن معنى الفن عند الفيلسوف تولستوي، فأبدى "العقاد" إعجابه بالمقال، وهو ما أزعج "أنيس"، لأنه كان يعرف أن أسلوب "العقاد" صعب.

وكان وقع الإعجاب على نفس "أنيس" سيئًا، فقد ترتب عليه، أنه توقف عن الكتابة أو نشر أي شيء وعكف على إعادة كتابة المقال 29 مرة، حتى انتهى منه تمامًا، وتخلص من كل التراكيب النفسية والفلسفية الصعبة.

وقال "أنيس"، إنه عانى من التخلص من المصطلحات الصعبة، وكان طوال الوقت يشعر بصعوبة توصيل المعنى للقارئ، ووصف أسلوبه قائلًا:"أسلوب يعبر عن المعنى بالضبط".

واعترف بأنه استغرق في كتابه "200 يوم حول العالم" وقتًا طويلًا، فقد أعاد كتابته مرتين، فبعد أن حصل على جائزة الدولة التشجيعية عن الكتاب، تصفح الكتاب، قال: "ولأني كاتب موسوس قررت كتابته كله ولمدة 31 يومًا تفرغت لإعادة كتابة 800 صفحة كاملة ليظهر الكتاب بشكله النهائي"، ومن ذلك اليوم لا يقرأ "أنيس" كتبه التي تصدر، لأنه لو قرأها سيفعل نفس الشيء.