رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التلوث والإفراط فى صيد الأسماك يهددان بحيرة فيكتوريا

جريدة الدستور

على مدى عشرين عاما مضت، أطلق خبراء البيئة تحذيرات من أن موارد بحيرة فكتوريا (رئة دول شرق أفريقيا) أخذة فى النفاد بسبب الإفراط فى الصيد والتلوث وأن العواقب ستكون وخيمة لملايين الأفارقة الذين يعيشون فى هذه الرقعة.

ومؤخرا جاء تقرير الاتحاد الدولى للحفاظ على الطبيعة ليؤجج من تلك المخاوف، حيث دعا إلى تطوير مناطق محمية جديدة لتوسيع المناطق القائمة بهدف توفير الحماية المناسبة للتنوع البيولوجى الفريد والثمين لحوض بحيرة فيكتوريا التى تعد خزانا هاما لأنواع الأسماك فضلا عن أنها إيضا محمية للرخويات والعديد من النباتات المائية التى تقوم بتصفية المياه وتؤدى وظائف أخرى مهمة.

وحذر التقرير من أنه إذا لم يتم وقف انقراض هذه الأنواع فإن القارة الأفريقية ستفقد ذلك التنوع البيولوجى بشكل لا رجعة فيه، فضلا عن حرمان ملايين البشر من مصدر أساسى من مصادر الدخل والغذاء.

ويقول لويل داريول، أحد معدى التقرير:" إن 76٪ من نوعية كائنات المياه العذبة الموجودة في حوض بحيرة فيكتوريا مهدد بالانقراض". مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بحوالى 150 نوعا من بينهم الأسماك والرخويات والروبيان علاوة أيضا على سرطان البحر والنباتات المائية الأصلية في بحيرة فيكتوريا.

وأضاف داريول أن حوض بحيرة فيكتوريا غنى تماما بالسلالات الفريدة من نوعها وأن هذه السلالات لا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض، والمؤسف أن هذا التنوع البيولوجي تجرى ابادته والقضاء عليه، محذرا من الآثار الكارثية على المجتمعات التي تعتمد معيشتها على البحيرة.

ويقول التقرير إن الأنواع المهددة بالانقراض تعد مصادر مهمة للغذاء لملايين من البشر الذين يعيشون حول حوض بحيرة فيكتوريا، وأن هذه الآثار ستطال كلا من كينيا وتنزانيا وأوغندا.

وأوضح أن " حوض بحيرة فيكتوريا يعد موطنًا من مواطن الموارد الطبيعية الهائلة، بما في ذلك مصائد الأسماك والغابات والأراضي الرطبة،التي تساعد في توفير الغذاء والماء النظيف للمجتمعات المحلية ودعم سبل معيشتها وفيما يتعلق بالمجتمعات المحلية التي تعيش بشكل أساسى على الصيد،فإن الوضع بات مثيرا للقلق إذ أصبحت الأسماك أكثر ندرة وبخاصة فيما يتعلق بتلك النوعية من الأسماك التى يسمونها فرخ النيل، وتعد من الأنواع الشائعة فى شرق أفريقيا.

ففى كينيا على سبيل المثال يصل متوسط ما يصطاده الصياد إلى حوالى كيلو واحد فقط من الأسماك يوميا، بينما كان متوسط ما يصطاده في التسعينيات من القرن الماضى حوالى 100 كيلو جرام من الأسماك في اليوم الواحد.

ويرجع هذا الانخفاض الحاد في الموارد السمكية إلى زيادة عدد الصيادين من ناحية وتلوث مياه البحيرة بسبب مخلفات المصانع وشبكات الصرف الصحى التى تلقى يوميا بملايين اللترات من مياه الصرف الصحي غير المعالجة فى البحيرة.