رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تعودنا على الأسى».. لبنانيتان ترويان معايشتهما لانفجار بيروت

انفجار بيروت
انفجار بيروت

"أمي لا أريد أن أموت".. كلمات جاءت على لسان طفل صغير في أحد المقاطع المصورة التي نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، عقب حادث انفجار نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، يوم الثلاثاء الماضي.

المرأة هي عمود البيت، لذلك دفع الكثير من اللبنانيات ثمن وجودهن في منطقة الانفجار العظيم بالقرن الواحد والعشرين، فكان عدد الضحايا أكثر 135 قتيلا و5 آلاف جريح، منهم عدد كبير من النساء، الأمر الذي دفع "الدستور" لمحاورة اللبنانيات الناجيات.


- سجى: ما أشبه اليوم بـ 2014.. حاولت توثيق الواقعة بعد الاطمئنان على أسرتى 

وتروي سجى مرتضى صحفية لبنانية في العشرينيات من عمرها لـ "الدستور"، أن الأمر بدأ بهزة أرضية شديدة تابعها صراخ الأهالي وخروجهم إلى الشرفات لمعرفة ماذا يحدث، بدأت نظرات الذهول والتعجب تثير الجميع، والروايات انهمرت علينا، البعض يصرخ هناك طائرة ألقت شيئا من السماء، والباقون يقولون إن هناك قصفا أو عملا إرهابيا قد وقع.

كان التفجير قريبا نوعا ما من منزل سجى، فكان أكثر تأثرًا بالتفجير الأول، إلا أن أثاث منزلها اهتز لمدة 7 دقائق تقريبًا، ليشاهدوا ضبابا أحمر يخرج من المرفأ، رافقته سحابة بيضاء دفعتنا جميعًا إلى الداخل، هرعت حينها "سجي " للاطمئنان على والدتها وشقيقها.

"هذه ليست الضربة الأولى التي تتلقاها بيروت خلال الأعوام الأخيرة"، هكذا أوضحت أنها عاصرت في الفترة الماضية تفجيرات داعش 2014، وحرب لبنان 2006، جميعها لم تكن بنفس القوة والدمار الذي خلفه انفجار 2020 في أقل من دقيقة واحدة.

لتوثيق الحادثة سارت سجى في الشوارع لتجد الدماء المتناثرة في نصف العاصمة وكأن نهاية العالم قد تركت بيروت لتقاومها وحيدة، فعدد كبير هدمت منازلهم وكل مرافق الدولة تعطلت، وهناك مفقودون ما زالت أجسادهم تحت الأنقاض، كل ذلك بسبب الفساد الذي استشرى في كل لبنان مخلفا تلك الفاجعة التي تحتاج لعشرات السنوات لتداركها، لكن الشعب اللبناني كان متكاتفًا في وجه تلك الأزمة،  ففتحت المنازل لإيواء المشردين، واستقبلت المستشفيات المصابين وتحولت السيارات الخاصة لعربات إسعاف، وتدفقت المساعدات من أدوية وغذاء، وهم الأهالي بإخراج المدفونين تحت الأنقاض.

- ميريام: شعرنا أنها نهاية العالم

" بيروت قائمة بشعبها"، كلمات بدأت بها ميريام سويدان، القاطنة في منطقة الأشرفية ببيروت، حوارها مع "الدستور"، قائلة إن بيروت قد عانت مرارًا من القصف سواء في الحروب الأهلية أو القصف الدولي، إلا أن هذه المرة لم تكن الفاجعة متوقعة.

وأضافت: "كانت أعتقد أن ما حدث زلزال شديد، حتى وجدت شرفات منزلها الزجاجية وقطع الأثاث الخشبية تسقط أرضًا عقب تحطمها، صرخ الجميع وشعر أنها نهاية الأمر، وربما هذه لحظات أخيرة في الدنيا، وبعد أن انتهت الهزة وقفت لبنان تحصد خسائرها البشرية والمادية".

سارت ميريام في شوارع قريبة من المرفأ لتجد الضحايا ورائحة الدماء تفوح من المباني، مشيرة إلى أنه بعد يومين ما زالت النفايات متكدسة في الطرقات والكهرباء مقطوعة عن المنازل.