رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لولى ومرجان «8»

محمد العسيرى يكتب: مسيحى.. مسلم.. شيوعى وقلبه والمحبة إخوات

جريدة الدستور

لم أشعر بالخوف أو الخجل فى أى مرة أمسكت فيها ورقًا وقلمًا، لأكتب مثلما هو الحال وأنا أجاهد لأكتب عن هذا الرجل.. ماذا أكتب عنه.. طب أدخل بيته من أنهى باب.. وإن دخلت أقعد فى أنهى أوضة.. وهطلع إزاى.. ده مافيش بنى آدم «شم ريحة غناويه» وطلع منها سالم.. كل من ذاق محبة هذا الرجل صار درويشًا ومريدًا.. فمن ذا الذى يزعم أنه يقدر حتى على الاقتراب من تخيل «شكل عمامته»؟!.. لكننى فى الوقت نفسه هل أستطيع أن أعترف بمرور «رمضان» فى «أى سنة» من السنين دون أن أختم «جواز سفرى.. وسفره»- رمضان يعنى- بختم فؤاد حداد؟!.

*فؤاد حداد.. مسحراتى البشر والحجر والطير والنبات

«خيالى نور.. قلبى صادق.. عينى مشتاقة يا ليلة القدر لما تفتحى الطاقة كل العيون فى مراية مصر تتلاقى».


اسمه وشكله ولونه المسحراتى.. هل يكفى ذلك لتعرف أنه فؤاد سليم حداد المولود فى حى الظاهر فى الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1928.. من أب لبنانى مسيحى بروتستانتى وأم مسيحية من حلب؟!.. هل يزيدك شيئًا أن تعرف أيضًا أنه مثل أبيه كان يحب «العربية» ويردد: «أجمل ما فى العرب كله جاء فى الرسول محمد» ثم ينشد:
«إحنا عرب والنبى عربى وضامنا يا عباد الله.. صوموا وقولوا آمنا.. كونوا قلوب مطمئنة.. إحنا عرب والنبى عربى ماينكسرش ضميرنا.. يا عباد الله».

أبوه الذى جاء قبل الحرب العالمية ليعمل محاسبًا فى بنك مصر.. ومدرسًا فى جامعة فؤاد والحاصل على البكالوريا.. علمه القراءة بخط جميل.. وقيل إن المدرس الوحيد الذى كان يدخل بيتهم هو مدرس اللغة العربية.. والده «سليم حداد» كان محبًا للقرآن يستمع إليه من راديو منزلهم.. فصارت لغته عربية فصيحة رنانة.. لكن فؤاد الصغير لم يكن يتكلم مثل الأطفال.. ظل ثلاث سنوات كاملة لا ينطق، ثم نطق مرة واحدة مثل الكبار.. وكأنه ظل طيلة تلك الأشهر الستة والثلاثين يسمع «ويختزن».
مربيته الروسية ذهبت به للطبيب، لأنه ورغم كونه سريع الحركة.. خفيف الدم.. لا يأكل.. شهيته للطعام مفقودة، فسألها الطبيب ماذا يحب أن يأكل؟.. قالت: «ورق العنب بس» فأمرها أن تضع له «ورق العنب» كل يوم.. ويبدو «أن تكعيبة العنب تلك» هى التى ضللت علينا طيلة كل تلك السنوات بأشعاره التى «سحرت.. الشجر والحجر والبشر».. ولم ينس الطبيب أن يخبر المربية قبل أن ترحل ومعها الروشتة أن قلب هذا الطفل «كبير» أكبر من كل قلوب الأطفال الذين عالجهم من قبل.
«قلبى صادق.. عينى مشتاقة يا ليلة القدر.. لما تفتحى الطاقة كل العيون فى مراية مصر تتلاقى».
عندما سأل أحدهم الشاعر أحمد فؤاد نجم كيف تفسر أن نجيب الريحانى عراقى.. بيرم تونسى.. وفؤاد حداد لبنانى.. ويعملوا كل اللى عملوه ده بالشكل ده.. أجاب الفاجومى: «تراب مصر كده.. تزرع فيه بامية.. عنب.. خيار.. برتقان.. لازم فى الآخر يطلع فول».

مزحة عمنا الفاجومى هى الحقيقة بعينها فى فؤاد حداد والد الشعرا وسيد مطربى الجنة.. جده لأمه قيل إنه فلاح.. وقيل إنه كان خبازًا.. درس فؤاد الصغير كل العلوم وتميز فيها «بالعربى والفرنساوى».. «خد شوية دروس من مربيته بالتأكيد.. لكنه فى الآخر طلع خلطة مصرى».

«أبويا سليم ندى عنيا معلمنى.. معلمنى ما فيش أجمل من الميه ولا عمارة بعشرة أدوار وأنا معلم كمان ابنى يا ميت بوسة على التعليم وميت بوسة على القلة وكان وشه قمر نوار يا ميت بوسة لأبويا سليم».

طوب الحوارى وزلطها خطف قلب الطفل الصغير الذى كان يحب الذوق البلدى.. يحب الخلخال فى أرجل النساء.. الورد فى ملابسهن وعلى الكنب فى منادرهن ويقول: «المصريات هن أجمل نساء العالم».. وتزوج عمنا فؤاد من السيدة «زكية» أم سليم وأمين وحسن.. تلك الرائعة التى عاشت معه كل الشعر «الذى أحببناه» وما زلنا نحتاج لألف سنة لنتذوقه ونكتشف سره.

«الشمس صنعتها تشمس والقلب صنعته يتحمس والآه لا صنعة ولا مجهود باغنى زى مابتنفس وآه كأنى ما قلتش آه».

يكتب فؤاد حداد ويغنى.. وكأنه لا «كتب ولا غنى»..
«أنا المغنى.. ولجل إنى.. يدوم شبابى ينقص منابى من السنابل لكن مناب الأمل.. تمام».

ابن الباشوات «رسميًا» والذى عاش حياته بمرتب لا يزيد على مائة واثنين جنيه.. خمسون منها منحة تفرغ لم تدم من وزارة الثقافة.. واثنان وخمسون من «روزاليوسف» نظير أربع مقالات يكتبها شهريًا.. عاش حياته متمردًا.. عروبيًا.. قوميًا.. مصريًا.. كرامته ع الباب.. وع الراس.. وع العين ويا ويل من يحاول- دون قصد- أن يقترب منها.

ابن الباشوات الذى تخلى عن طبقته وتزوج من سيدة مصرية بسيطة وعاش فى الإمام الشافعى والحلمية الجديدة بين عمالها وفلاحيها.. وجد نفسه فى معتقل الواحات فى بداية ثورة يوليو.. ووجد مصر كلها كما يقول هناك.. «صعايدة ونوبيين وإسكندرانية» ولذلك فهو يشكر الذين سجنوه وكسروا ذراعه كما يقول صنع الله إبراهيم فى يومياته عن سجن الواحات:
«الشكر اللى سجنونى.. وبنيل وطمى عجنونى».
ثم عجن فؤاد حداد بالنيل والطمى فعلًا.. فالطفل المتمرد الذى ترك حياة أبناء الباشوات وراح يقرأ لأراجون.. وينتمى للشيوعية فى مصر.. كان يقرأ القرآن ويمدح الرسول لأنه حبيب الفقراء:
«أنا ساكن البرج والتهمة سياسية مع النبى قلت.. كل الناس سواسية شعارات حماسية لكن العصب موجوع لو بطن واحدة اللى تصرخ بالعطش والجوع مكانش يطلع كلامى كلته مسجوع».
احتوى معتقل الواحات عددًا كبيرًا من مبدعى مصر مرتين.. كانت الأخيرة فى الفترة من 1959 وحتى عام 1964.. وفى هذه الفترة كتب فؤاد حداد أجمل أغنياته وقصائده.. حوّل السجن إلى احتفال بعيد العمال.. وبالسمراء.
«خلّى الندى من أحلامك يسقى النبات من أيامك حطى اللى خلفك قدامك تلقى البلد عامرة الليلة».
وضع عمنا فؤاد حداد كل ما كان خلفه من تاريخ وحضارة وإنسانية أمامه.. فكانت فتوحاته على جبل الشوق الرمضانى، وكان المسحراتى الذى كتب قصائده الأولى.. فى المعتقل وعندما خرج وطلبت منه الإذاعة كتابته.. شارك فى المرة الأولى بخمس أغنيات.. لم يغنها سيد مكاوى.. ولم يلحنها ولكن قدمتها الإذاعة من ألحان أحمد صدقى وعبدالعظيم عبدالحق وبصوت مرسى الحريرى.

«مسحراتى على طريقة منقراتى ورا الحقيقة ستين دقيقة فى كل ساعة ماهيش براعة لو فنى دام فى كل كلمة من الكلام...
فى كل كلمة من الكلام حضنت حزمة.. شديت حزام يطرح زمانى.. بلح سمانى من الأمانى.. عالى عليا يا ليل يا عين.. أصبر شوية شويتين وأفضل أجاهد.. بقلب جامد فلا أضام».


كسرت هزيمة يونيو نفس المصريين والعرب جميعًا.. لكنه لم ينكسر خرج ليقاوم بفنه.. وكان أن حوّل المسحراتى من شخصية فنان مسامر يوقظ النيام لتناول وجبة السحور.. إلى شاعر يستنهض الأمة، يشحنها بالطاقة والأمل، يملؤها بتفاصيل صنع الفجر.. فأحيا بذلك فن «القوما» لتقوم الأمة بحالها من جديد.
وكما يقول الكاتب الراحل خيرى شلبى «هو روح جديدة حلت بالفلكلور العربى فبعثته من جديد ملتهبًا بوقود ثورى يتكشف على ضوئه عمق ما فى التراث من أصالة وإنسانية، ولأنه صوفى المنزع، فقد وصلت مواجيده إلى الغناء فى الذات القومية العربية ووجهها وصدرها مصر الحبيبة.
«حضنك يا مصر المطرح الدافى شايل عباية ونور على كتافى عمال أغنى وكُمّى بيشاور على فلاحين فى الفصاحة.. يغلبوا الشاعر».


قبل فؤاد حداد كتب الكثيرون «مسحراتى».. بعضهم مجهول الهوية وبعضهم معروف ومن أبرز الأسماء التى عرفها هذا الشكل من الغناء الرمضانى بيرم التونسى الذى كان سببًا فى محبة فؤاد حداد شعر العامية.. أو ما كانوا يسمونه «الزجل» قبل عمنا حداد.. ومن أشهر ما نسب وأقدمه لبيرم التونسى فى شكل المسحراتى:

«رمضان غالى.. أيوحا كله تسالى.. أيوحا فيه الفرحة.. شجرة وطارحة.. طارحة بندق طارحة فستق فى خشاف عايم يلا يا صايم.. أيوحا».
ومما نسب لشاعر مجهول فى مصر:
«أنا المسحراتى أبوطبلة إصحى يا أبلةاصحوا يا نايمين بطبلتى عمال أنقر قوم واتسحر قوموا يا صايمين».
وفى الشام عرف المسحراتى الغناء بالفصحى:
«أيها النوام.. قوموا للفلاح واذكروا الله.. الذى أجرى الرياح إن جيش الليل.. قد ولى وراح اشربوا عجلى.. فقد لاح الصباح».
وباللهجة الشامية ذات الإيقاعات المرحة..
«ربى قدرنا على الصوم واحفظ إيمانا بين القوم وارزقنا اللحم المفروم عبدك ما إيله سنان».
أصدقكم القول إننى تعمدت أن أستعير هذه النماذج.. التى لن يخرج ما جاء بعدها وحتى فؤاد حداد عن نفس الشكل والمحتوى.. لنعرف وقتها أن شيئًا فارقًا ما بين ذلك الفن الرمضانى.. قبل وبعد سيد الشعرا فؤاد حداد.
ومن اللحظة الأولى التى كتب فيها فؤاد حداد المسحراتى كان مختلفًا.. رغم أنه كتبه فى العام 1964.. أى قبل أن تكون هناك هزيمة فى يونيو.. لنكتشف بقليل من النظر.. أن الرجل طور هذا الشكل بعيدًا عن فكرة «الحرب» وظروف المناخ السياسى التى فرضت حالة الاستنزاف على كل شىء فى مصر حتى الغناء.
«مسحراتى قولوا والله زمان منقراتى وآدى نقرة كمان طوال السنة فى حبكم هيمان قولوا العوافى من القوافى لما خدت الأمان قلدت بحر النيل.. بلا استئذان بين الشواطئ أمشى فى الأحضان وأضاحك الفجرية وأسقى الغيطان وأهدى الكبار نظرة الولهان وأكسر خيال فى كل عود إنسان وفى غيتى أكبر من الفيضان الضى بعد الرى من أسوان».
هو كان يعرف بعين المريد المحب، أن ما سيكتبه «أكبر من الفيضان» وأنه:
«فى كل مطرح لما ألاقى حنان وألاقى قعدة تجمع الخلان وألاقى نسمة من هوى الأوطان وألاقى القمح جنب منه ريحان وألاقى طِيب.. افتكر رمضان».

فى إحدى الأمسيات التى أقيمت لاستدعاء ذكرى رحيل عم فؤاد قال الشاعر الناقد د. محمد السيد إسماعيل: «كان حداد يمتلك ثنائية كونه اشتراكيًا كمعتقد سياسى وكونه صوفيًا، وهو الأمر الذى مكنه من الاقتراب من روح الشعب المصرى».
«رمضان يا شهر الصيام شهر الكرم دايما من قبل ما أطالعك كان طالعك أيمن أنا الذى هام فى حب الذى هيمن سجدت لله ولقيت البلد وعيت لا أوحش الله منك المسلمين أبدًا».
وفى كتابه «صورة الشعب بين الشاعر والرئيس»، يكشف د. سيد ضيف الله أن «استغراق فؤاد حداد فى ديوان الحضرة الزكية فى تجربة صوفية عابرة للحقب التاريخية وواصلة بين المنقطع تاريخيًا، يمكنه من أن يرى فى الماضى ماضيًا لم يمض دائمًا ماضيًا يحضر عندما تتوفر أسباب حضوره»:
«على الإيمان والصبر كان اعتمادك أشد زرع الإنسانية ولادك الله أكبر لما عدوا لينا أذكر كلام الله لأحمد نبينا إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا».
تلك الرؤية التى بدت أكثر وضوحًا فى «على جبل الشوق الرمضانى» أو فى «ديوان الحضرة الزكية».. كانت بداياتها فى المسحراتى الذى قدمه سيد مكاوى كاملًا فى عام 1968 وما تلاها:
«على الطريق الرمضانى فى كل عصر وأدان فى الشمس فوق البستانى وفى الهلال إذا هل يمشى فؤاد عبدالله مسبحًا.. الله.. الله».
الشاعر د. يسرى العزب يقترب أكثر من منهج فؤاد حداد فى المسحراتى فيشرح: «كانت تجربة المسحراتى التى شكلها فؤاد حداد ليستمع إليها العرب كلهم فى عشرة رمضانيات متتالية، هى أول مظاهر النجاح الفنى على طريقة القرب الوجدانى من الجماهير.. واستطاع أن يسقط كل هموم واقعه وطموحاته فى تراتيل المسحراتى المتتابعة.. وحسب الشاعر فتحى سعيد «أنه مسحراتى من نوع آخر واعٍ.. متفتح.. مكتمل الأدوات».
«دى هيه كلمة لشعبى ولقمة لولادى ما أطلبش غيرها بحق الليلة دى أسألك يا رب كرامة المؤمنين والنصر لبلادى».
إنه مسحراتى الحاضر الذى يأخذنا إلى الماضى على طريقته.. لنعرف ونعى ونفهم ونصحو: «لقد اختار فؤاد حداد من حياة عمر بن الخطاب الطويلة العريضة العميقة حادثة واحدة.. هى حادثة تفقده أحوال الرعية واصطدامه بامرأة تطهو الحصى لأطفالها ليناموا وهم يعتقدون أنها تطبخ لهم طعامًا حتى يغلبهم النوم».
«أصل الحكاية.. سمع شكايةمن البصر شاف الخليفة أجسام خفيفة زى الصور لو لسه حية عيونها حافية من النظر فى النار تغلب.. وإيدين تقلب ميه بحجر قالت باسلى ولادى يا للى تعرف عمر».

مسحراتى منقراتى تحت القمر قريت مسائل ومن الأوائل جانى خبر..
ومن المدينة والراشدينا فيما غبر أصل الحكاية.. سمع شكاية مد البصر شاف الخليفة أجسام ضعيفة زى الصور لو لسه حية عيونها حافية من النظر فى نار تغلب وإيدين تقلب ميه بحجر قالت باسلى ولادى يا اللى تعرف عمر ومهما نشهق لا بد نزهق من السهر يمكن يغيتهم نعاس يميتهم قبل السحر.. سالت دموعه.. وبين ضلوعه قلبه انفطر قال كل مسلم جناحه مؤلم.. إذا انكسر شوف جسمه مايل تحت الحمايل مد وصبرقال شلت ذنبى يغفر لى ربى لو يغتفر قامت قيامة من اليتامى لما ظهر أبوالمواجع كأنه راجع من السفر جاب المؤونة بإيدين حنونة وقال يا مضر.. بدو وحضر ع الأرض دنو.. ينفخ ودقنو بين الشرر الإنسانية كلمة غنية دم وعبر.. إسلافنا هما.. شقوا مداها فطرة وبداهة.. وخير أمة.. نمشى بهداها على أثر.. والمشى طاب لى والدق على طبلى».
طبلة فؤاد حداد حداد تعرف عمر بن الخطاب وتعرف الرسول محمد.. وتعرف «السيد البدوى».
«مسحراتى والحوارى ميدان منقراتى والنجوم شمعدان أم العواصم طنطا يا سيدى جبتلك على ريح الماورد الندى والناس فى قلبى والبساط أحمدى إصحى يا نايم.. وحد الرزاق».

لم أتحدث هنا عن علاقة فؤاد حداد المناضل الثائر بساسة مصر الذين أودعوه السجن. فهو نفسه لم يتوقف عن ذلك الأمر طويلًا.. لكن الغريب أنه لا يمكن أن تعبر تاريخ المسحراتى فى رمضان دون أن تشير إلى أن فؤاد حداد المصرى كتب فى محبة جمال عبدالناصر ثلاث أغنيات للمسحراتى بعد رحيله وفى إحداها- تم تقديمها عام 1970- يغنى سيد مكاوى:
«فين طلتك فى الدقايق تسبق المواعيد والابتسامة اللى أحلى من السلام بالإيد أؤمر لى بحقوقى.. وهدوم الولاد فى العيد والمجانية ومرايل بيضا والأناشيد.. يا فجر يا حضن مصرى.. يا أحسن شهيد».

فؤاد حداد الذى لم يكن يرى سوى مصر.. ومجدها.. وحربها وشهداءها.. كان من الطبيعى أن يغنى لنصر العاشر من رمضان.. على طريقته.. طريقة المسحراتى اللى «سحر الشجر والحجر.. والشهداء» أيضًا:
«وعشت يوم فرحان بانى أعيش ونغم يدوب فى مصر وفى حبها ست الجمال والحسن والأبهة أدحرج الضحكة على الفدادين نغم على الجبهة يحيى الجنود يا بدر من رمضان يا نور النبى يا كل أحلام الجدود قربى إصحى يا نايم.. وحّد الرزاق».