رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اطردوا هذا المشبوه.. خطيئة اتحاد الكرة في التعاقد مع أجيري

مؤتمر-صحفى-للمدير-الفنى-الجديد-للمنتخب-خافير-اجيرى/
مؤتمر-صحفى-للمدير-الفنى-الجديد-للمنتخب-خافير-اجيرى/ تصوير: ا

أسابيع طويلة انتظر فيها الجمهور المصرى اسم المدير الفنى الجديد للمنتخب الوطنى الأول لكرة القدم، الذى يخلف الأرجنتينى هيكتور كوبر بعد السقوط المهين فى مونديال روسيا، حتى جاء الاستقرار على المكسيكى خافيير أجيرى كالصاعقة، لتهز الشارع الرياضى، وتتسبب فى حالة ثورة جماهيرية تعترض على هذا الاختيار الذى شابه كثير من العوار.
مدرب لم يحقق أى نجاح ملموس وضخم يرشحه لخلافة اسم بحجم كوبر، وعلاقته بالكرة الإفريقية «صفرية»، وبعيدًا عن هذا وذاك فهو رجل تطارده إلى الآن قضايا الفساد التى أطاحت به من «الليجا» الإسبانية، عندما استدعاه المدعى العام الإسبانى لمكافحة التلاعب للتحقيق، بعد ثبوت وساطته فى دفع مليون يورو إلى نادى ليفانتى للسماح لفريقه ريال سرقسطة بالفوز والبقاء فى البطولة، وهو ما تم فى موسم ٢٠١٠.
ورغم هذا التاريخ الأسود والسيرة السيئة التى تطارد المكسيكى أينما ذهب، إلا أننا اصطدمنا بإصرار عجيب وغريب من قبل الاتحاد المصرى على هذا الرجل من بين عدة أسماء عظيمة مثل البوسنى وحيد خليلوزيتش الذى صنع جيلًا عظيمًا للكرة الجزائرية، والفرنسى هيرفى رينارد الذى كرر الإنجاز ذاته مع الكرة المغربية.
علامات استفهام كبيرة ما زالت تُحيط بهذا الاختيار الفج، وزاد الأمر ريبة ما أقبل عليه مجدى عبدالغنى عضو مجلس اتحاد الكرة الذى ذهب يبرر ويرص مبررات التعاقد فى كل الفضائيات، وببجاحة شديدة تحدث عن واقعة الفساد قائلًا: «الجمهور المصرى فاهم غلط.. أجيرى مافوتش ماتش.. أجيرى متهم فى ماتش هو فاز فيه»، وكأن مشاركته فى عملية دفع رشوى للخصم لتفويت مباراة أمر هين لا يستحق أن يقف عقبة أمام التعاقد معه.
وحسبما علمت «الدستور»، فإن خلافًا كبيرًا شهده مقر «الجبلاية» فى الساعات الأخيرة التى سبقت اختيار أجيرى قائدًا للفراعنة، كان بطله حازم إمام الذى رفض بشدة التعاقد مع المكسيكى ومجدى عبدالغنى الذى أثار إصراره على الرجل علامات استفهام كبيرة.
كان حازم إمام العضو الوحيد المعترض بشدة على أجيرى، وحذر من ردة الفعل الجماهيرية، ورغم القلق الذى انتاب المجلس فى البداية، لكن رفاقه رأوا أن كل شىء سيمر، وأنهم قادرون عبر فضائياتهم التى يذهبون إليها فى تبرير خيارهم، وأن «السوشيال ميديا» وحدها لن تكون عقبة، لطالما كانت جميع المحطات التى تمتلئ بهم كل مساء تتحدث بلسانهم وتدافع عن اختياراتهم ورغباتهم.
بعيدًا عما يمتلكه أجيرى من مقومات علمية وفنية وسيرة ذاتية، فإن فكرة الإصرار عليه وتجاهل عديد من الخيارات التى لا تقل بل تتفوق عليه عالميًا ومحليًا، تعكس إلى درجة كبيرة العقيدة الملوثة التى يحيا بها رفاق مجدى عبدالغنى والتى لا يعنيها من قريب أو بعيد البعد الأخلاقى.
كما أن هذا الاختيار يكشف على الملأ الطريقة والعقلية التى تدير الكرة المصرية، ولا تخشى أى انتقادات أو اعتراضات جماهيرية أو غيرها، لطالما ظل سلاح التهديد بالتصعيد لـ«فيفا» حاضرًا، حال حاول أحد الوقوف أمامهم.
عندما تحاول الدولة ممثلة فى وزارة الرياضة أن تتحدث عن فشل كأس العالم، وعن محاسبة ومساءلة، واختيارات أجهزة فنية بقرارات يشوبها الفساد، فهنا لا حق لك أن تتدخل فهذا يضر بمواثيق «فيفا» التى ترفض التدخل الحكومى، وعندما تطلب من «الجبلاية» صيغة لعودة الجماهير وتفشل، فهنا الدعوة حاضرة لوزارة الرياضة راعية كل شىء بالرياضة المصرية لكى تتحمل وحدها المسئولية، فإلى متى تقف الوزارة عاجزة ويتوارث قادتها حالة الضعف أمام هذه المجموعة التى يبدو أنها لا تٌقهر؟