رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بسبوسة بالسم الهارى



على مدى ستة أعوام مارس عملاء الجماعة الإرهابية ورعاتهم الرسميون فى تركيا وقطر محاولات شتى لنشر الأكاذيب وتشويه الأوضاع فى مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو، فى الصحافة وفى قنوات التليفزيون المنتشرة، من الدوحة إلى لندن مرورًا بإسطنبول، وبواسطة الذباب الإلكترونى الذى يعمل على مدى ٢٤ ساعة يوميًا، ورغم المليارات الضخمة التى أُنفقت على أكبر موجة أكاذيب فى تاريخ الإنسانية، إلا أن كل هذه المحاولات قد باءت كلها بالفشل.
فشل الخائن محمد ناصر فى أن يقنع الناس بالشىء وضده، وأن يقدم لهم، من خلال قناة «مقملين»، آراءً عكس كل ما كان يتحدث عنه وهو يعمل فى التليفزيون المصرى، وفشل هذا «المهتز» مطر فى أن يقنع الناس بتصديق مقدماته النارية التى تنتفخ فيها أوداجه أو فقراته المسمومة أو أكاذيبه، فإدمانه أوضح كثيرًا من كذبه، أما زوبع المسكين فقد تحول إلى أراجوز يضحك الناس عليه وعلى كلامه الممل وأكاذيبه غير المتقنة، وأشهرها أن سعر الدولار سيصل إلى ١٥٠ جنيهًا فى نهاية ٢٠١٩.
وبدلًا من أن تهدأ كتائب الكذابين قليلًا لمعرفة أسباب فشلهم المستمر والدائم، قرروا أن يستخدموا وسيلة جديدة، وهى السينما، لنشر مزيد من الأكاذيب فى فيلم أطلقوا عليه اسم «بسبوسة بالقشطة»، وهو تركى إخوانى، من إنتاج شركة «إيه تو زد» وقناة مكملين، وبطولة الخائنين هشام عبدالحميد ومحمد شومان، حيث يقوم الأول بدور سجين سياسى، والآخر بدور سجّان، فى فيلم تم تصويره فى أحد السجون التركية، لأن «الداخلية» التركية كانت وستظل كريمة معهم ومع كل خائن.
والكتاب يُقرأ من عنوانه وكذلك الفيلم السينمائى، ولذلك فإننا وقبل أن نشاهده يمكن أن ندرك أننا أمام محاولة جديدة لإطلاق مزيد من فقاعات الكذب حول الشرطة والسجون المصرية، مع أن الذين كتبوا الفيلم وأنتجوه ومثلوا فيه وأخرجوه يعيشون فى بلد يُحبس فيه كل من يعارض السلطان المزعوم أردوغان، ولكن مَنْ يقدر على المساس بولى نعمته، الذى يُطعمه ويؤويه فى بلد تحول إلى ما يشبه «جبل المطاريد» لأعضاء وأعوان وعملاء الجماعة الإرهابية؟.
ورغم كل ما سيُبذل من دعاية لهذا الفيلم المزعوم على قنوات الجماعة فى قطر وتركيا ولندن، ورغم ما يُنشر عن أنه سيُعرض فى مهرجان يدعى «المهرجان الأوروبى للأفلام المستقلة»، إلا أننى واثق من أن نصيبه من الفشل سيكون أكبر كثيرًا مما أصاب المقاول النصاب والممثل الردىء محمد على، فهل ستستطيعون تغيير قناعات الناس فى فيلم مدته ساعتان، بعد أن فشلتم فى تغيير قناعاتهم فى ستة أعوام رغم ضخامة أكاذيبكم فى الصحافة والمحطات التليفزيونية وعلى وسائل التواصل؟.. على كل حال فإننى لا أنكر عليكم حقكم فى تقديم مزيد من التجارب الفاشلة، لأنكم قوم أدمنوا الفشل، واحترفوا الخيانة لأوطانهم بكل الأشكال والألوان.
الفيلم الموعود من إخراج «شىء» اسمه عبادة البغدادى، الذى يتفاخر، على صفحته بموقع «فيسبوك، بأنه معيد مفصول من كلية الإعلام بجامعة الأزهر، وقد استعانت به قناة الأكاذيب القطرية المعروفة باسم «الجزيرة» لإنتاج عدة أفلام تسجيلية تحاول الإساءة إلى مصر، منها فيلمه الخايب الذى يحمل اسم «فيلم خام»، الذى يتحدث عن غرق مركب هجرة غير شرعية بعد انطلاقه من مدينة رشيد، وراح ضحيته أكثر من مائتى شاب، وآخر بعنوان «القتل البطىء»، الذى عرض فيه أكاذيب عن أحوال السجون المصرية، وفيلم تسجيلى بعنوان «تحت الثامنة عشر» يحاول فيه تصوير الحياة فى إسطنبول، من وجهة نظر ثلاثة من الفئران الضالة التابعة للجماعة الإرهابية، على أنها جنة إذا ما قورنت بالقاهرة.
هذا الشىء المسمى عبادة البغدادى يعيش بالطبع فى إسطنبول، وقد درس السينما فى جامعتها بعد فصله من جامعة الأزهر، ويقيم هناك مع مجموعة من الفنانين الخونة، الذين يبدو أنهم وجدوها سبوبة أو «لقمة طرية» لكسب مزيد من الدولارات من أسيادهم، فأقنعوهم بأنهم سيُذهلون العالم بهذا الفيلم، وربما كان هذا سبب تسمية الفيلم «بسبوسة بالقشطة»، ولمَ لا إذا كان كل واحد منهم سيفوز بحفنة من الدولارات، عملًا بالمثل القائل «رزق الهبل على المجانين»، وسيكتشف الرعاة الرسميون للكذب والكذابين بعد عرض الفيلم أنها بسبوسة بالسم الهارى.
ليس غريبًا أن تحاول الفئران الهاربة أن تلتهم مزيدًا من الطعام من صومعة رجل رضى بأن يربيها فى بيته، واعتقد أنها يمكن أن تحرث له الأرض أو تبيع منتجاته فى السوق، فالفأر لا يمكن أن يتحول إلى حَمَل وديع أو حتى كلب وفىّ يحرس البيت، لأنه يجد سعادته وسط البالوعات وأكوام القمامة.
ولن أستغرب إذا قام هؤلاء الخونة، بعد فشل فيلمهم، بالتفكير فى وسيلة جديدة يهيلون بها التراب على وطنهم، فهذا دينهم، فلو كان للخائن أن ينتسب، لقال: «أنا الشر، وأبى الظلم، وأمى الإساءة، وأخى الغدر، وأختى المسكنة، وعمى الضر، وخالى الذل، وابنى الفقر، وابنتى البطالة، ووطنى الخراب، وعشيرتى الجهالة».