رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيـ«عملوها الرجّالة» لثامن مرة



العاشرة مساء الجمعة، وبمباراة مصر وزيمبابوى، تبدأ المنافسة على كأس الأمم الإفريقية الذي يتنافس عليه 24 منتخبًا. وقبل المباراة بعد ساعتين من انطلاق حكيم، والنيجيري «فيمي كوتيه» والإيفوارية «دوبيه»، بأغنية «متجمعين». وطبعًا، ستنطلق بمجرد بدء المباراة منافسة قوية بين «متجمعين» و«أوه صلاح» لهشام عباس. ونتمنى أن تتنافس الأغنيتان خلال الأيام القادمة مع «مبروك مبروك» ياسمين الخيام، «بلدنا» لؤي، «قد الدنيا» محمد حماقي، و«عملوها الرجالة» حمادة هلال. لأسباب لا يعلمها إلا الله، تظل الأغنية الأخيرة هي الأكثر ارتباطا بالفوز!.

منتخبنا الوطني هو الأكثر مشاركة في النهائيات بـ24 مرة، والأكثر وصولًا إلى المباراة النهائية بـ9 مرات، ولم يحصر غيره على اللقب لسبع مرات، كما لم يفز إلا هو بالبطولة لثلاث مرات متتالية: 2006 و2008 و2010. وهكذا، تستضيف مصر الدورة 32 من البطولة، ولديها 7 بطولات، يرجع الفضل في ثلاث منها المعلم حسن شحاتة، الذي احتفل بعيد ميلاده الأربعاء الماضي، ولازمنا سوء الحظ منذ ترك قيادة الجهاز الفني لمنتخبنا بغيابنا عن نهائيات البطولة في 2012 و2013 و2015، قبل أن نصعد إلى المباراة النهائية في الدورة الماضية، دورة 2017، غير أن الفرحة لم تكتمل واقتنص فريق الكاميرون اللقب بهدفين مقابل هدف.

مسيرة شحاتة مع المنتخب المصري بدأت في 28 أكتوبر 2004 وانتهت في 6 يونيو 2011، واستحق عنها جائزة أفضل مدرب في إفريقيا سنة 2008. وأن يتم تصنيفه كأفضل مدرب في أفريقيا سنة 2010. وكما ترتبط كرة القدم في البرازيل والأرجنتين، مثلًا، في ذهني، بنجمي اللعبة التاريخيين هناك، بيليه ومارادونا. فقد ارتبطت اللعبة في ذهني، هنا، قبل محمد صلاح، بالمعلم حسن شحاتة، الذي كان لاعبًا، نجم نادي الزمالك، وبالكابتن «بيبو»، أو محمود الخطيب، نجم النادي الأهلي ومنتخبنا السابق، رئيس النادي الأهلي الحالي، وسفير كأس الأمم الأفريقية 2019، الذي زار مقر إقامة بعثات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف»، واستقبل كبار الزوار، وقام بالترحيب بالوفود الأفريقية قبل انطلاق البطولة بساعات قليلة.

ولأن اللعبة، الآن، صناعة تديرها آلة اقتصادية ضخمة، ويتزايد حجم الأموال التي تتدفق إليها باستمرار. ولأننا بـ«نضيّع وقت» حتى يبدأ حفل الافتتاح، طبيعي أن نشير إلى أن ابننا، محمد صلاح، نجم منتخبنا الوطني، هداف فريق ليفربول الإنجليزي، الفائز بجائزة أفضل لاعب أفريقي في العامين الماضيين، هو أغلى اللاعبين في البطولة، والرابع في قائمة أكثر اللاعبين قيمة في العالم، يليه بفارق كبير زميله في الفريق الإنجليزي، ساديو ماني، نجم منتخب السنغال، الذي يبحث عن لقبه الأول في المسابقة، ويتصدر قائمة المنتخبات الأكثر قيمة تسويقية بحوالي 398 مليون دولار.

الأرقام تقول، أيضًا، إن منتخبنا الوطني، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة، يأتي في المركز الثالث بحوالي 227 مليون دولار، بعد منتخب كوت ديفوار الذي تبلغ قيمة 321 مليون دولار وفاز باللقب مرتين. وما دمنا ذهبنا إلى موقع «ترانسفير ماركت» المتخصص في القيم التسويقية لكرة القدم، نشير بالمرة إلى أن تلك الدورة هي الأغلى في تاريخ البطولة، إذ تزيد القيمة التسويقية للمنتخبات الـ24 المشاركة فيها على 2.5 مليار دولار.

قيمة الفريق وقيمة اللاعب، لا تصنعها فقط مهاراته وقدراته وشعبيته أو البطولات والجوائز التي يفوز بها، بل يصنعها أيضًا تهافت الشركات الكبرى على الفوز بحق استخدام اسمه أو صورته في حملاتها الإعلانية. وبما أن السنغال، هي الأعلى. وبما أننا مستمرون في «تضييع الوقت»، سنوجه التحية للرئيس السنغالي ماكي سال، الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية في 24 فبراير الماضي. وما جعله يستحق التحية، اليوم، هو أنه كان واحدًا من قليلين نجو من عمليه نصب، حدثت في 2015، وتم الكشف عنها مؤخرًا، استطاع فيها تشكيل عصابي، إسرائيلي فرنسي، أن يجمع 90 مليون دولار، باستخدام قناع من السيلكون لوجه جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي الحالي، وزير الدفاع السابق. وكان ذلك التشكيل العصابي يتواصل مع ضحاياه، عبر الفيديو، ونجح في إقناعهم بأن يدفعوا، نيابة عن الحكومة الفرنسية، فدية لإرهابيين في منطقة الشرق الأوسط، لكي يفرجوا عن رهائن!.

في انتظار «أحلى افتتاح.. العالم كله حايتكلم عنه»، كما وعدنا حكيم. ونتمنى (أو ننتظر) أن نحتفل في 19 يوليو المقبل، مع أغنية «عملوها الرجالة»، بحصولنا على كأس الأمم الإفريقية للمرة الثامنة. مع تسليمنا بأن مجرد نجاحنا في تنظيم البطولة بهذا الشكل، الذي سيكون قطعًا مبهرًا، هو صفعة قوية لقوى الشر، وصفعة أكثر قوة للقطاء، العملاء، والبلهاء.