رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صور بتتكلم.. "كوكلا".. فتاة مصرية وثّقت بالكاميرا الطقوس الدينية والعرقية في دول العالم

جريدة الدستور

على الرغم من الإنجازات الكبيرة التى حققتها المصورة والمدونة المصرية «كوكلا رفعت» فى بلدها وفى دول أخرى، والتى صنعت بها قصة كفاح ملهمة جعلتها من أبرز المصورين حول العالم- فإن الشهرة أصبحت حليفتها بسبب صورة التقطتها لبطلة السباحة الشهيرة فريدة عثمان، إذ استطاعت خلالها استغلال الإضاءة بشكل مدهش.
«كوكلا»، التى اشتهرت بتوثيق الطقوس الدينية والعادات العرقية حول العالم، تخرجت فى كلية الإعلام بجامعة ٦ أكتوبر عام ٢٠٠٧، لتسافر بعدها إلى فرنسا وتحصل على دبلوم فى التصوير الفوتوغرافى التجارى والداخلى من إحدى مدارس التصوير فى باريس، ثم عادت إلى مصر لتعمل لصالح وكالة الأهرام، وأصبحت تصور الإعلانات التجارية لإحدى مجلات الديكور
.
أدركت «كوكلا» مع الوقت أن هذا العمل لا يتناسب مع طموحاتها الفنية، فقررت أن تتجه للتصوير الوثائقى، وأن تزور القبائل وتلتقط صورًا لعادات أصحاب الديانات المختلفة، فسافرت إلى الهند فى عام ٢٠٠٩، وبالفعل نجحت فى توثيق الطقوس الدينية للقبائل الهندية بأدوات بسيطة، ثم توالت بعدها المغامرات فى دول أخرى.
وعرضت الفنانة المصرية أعمال رحلتها فى معرض منفرد بدار الأوبرا، افتتحه وزير الثقافة وسفير الهند فى القاهرة.
تقول «كوكلا»، لـ«الدستور»: «يعتمد عملى على الإحساس فى المقام الأول، فأنا أشرح القصة من زاوية معينة، ويجب أن تُظهر الصور هذه القصة»، وعلى الرغم من عدم إتقانها لغات كثيرة، فإن خبرتها جعلتها تتخطى حواجز اللغة والمكان.
وتضيف: «بعد نجاح رحلتى للهند قررت توسيع دائرة عملى، وسافرت إلى إندونيسيا لتوثيق طقس حرق الجثث، وهو طقس مفرح لأنه يخلّص الروح من قيود الجسد حتى تصل للإله، واستطعت تجسيد ذلك فى صورى، فأطلقت علىّ السفارة الإندونيسية بالقاهرة لقب (سفيرة الفنون فى مصر)، وتم عرض صورى فى مقر السفارة».
وتواصل: «سافرت بعد ذلك إلى تايلاند، وطلبت من المسئولين هناك مساعدتى لتوثيق ثقافتهم وعرضها بالشرق الأوسط فى كتابى الذى حمل اسم (رقصة الحياة)، وصدر فى ٢٠١٢، وقد رصدت فيه الحياة التايلاندية، خاصة الطقوس البوذية».
ومن بين الصور التى اشتهرت لـ«كوكلا»، أيضًا، صورة للمطربة كارول سماحة، والمطرب الشاب خالد.
تعتبر «كوكلا» أن السفر كان له تأثير إيجابى بالغ عليها، إذ إنها تعلمت الكثير من المعانى فى الدول التى زارتها، مثل الصبر والثقة والتحدى، ولكنها أصيبت كذلك بحالات إحباط واكتئاب مثل كل الفنانين فى فترات توقف الإبداع.
وعن لحظات ضعفها تقول: «كنت أصعد ذات مرة إلى قمة جبل، وأحسست ببعض الإرهاق، وبعد الخضوع لفحوصات طبية اكتشفت أننى مضطرة للخضوع لجراحة عاجلة لتغيير فقرتين فى الظهر، فكنت مضطرة حينها لتعطيل عملى، الأمر الذى جعلنى أشعر بقيمة الحياة».
تشارك «كوكلا» فى الحملات الهادفة لتسليط الضوء على ثقافات مصر، مثل حملة مصممة المجوهرات عزة فهمى، التى أطلقت مجموعة من الحُلى الخاصة ببلاد النوبة، إذ صورت «كوكلا» فيديو وثائقيًا أحدث صدى واسعًا على صفحات التواصل الاجتماعى، الأمر الذى جعل وزارة الآثار تهتم بعملها وتدعوها كضيفة شرف أثناء افتتاح مقبرة مصرية قديمة بالأقصر.
وعن سر نجاحها، تقول «كوكلا»: «كل الأمور التى مررت بها فى حياتى أكسبتنى الخبرة اللازمة للتفوق»، وعن فن التوثيق، أكدت: «الأهم هو احترام الطقوس، والتزام عدم الإعلان عمّا هو غير مصرح به من خصوصيات، وهذا يجعل أى شخص من أى دولة وأيًا كان انتماؤه يثق بالمصور ويساعده».