رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسوانية تؤسس مشروع منتجات ألبان بمعدات بسيطة (فيديو)

أسوانية
أسوانية

رفضت الاستسلام للأمر الواقع، وقررت تأسيس "عمل حر لها" بمعدات بسيطة، ذلك لمواجهة ضغوط الحياة، وتأمين القوت اليومي لأبنائها الـ7، فمن خلال ابتسامة الأمل التي ترتسم على وجهها، وكلامها العذب، نجحت في بيع الألبان ومنتجاتها لجميع أهالي قريتها من منزلها، ليس ذلك فقط بل تمد ابنتها بكميات لبيعها في قرية مجاورة، وتوفر لها مصدرًا للرزق بالمنزل.

التقت "الدستور" الحاجة فاطمة محمد عبدالقادر، إحدى سيدات قرية العدوة التابعة لمركز إدفو بمحافظة أسوان، لتحكي لنا عن مشروعها، وكيف يتم صناعة منتجات الألبان، بالإضافة إلى رصد الاختلاف بين الطرق القديمة والحديثة في الصناعة.

ومن ناحيتها قالت الحاجة فاطمة محمد عبدالقادر، إنها تعمل في هذه المهنة منذ 15 عامًا، وفكرت في هذا المشروع نتيجة لتعرضها للضغوط الأسرية، حيث إنها استطاعت توفير القوت اليومي لأبنائها، والترفيه عن نفسها أيضًا من خلال احتكاكها بالأهالي أثناء حركة البيع والشراء، موضحة أنها تشتري كمية من الألبان تتراوح من 30 إلى 50 كيلو، كل 3 أيام تقريبًا، ويتم وضع جزء من اللبن في أكياس وزنها نصف كيلو وكيلو، أما الجزء الثاني تصنع منه منتجات الألبان وهي (الجبن القريش، والسمن البلدي، والمش، واللبن الرايب).

وبخصوص طريقة صناعة هذه المنتجات، والمعدات التي تستخدمها أوضحت لـ"الدستور"، إن بعد عزل اللبن "المقطع" كما يطلقوا عليه، في نفس يوم شرائه، تضعه في "غسالة"صغيرة الحجم، تستخدم لهذه المهمة فقط، ويتم تشغيلها لمدة من ساعة حتى ساعتين، ومن خلال عملية الدوران التي تتم في هذه المدة، تطفو الزبدة الموجودة داخل اللبن، على السطح، ثم يتم عزلها عنه، وشطفها تحت المياه بشكل سريع جدًا، وأخيرًا وضعها في وعاء لكي تذوب، وبذلك تصبح "سمن بلدي" جاهزًا للاستخدام مباشرة.

وتابعت، أن كمية اللبن الموجودة في الغسالة بعد استخراج الزبدة منها يصنع منها "الجبن القريش"، حيث إنه يتم تفريغها في عدد من أوعية الطعام، ويتم تركها حتى تجف وتصبح قطع، ثم تضعها داخل جوال لمدة يومين حتى تصفى جميع المياه التي بداخلها وتصل لمرحلة التماسك، ثم تقطعها قطع مختلفة الأحجام، وأخيرًا يتم وضعها في مصافي داخل الثلاجة وتترك يومين لكي تجف وتتماسك، وتصبح جاهزة للبيع بالقطعة أو بالكيلو.

وأشارت، إلى أن المياه التي يتم تصفيتها من الجبن، يتم الاستفادة منها أيضًا، وتستخدمها لصناعة "المش الأحمر" قائلة "بيبقى طعم بردو"، ويتم ذلك من خلال تركها لتغلي كثيرًا على النار، حتى تقل كميته كثيرًا، وتضيف إليه شطة وملح، ويتم وضعه في برطمانات ويصبح جاهزًا للأكل، لافتة إلى أن هذه المنتجات توفر جزء منها لأبنائها وبيتها، وآخر للبيع، ولكنها تسوق لمنتجاتها من داخل المنزل، وأن يقبل على شرائها العديد من الأهالي الموجودين بالقرية.

أما بالنسبة لطريقة اللبن الرايب، ذكرت فاطمة، أنها تتركه في العلبه لمدة يوم أو يومين، حتى يصبح قطع، وبعدها يعد جاهزًا للأكل والبيع مباشرة، وبخصوص الزبدة الموجودة على سطحه يتم وضعه في "بلاص"، ويضاف لها الفلفل الأحمر، ومع كل مرة تضاف لها نفس الكمية أثناء إعدادها للرايب، ويتم تخزينها لمدة طويلة حتى تصبح "مش قديم" كما يطلق عليه، وأن مذاقه رائع ويفضل العديد من الأهالي بالقرية، خاصة في موسم الشتاء، نظرًا لعدم الاحتياج لشرب كمية كبيرة من المياه، مثلما يحدث في الصيف، لارتفاع درجة الحرارة.

وأكدت الحاجة فاطمة، أن كميات المنتجات التي تصنعها من الألبان تختلف على حسب نوع اللبن المستخدم، حيث إن لبن "الجاموس"، تستخرج منه كميات أكبر من السمن والجبن، وأن "القريش" المصنعة منه ناصعة البياض، ومفيدة جدًا للمرضى الذين يعانون من الدهون على الكبد، لأنها خالية نهائيًا من الدهون، أما "القريش" البقري تحتوي على نسبة من الدهون، ولونها مائل للإصفرار.

واستكملت، بالنسبة للمعدات المستخدمة، في الماضي كانت تستخدم "القربة"، التي يتم صناعتها من جلود الحيوانات، ثم البرطمانات الكبيرة، ولكن من خلالهم يتم صنع اللبن الرايب والسمن البلدي، والمش، فقط، أما في الوقت الحالي بواسطة "الغسالة"، تستطيع إعداد "الجبن القريش"، لافتة إلى أن بعد إعدادها لهذه المنتجات ترسل كمية لأبنتها المقيمة بإحدى القرى المجاورة لها، حتى تبيعها، وتوفر مصدرًا للرزق لها، وهي في منزلها وأثناء رعايتها لأبنائها.