رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنفاق.. ونعيق الأبواق


بعد افتتاحها، ضمن سلسلة من المشروعات التنموية بمنطقة القناة وسيناء، وإعطاء الرئيس عبدالفتاح السيسى إشارة البدء لتشغيلها، أعلن الفريق أسامة ربيع، أمس الأربعاء، عن بدء التشغيل التجريبى لأنفاق بورسعيد «٣ يوليو»، التى كانت أبواق الأعداء تزعم أن حفرها، مجرد حفرها، مستحيل، ولن يتحقق على الإطلاق!.
أعمال الحفر تم تنفيذها بآلات أو ماكينات نملكها، أمر الرئيس بتدبيرها ترشيدًا للتكلفة المالية على المدى البعيد. والمشروع، إجمالًا، قام بتنفيذه تحالف من شركتين وطنيتين مصريتين: المقاولون العرب وأوراسكوم، تحت إشراف الهيئة الهندسية لقواتنا المسلحة. وضمانًا للوصول إلى أعلى مواصفات ومعايير الجودة العالمية، كان هناك تعاون مع أكبر المكاتب الاستشارية فى العالم. وبالصيغة نفسها يجرى، الآن، تنفيذ نفق السويس الجديد ليشكل مع نفق الشهيد أحمد حمدى المجموعة الثالثة من الأنفاق.
أبواق الأعداء، الإرهابيين والضالين، تفننوا فى إطلاق الشائعات، الأكاذيب أو الهلاوس، لإشاعة اليأس والإحباط. ومن هؤلاء، مثلًا، المدعو نائل الشافعى، مؤسس ومدير ما توصف بـ«موسوعة المعرفة»، الذى سبق أن كتب بالنص: «الحديث عن حفر ست أنفاق تحت قناة السويس هو من قبيل النوايا الحسنة، ولا أظنه سيتحقق على الإطلاق. فلدينا نفق أحمد حمدى المعطوب من قبل افتتاحه فى ١٩٨٣، وحتى اليوم لا يرضى أحد بإصلاحه. لا أظن أن أيًا من منتجى آلات حفر الأنفاق سيرضى ببيع آلة لمصر قادرة على حفر أنفاق تحت قناة السويس. فهذه القدرة حتمًا سيقال إنها تخل بتوازن القوى فى سيناء، لأنها تتيح لمصر نقل أعداد كبيرة من المدرعات إلى سيناء فى وقت قصير. هذا ليس رأيى يضيف نائل، ولكن أى متابع لأحداث المنطقة سيؤكد أن كلًا من إسرائيل والولايات المتحدة للأسف، سينظران إلى إمكانية حفر أنفاق تحت قناة السويس على أنه سيشكل زعزعة للتوازن المبنى على اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية».
انتهى ما كتبه المذكور، والذى يجعل التشخيص الأقرب لحالته، هو أنه يعانى من «إسهال دماغى» كذلك الذى أصاب محمد الجوادى، وجعله يدّعى أنه «أبوالتاريخ»، وإن لم تكن تعرف الجوادى، فدعْك (أى سيبك) منه، ولا تجعله يشغلك عن الاستمتاع بالفيلم التسجيلى «خطوات إلى المستقبل» الذى أنتجته إدارة الشئون المعنوية لقواتنا المسلحة عما تم تنفيذه من إنجازات قومية هائلة على أرض بورسعيد وسيناء، ولم يبالغ الفيلم حين وصف منظومة الأنفاق الجديدة بأنها «إعجاز هندسى»، وأكد قدرة المصريين على تحدى المستحيل للوصول لمنظومة متكاملة تراعى أعلى معايير الأمان والسلامة.
خلال الاحتفال بعيد تحرير سيناء، فى ٢٥ أبريل الماضى، تم افتتاح أنفاق «تحيا مصر» بشمال الإسماعيلية، أو المجموعة الأولى من الأنفاق. والثلاثاء جرى افتتاح المجموعة الثانية: أنفاق الثالث من يوليو (جنوب بورسعيد) والتى تتكون من نفقى سيارات، كل نفق ٢ حارة مرورية اتجاه واحد، ويبلغ طول النفق ٣٩٢٠ مترًا تم تنفيذ ٢٨٦٠ مترًا منها باستخدام الحفر النفقى، و١٠٦٠ مترًا بالحفر المكشوف، ويبلغ القطر الداخلى للنفق ١١.٤ متر والقطر الخارجى ١٢.٦ متر والارتفاع الصافى ٥.٥ متر والمسافة الفاصلة بين النفقين ١٧ مترًا.. كما تم ربط النفقين بممرين عرضيين بمسافة بينية ١ كم، لتسهيل دخول عناصر الحماية المدنية فى حالات الطوارئ، بالإضافة إلى تجهيز الأنفاق بأحدث أنظمة الأمان منها نظام التهوية والإضاءة، وأنظمة مكافحة الحرائق ونظام الإخلاء فى حالات الطوارئ، وأنظمة السيطرة المرورية الذكية.
تنمية منطقة شرق بورسعيد تتم من خلال ثلاثة محاور رئيسية: المنطقة الصناعية بطول ٦٣ كم٢، الميناء البحرى بطول ٧٤ كم٢، بالإضافة إلى المنطقة اللوجستية، وكذلك بناء أرصفة بميناء شرق بورسعيد بطول ٥ كم بتكلفة ٦.٥ مليار جنيه، وجارٍ تنفيذ أرصفة حالية بطول ٧.٩ كم٢ بعمق ١٨.٥كم٢. كما تمت زيادة حجم الغاطس بالميناء ليصل لعمق ١٨.٥ متر، ما سيسهم فى زيادة الحركة الملاحية بقناة السويس. وبالفعل، بدأ التشغيل التجريبى للرصيف البحرى الجديد ببورسعيد، واستقبل حتى الآن ٧٥ سفينة، ويجرى تنفيذ العديد من أعمال تحسين التربة لاستيعاب المناطق الصناعية المخطط تنفيذها مستقبلًا.
وأخيرًا، لا تعتقد أن المدعو نائل الشافعى، وأمثاله من المقيمين فى الولايات المتحدة، يتعاطون المخدرات، أو يشربون «السبرتو» الأحمر، أو الكُحول الردىء. أما سبب ما يتقيأون به من «هلاوس» و«خزعبلات» فيعود، على الأرجح، إلى تأثير روائح «شراباتهم»، جمع شراب، أى جواربهم جمع جورب. وربما تعفنت ملابسهم كلها، بعد قيام واشنطن بزيادة الرسوم الجمركية على الغسالات المستوردة بنسبة ٥٠٪ فى فبراير قبل الماضى. وعليه، كان طبيعيًا أن تعميهم عفونتهم (ولا نقول وساختهم) عن القفزات التنموية التى حققتها وتحققها مصر المستقرة التى استعادت، بثورة ٣٠ يونيو عافيتها العسكرية والسياسية والاقتصادية.