رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لعنة بومبي.. إيطاليا تعيد فتح مدينة الدعارة والعشاق

لعنة بومبي
لعنة بومبي

أعادت السلطات الإيطالية فتح ثالث أكبر وجهة سياحية فى البلاد بعد «الكولوسيوم» فى روما ومتحف «أوفيزى» فى فلورنسا، وهى مدينة «بومبى» التى تقع فى جنوب نابولى بإيطاليا، عقب الانتهاء من أعمال الترميم.
وقالت صحيفة «الديلى ميل» البريطانية، إن مشروع إعادة ترميم منتزه «بومبى» استغرق نحو ٦ أعوام، إذ بدأت أعمال الترميم فيه عام ٢٠١٤، وأجرى العمال محاولات كبيرة لإصلاح ما أفسدته الزلازل، وإعادة تهيئة الجدران وتدعيمها، وإصلاح الهياكل المنهارة. ورمم العمال اللوحات الجدارية القديمة بعناية، والتى كانت ألوانها متسخة ومليئة بالتكلسات التى تراكمت عليها طوال الأعوام الماضية، كما نظفوا أرضيات قرميدية عمرها قرون.
وذكرت «ديلى ميل» أنه «تم اكتشاف العديد من المقتنيات الأثرية الفريدة فى مناطق تحت الأنقاض، ما بين مجوهرات وقطع حلى فريدة من نوعها، خاصة أن الموقع تعرض للكثير من السرقات».
وجرى افتتاح ٣ مواقع فى بومبى، هى «دار السفينة أوروبا» و«منزل أورشارد»، و«منزل العشاق» فى بومبى الذى كان أول منزل فى المكان مكونًا من طابقين، وكان بيتًا رومانيًا يتبع أحد أبناء الطبقة العليا، وكان من بين أكثر المبانى إثارة فى المدينة القديمة، حتى تم دفنه بسبب بركان جبل فيزوف فى عام ٧٩ ميلادية، وأدى الرماد البركانى إلى تحجر أجساد ساكنى المدينة، التى كانت مليئة ببيوت الدعارة، وهو ما كشفت عنه الآثار، وقد قيل فيما بعد إن البركان لم يكن سوى لعنة أو عقوبة على أهالى المدينة، بسبب ممارساتهم التى وصفت بأنها غير أخلاقية.
وتم اكتشاف الطابق الثانى من المنزل عام ١٩٣٣، بكامل أجزائه، لكن تم إغلاق المنزل فى ١٩٨٠، فى أعقاب زلزال إيربينا المدمر الذى أدى إلى مقتل نحو ٣ آلاف شخص، وفى مطلع عام ٢٠١٢، جرى ترميم الحديقة المحيطة بالمنزل.
وذكرت «ديلى ميل» أنه خلال الحفريات التى أجريت فى أكتوبر الماضى، اكتشف علماء الآثار لوحة جدارية حية، تصور مصارعًا يرتدى ملابس مدنية، وهو يقف مزهوًا بانتصاره، بينما يلفظ خصمه الجريح أنفاسه الأخيرة، فيما تم رسم الجدارية فى مكان يعتقد أنه حانة تضم مقاتلين، فضلًا عن عدد من البغايا.
وفى عام ٢٠١٨، تم اكتشاف نقش يثبت أن المدينة القريبة من نابولى قد دمرت بعد ١٧ أكتوبر ٧٩م، وليس فى ٢٤ أغسطس من نفس العام كما كان يعتقد سابقًا.
وقال ماسيمو أوسانا، المدير العام للموقع: «عندما تنقب فى بومبى هناك دائمًا مفاجآت، ومن المؤكد أن هناك مشروعات تنقيب أخرى فى مناطق لم يتم اكتشافها من قبل، ستكون الاكتشافات غير عادية ومفاجئة».
وأردف: «على الرغم من أن الجزء الأكبر من أعمال الترميم قد اكتمل الآن، فإنه لم تنته عمليات الإصلاح، فالمدينة تم ترميمها ولكنها فى حالة خراب ولن نتوقف عن الاهتمام بها».
وانطلقت أعمال الترميم فى بومبى عام ٢٠١٤، وأجراها فريق كبير من علماء الآثار والمهندسين المعماريين والمهندسين والجيولوجيين وعلماء الأنثروبولوجيا، بتكلفة قدرها ١١٣ مليون يورو، والتى يغطيها الاتحاد الأوروبى إلى حد كبير.
وبدأ مشروع الترميم بعد أن حذرت اليونسكو فى عام ٢٠١٣ من أن بإمكانها إزالة بومبى من لائحة مواقع التراث العالمى لديها، بعد سلسلة من الانتقادات التى اتهمت السلطات بسوء الصيانة.
ومدينة «بومبى» ضمن الأماكن السياحية الأشهر فى إيطاليا، وزارها ٣.٩ مليون شخص العام الماضى، مقارنة بـ٢.٣ مليون فى عام ٢٠١٢.
ومتحف الكولوسيوم، مدرج رومانى عملاق يقع فى وسط مدينة روما، ويعود إلى عهد الإمبراطورية الرومانية فى القرن الأول فيما بين عامى ٧٠ و٧٢ بعد الميلاد.
وتم بناء المدرج الأكبر فى العالم من الخرسانة والحجارة، وهو من رموز الحضارة المعمارية فى الإمبراطورية الرومانية، وطُبعت صورة الكولوسيوم على قطعة الخمسة سنتات من النسخة الإيطالية.