رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صابرين» فقدت بصرها فأسست جميعة لرعاية 2500 كفيف (فيديو)

صابرين
صابرين

تولد المنحة من رحم المحنة، مقولة جسدتها تجربة صابرين جميل متولي، في إنشاء جمعية نور البصيرة لرعاية المكفوفين وذوي الإعاقات بعدما فقدت البصر، عقب انتهائها من دراستها الجامعية وحصولها على بكالوريوس خدمة اجتماعية.

على مدار عقدين من الزمان، كانت صابرين تتعلم مثل المبصرين خلال مسيرتها الدراسية إلى أن بدأت تشعر بضعف بصرها لتفكر في تعلم "برايل" من خلال التقديم في جمعية خيرية تعني بخدمات للمكفوفين، لكنها لم تستطع تعلمها، فبدأت التعلم على جهاز الحاسب الآلي الناطق.

تعلمت "صابرين" كل ما يتعلق برعاية المكفوفين داخل إحدى الجمعيات الخيرية، حتى وصلت إلى المسئولة عن القسم الخاص بها في إحدى فروعها على مدار عدة سنوات، ما أثقلها خبرة كبيرة في شئون المكفوفين إلى أن تزوجت شريف سالم، أحد زملائها في الجمعية، واضطرت لترك العمل لرعاية طفلتهما الصغيرة، لكنها فوجئت بكثير من المكفوفين يتوافدون إلى منزلها طلبًا للمساعدة ما دفعها للتفكير في إنشاء جمعية.

بدأت صابرين تأسيس جمعية نور البصيرة بهدف مساعدة المكفوفين وتوفير المساعدة لهم في مذاكرة الدروس، خاصة أن أماكن دروس تقوية لا تملك الخبرة في التعامل مع المكفوفين.

أوضحت أنهم تعاقدوا في الجمعية مع مدرسين لتعليم الأطفال بطريقة برايل وتوفير دروس التقوية في جيمع المواد وتقنيات الحاسب الآلي للمكفوفين بعد تعليمهم على الكمبيوتر الناطق، وهو عبارة عن سوفت وير معين على الأجهزة يحوله من جهاز عادي لجهاز ناطق، من خلال التعاقد مع مدرسين مكفوفين لدمجهم في المجتمع بدلا من الجلوس في المنزل بدون عمل.

وأضافت أن الجمعية بدأت تتوسع في أنشطتها بإجراء عمليات جراحية للمكفوفين، بالإضافة إلى الخدمات الاجتماعية من مساعدات مالية وعينية في المناسبات، فضلا عن المساعدة في تجهيز كفيفات للزواج، موضحة أن الأنشطة توسعت بتزايد الحالات الواردة مثل الكفيف الذي يعاني من إعاقات مركبة ومزدوج.

وأشارت إلى أن تزايد حالات الأطفال المكفوفين ذوي الإعاقات المركبة دفعهم إلى إنشاء مركز ملحق بالجمعية تابع لمديرية التأهيل التابعة للتضامن الاجتماعي؛ لخدمة المعاقين فقط وتخاطب تعديل سلوك والعلاج الطبيعي والأكاديمي مثل متلازمة دون والتوحد، بالإضافة إلى إنشاء فرع في مدينة بلطيم وآخر في مدينة كفر الشيخ، ويسعون إلى فتح فرع صغير بجوار كل مدرسة للمكفوفين.

في السياق ذاته، قال شريف سالم، أمين صندوق مبيعات نور البصيرة، إن الجمعية تبدأ بتعليم الكفيف وتوفير الكتب المدرسية مطبوعة بطريقة برايل، موضحًا أن المشكلة التي تقابل الكفيف هي طباعة الكتب، توفرها الجمعية مجانا.

وعن دخل الجمعية، أكد أنهم يعتمدون على التبرعات المباشرة، وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين، موضحًا أن فرع القاهرة يخدم نحو 1000 كفيف سنويا، بالإضافة إلى 1500 مستفيد في فرعي كفر الشيخ وبلطيم.

ولفت إلى أن الطالب يحضر الكتاب الجامعي ويتم كتابته على الكمبيوتر بمساعدة أصحاب الإعاقات الحركية في الجمعية ثم طباعته بطريقة برايل خلال أسبوع، خاصة أن تكلفة طباعة الكتاب الواحد في الخارج تصل إلى 600 جنيه لكتاب يتكون من 300 صفحة وتستغرق نحو شهر على الأقل.