رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ابن أبى السرح



مفهوم «الأحرف»، اللى هو «القرآن سبعة أحرف» هى «الأنماط» المختلفة لـ أداء نفس المعنى، دا استعرضته فى أكتر من مقال سابق، لكن فيه كذا نقطة: هل كل آية من القرآن، ليها سبع أنماط فى قرايتها؟ يعنى: هل نقدر نحدد المواضع اللى فيها حرفين أو تلاتة أو سبعة؟ وهل هم فعلا «سبعة» بـ التحديد؟ ولا المقصود التعدد وخلاص؟
أصل الرقم سبعة دا، زى ما إحنا عارفين، رقم خاص شوية، مش دايما بـ يشير إلى سبعة بـ التحديد، وزيه سبعين.
لـ الأسف مفيش إجابات، محدش قال لنا الموضوع دا، ولا أشار إليه، ولا حد كتب حاجة، نقدر نستشف منها أى حاجة، ودا خلى مفهوم «الحرف» غامض، خصوصًا لما نجاوب ع السؤال التالى: هل كان موضوع «الأحرف السبعة» دا معلن وواضح لـ «كل الناس»؟
الإجابة: لأ، لـ إنه فى الروايات اللى وصلت لنا، مفيش ولا مرة النبى طلع على المنبر مثلًا، وقال كدا، ولا فى جمع من الناس. دا أولًا، ثانيًا، فى كل مرة، صاحب الموقف كان بـ يعرف لـ أول مرة، فـ من الواضح إن الموضوع ربما ماكنش سر، لكن ماكنش معلن، لما ييجى حد يسأل، النبى يقول له، محدش سأل، مفيش مشكلة والدنيا ماشية.
حاجة تانية نقدر نلاحظها، وهى تفاوت ردود فعل الناس لما بـ يتقال لها كدا، عمر بن الخطاب ماعرفناش رد فعله، لكن أبى بن كعب قال بـ وضوح إنه شعر بـ شك، ولا كـ إنه فى أيام الجاهلية، إنما النبى أقنعه، واحد تالت زى عبدالله بن أبى السرح، لما اتقال له إنه «سميع عليم» ماشى، «عزيز حكيم» ماشى، ارتد عن الإسلام خالص، وساب يثرب ورجع مكة.
إحنا ما نقدرش نتتبع كل واحد ورد فعله، إنما واضح جدًا، إنه دا ما أثرش أوى على سير الأمور، لكن تفضل أهم وأخطر نقطة، وهى: إلى أى مدى كان الاختلاف؟ هنا بقى ما عنديش أى إجابات، ليه؟ علشان الأنماط دى كلها اختفت، محدش قال لنا خالص مين كان بـ يقول إيه، ومين تانى غيره كان بـ يقول إيه، فى نفس الموضع.
ماعرفناش هشام بن حكيم كان بـ يقول إيه، استفز عمر بن الخطاب لـ الدرجادى، وهنا فيه سؤال: يعنى هو عمر أسلم قبل الهجرة بـ سنين، وقعد فى مكة كذا سنة، ثم هاجر، وحارب، وراح وجه، ما سمعش أى اختلاف طول الفترة دى؟ وجى قرب وفاة النبى يتفاجئ!
ما أتصوره إنه آه، يجوز ما سمعش اختلاف «كبير»، هو قال «حروف كثيرة»، فـ واضح إننا قدام اختلافات جمة، لكن ما نقدرش نتخيلها، إحنا كدا زى اللى بـ يصطاد فى الضلمة، مفيش أى حاجة تقول لنا أى حاجة، عن مدى وطبيعة هذه الاختلافات.
بـ التالى، كل واحد أدلى بـ دلوه، قال كلام غير التانى خالص، اللى قال لك دى لغات العرب المختلفة، واللى قال لك دى الأوجه اللغوية لـ الاختلاف، ثم عددها طبقًا لـ القراءات مش الأحرف، واللى قال لك واللى قال لك، إنما فى الآخر، محدش طبعًا وصل لـ نتيجة، لا مفر من الاطلاع على هذه الأنماط المختلفة، بس الأنماط المختلفة دى اختفت، اندثرت وبقى نمط واحد.
اندثرت ليه؟ علشان اللى حصل بعد وفاة النبى، إيه اللى حصل بعد وفاة النبى؟ دا بقى محتاج مقالات تانية، فـ ابقوا معنا.