رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مركز شباب العروبة بمصر الجديدة



تعددت اللقاءات والحوارات مع الشباب والشابات والرجال والسيدات داخل مركز شباب العروبة ومديره الأستاذ محمد بدران. ويقدم المركز خدمات وأنشطة متميزة لجميع الأعمار، رياضية وثقافية واجتماعية، على مدار العام والشهور والأيام التقيت من خلاله بالشباب، وتناقشنا وتحدثنا عن موضوعات كثيرة وأذكر منهم طلبة وطالبات كليات التربية والبنات.
من هذه الحوارات عن قرب يمكن المعرفة والاطلاع والتشابك والتفاعل مع أفكار الشباب والشابات، الذين يشكلون أكثر من نصف مجتمعنا، وهم الحاضر وبناة المستقبل بعقولهم وسواعدهم ومهاراتهم العالية، وتناولت الندوات عدة موضوعات منها دور الأم فى تربية النشء على المواطنة والتسامح والمساواة وعدم التمييز بين الجنسين، وتعرضنا لدور المدرسة والجامعة والإعلام والدراما والبرامج الثقافية فى تشكيل الوعى، وبث القيم، والتوعية بجميع الأمور الصحية والاجتماعية والثقافية والدينية، وفى كل مرة يقف الحاضرون والحاضرات لوضع النقاط حول ما يبثه الإعلام، خاصة التليفزيون وما يقدمه من موضوعات تحض على البلطجة والعنف والبلاهة أحيانًا، وتتناول الفتاة والمرأة بصورة سيئة وبعيدة عن معظم الأسر المصرية المتوسطة بجميع شرائحها. فالمرأة يتم تقديمها إما فى شريحة عليا فى النوادى والكمبوندات المعزولة عن معظم الشعب، وإما الفتاة والمرأة المغلوبة على أمرها أو المنحرفة فى العشوائيات، وكانت هناك معارضة حادة من الكبار والصغار من جميع الأعمار والأسئلة حول دور الدولة فى إنتاج ودعم إنتاج فن وإبداع راقٍ يرتفع بالوعى والذوق العام، وينشر ثقافة التنوير بدلًا من أفكار وثقافة العنف والإسفاف. فللقوى الناعمة دور مهم فى تعزيز القيم الإيجابية فى نفوس الأفراد ودعم مشاعر التسامح ونبذ التعصب. وأحب أن أقول إننى تناولت هذا الموضوع فى عدة مقالات تحت عنوان «صورة الفتيات وصورة المرأة فى الإعلام المقروء والمسموع والمرئى وفى السينما».
استطاعت الأستاذة إلهام زكى مصطفى، مديرة إدارة الشباب بمركز شباب العروبة، أن تجذب شباب وشابات المركز لعدد من الندوات المهمة، والتى تتناسب مع متطلباتهم ومشاكلهم وأمانيهم، أتشرف بأننى شاركت فى بعضها، وسأتحدث فى السطور القادمة عن الندوة التى أقيمت الأسبوع الماضى تحت عنوان «مرحلة المراهقة والتعامل بين الآباء والأمهات مع الأبناء والبنات»، وأود أن أوجه التحية للسيدات اللائى حضرن الندوة وطلبة وطالبات السنة الثالثة كلية خدمة اجتماعية جامعة حلوان، وأود أن أذكر منهم إيمان محمد محمود، ونعمة جابر، وأسماء حسين، ومحمد حسن، وأبانوب مجدى، وعمر عبدالعزيز.
ودعونى أبدأ بما انتهت إليه الندوة من مطالب طالب الكبار والصغار بتفعيلها وتنفيذها، حيث أجمعوا على أهمية تفعيل وتنفيذ القانون، والعيش فى دولة المساواة وعدم التمييز ودولة القانون، وفتح مجال الحريات للتعبير عن آرائهم.
كما طالب الشباب والأهالى بتوفير فرص عمل بأجور مناسبة وسكن مناسب للشباب وبسعر مناسب. فالأسعار الحالية لا يتمكن من خلالها الشباب من الحصول على شقة للزواج وتكوين أسرة مستقرة تسهم فى بناء واستقرار بلدنا الحبيب مصر. دعونى أقول لكم إن مطلب توفير فرص العمل كان على لسان كل الحاضرين والحاضرات، أى أن الاهتمام بمشاريع إنتاجية فى مجالات الصناعة والزراعة أساس لتوفير فرص عمل دائمة وأجور مناسبة. وأضيف أن الاهتمام بالتعليم والتدريب والتأهيل لأسواق العمل، أساس لتنمية الموارد البشرية بدلًا من ترك الشباب بلا فرص عمل، فيهاجرون عبر مراكب الموت هجرة غير شرعية أو يسافرون شرعيًا ليسهموا فى تقدم مجتمعات تأخذهم على الجاهز، فيتفوقوا ويعملوا ويحققوا أمانيهم، وها هى الوزارات تطلعنا على معلومات خاصة بنقص الأطباء لاستقالة معظمهم للظروف الصعبة التى يعانون منها، والحل السفر للخارج، هذا غير نقص المعلمين والمعلمات فى المدارس، أى أننا عندنا نقص فى أهم مجالين لتقدم أى مجتمع التعليم والصحة.
وإذا انتقلنا لموضوع الندوة، وهو فترة المراهقة «من ١٢- ١٨ سنة» دار حوار مهم حول أن هذه الفترة فى عمر الفتى والفتاة، تتطلب من الأهل دورًا فى استيعاب التغيرات التى تطرأ عليهم من تغيرات البلوغ، وأهمية أن تكون الأم قريبة من الابنة، والأب قريبًا من الابن، واستيعاب أن سن المراهقة هى سن إثبات الذات، فلا يجب على الأهل التوبيخ الدائم لآراء الأبناء والبنات، وبالذات أمام الآخرين مع احترام ومناقشة آراء أبنائهم ومساعدتهم على ملء أوقات الفراغ بأشياء مفيدة مع تشجيعهم على تنمية مهاراتهم، ويجب على الأهل بث الثقة فى الولد والبنت والاعتزاز بهما وشرح ما يمران به من تغيرات، حتى لا يتعقد الولد أو البنت، مع إجراء الحوارات مع الأبناء وعدم الامتعاض واستنكار كل سلوكياتهم ومراقبتهم، دون أن يشعروا، حتى يمكن تغيير الأخطاء قبل وقوعها.
إن المراهقة فترة زمنية وستمضى، فيجب التصرف بحكمة وذكاء حتى لا تترك أثرًا سيئًا يؤثر على مستقبل الأبناء.