رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتيبة الملف القبطى تكتب عن أزمة «أيقونات المنتخب»

جريدة الدستور

جرجس صفوت
«حسن ومرقص».. درس البابا شنودة لـ«أجيال 2018»
فى عام ٢٠٠٧، عُرض على البابا الراحل شنودة الثالث، سيناريو الفيلم السينمائى «حسن ومرقص»، الذى أنتجته جهة إنتاجية كُبرى، ويلعب بطولته اثنان من كبار عمالقة التمثيل فى الوطن العربى، ويتناول العلاقة بين قطبى الأمة المسلمين والأقباط.
قرأ البابا سيناريو الفيلم الذى لم يكن كاتبه مسيحيًا، ودارت أحداثه حول قس يتعرض للاضطهاد فيضطر إلى تبديل ملابسه الدينية وحلق لحيته، ويفر من المنطقة التى كان يتعرض فيها للخطر، وذلك على الرغم من قوانين الكنيسة التى تمنع رجل الدين من خلع زيه تحت أى ظروف.
لم يغضب البابا شنودة، ولم يُبد أى انزعاج، وقام صُناع الفيلم، منعًا للتجاوز، بتغيير نص السيناريو ليصبح البطل واعظًا من علماء اللاهوت الإكليريكيين، بدلًا من قس.


واتخذ البابا موقفًا أكثر نبلًا وإيجابية، وأرسل خطابًا إلى المنتجين أعرب فيه عن محبته لهم وشكره للجهد المبذول، داعيًا الله أن يوفقهم، كما ذيَّلَ خطابه لهم بضرورة تغيير بعض المفارقات ليصبح العمل ملائمًا لأرض الواقع، وهو ما قد تم حرفيًا.
ولكن يبدو أن مياهًا كثيرة تحركت، وثقافات تبدلت منذ عام ٢٠٠٧ حتى ٢٠١٨، حيث واجه الرسام، أحمد الصبروتى- الذى رسم مجموعة من اللوحات بتقنيات الفن القبطى كبورتريهات للاعبى المنتخب- حملة كبيرة واتهمه عدد من الأقباط بازدراء الأديان.
وقد حدثت تلك الأزمة بناء على عدد من المعطيات، أولها يخص الفن القبطى فى حد ذاته، والذى يحاول البعض عن سوء فهم خلطه بالقدسية، رغم أنه يظل فى مجمله فنًا خالصًا ابتكره أجدادنا الأقباط، وتم استخدامه فى كل نواحى الحياة.
وثانيها يخص الأقباط أنفسهم، والذين انقسموا إلى قسمين، أحدهما هاجم الرسام لمجرد رسم الشخصيات على غرار الفن القبطى فقط، وهو ما يستوجب لفت نظره بأن الرسومات مجرد فن ليست به قدسية، ولا يخص الأقباط فقط، بينما الفريق الآخر هاجم الرسام لأنه نقل إشارات يد المسيح فى رسمه صورة لكوبر، مدرب المنتخب، وهو فريق واعٍ كنسيًا، وله كل الحق فى لومه، ولكن يجب لفت نظره إلى وجود سوء تفاهم حول رموز ومعانى إشارات يد المسيح، التى أداها كوبر فى الرسمة، حيث إن الرسام لم يتعمد استخدام تلك الإشارات بغرض الطعن أو الازدراء، وأعتقد أنه لو كان مدركًا حقيقة تلك الرموز لما كان قد استخدمها من الأساس ليريح نفسه من الهجوم، مع العلم أن المسيح بالنسبة للرسام نبى كبقية الأنبياء، وهو رآه منقذًا لشعبه من الخطيّة، وكذلك كوبر منقًذ لفريقه من الهزيمة.
أخيرًا.. اسمح لى عزيزى القارئ.. منبرى هذا ليس دفاعًا عن أحد أو هجومًا على آخر.. لكنه دعوة لتطبيق وصية المسيح بالتماس الأعذار، والتى طبقها البابا الراحل شنودة الثالث، كما ذكرنا فى أول المقال، فأنا ألتمس كل العذر لأقباط مصر فى لومهم، كما ألتمس العذر للرسام الذى أراد- حسبما أظن- إخراج منتج وطنى يُبهج المصريين، وكذلك الأقباط بإحياء فنهم القبطى الرائع، مع الـتأكيد على أنه لم يقصد إهانة جوهر العقيدة المسيحية.

مونيكا جرجس
صورة «السيد كوبر» بين الفن والازدراء
حالة من الغضب انتابت عددًا من الأقباط على خلفية نشر رسومات للاعبى المنتخب بتقنيات الفن القبطى، وغضبوا أكثر بسبب صورة مدرب المنتخب كوبر، الذى تم تجسيده فى هيئة السيد المسيح.
وفى وجهة نظرى الشخصية، يعتبر الفن القبطى، أو فن الأيقونة القبطى، وسيلة تعبير للأقباط للتعبير عن ذواتهم، وتعكس الأيقونات القيم الروحية لدى الأقباط، فالأيقونة كلمة قبطية يقصد بها صورة دينية، وهى تشمل صورة المسيح والعذراء والقديسين داخل الكنيسة.
واهتمت الكنيسة على مر الأجيال بالأيقونة الكنسية من وحى الكتاب المقدس فى مواقف يسردها لنا عن حياة السيد المسيح، لكن الأمر لاقى هجومًا عنيفًا عندما نشرت رسومات اللاعبين بهذه التقنية، باعتبار ذلك ازدراء للأديان.
وأرى أن الأمر يختلف جزئيًا فى هذه النقطة، حيث يجب أن تتاح حرية الرأى والإبداع للجميع، والفن القبطى ليس له وجهة نظر واحدة، بل كل منا يراه بطريقة تختلف عن الآخر، والفن عامة ليس مقتصرًا على فرد أو فئة معينة داخل المجتمع، حتى وإن اختلفت الديانة، فكل منا له حق التعبير عن رأيه، وعندما أنتقد يكون النقد بناءً، وعلى أسس سليمة.
ويمكننا القول إن الفنان أخطأ فى صورة كوبر فقط، وربما عندما رسمها لم يكن على علم بمعنى الهيئة التى جسد كوبر عليها، حيث لا يجب أن نستخدم رموزًا معينة فى الفن القبطى، مثل السيد المسيح، لأن الأنبياء والرموز الدينية فى مختلف الأديان، لا يجوز تشبيه أحد بها.
ونؤكد أن الفن القبطى رسالة راقية، وحق لكل فرد منا على مختلف دياناتنا، أن يستوحى من الفن ما يجب، ولكن صورة السيد المسيح، المتمثلة فى صورة كوبر، التى أثارت أزمة، كان يجب ألا تستخدم بهذا الشكل، لأن الهالة التى ظهرت فى الرسمة، ترمز إلى القداسة، والصليب بها يرمز إلى فكرة الفداء المقدسة، كما أن اسم يسوع المسيح، تحول فى الرسمة إلى كرة القدم، والكتاب المقدس تحول لملعب كرة، ونؤكد أيضا أن الفنان حر فى أن يرسم ما يريد كإبداع شخصى، ومن المؤكد أيضًا أن نشر ذلك الإبداع لا يسىء إلى أحد أو إلى أى دين.
وتكرس الهجوم على تلك الرسمة تحديدًا، بسبب أن الرسام استخدم كوبر بدلًا من السيد المسيح، حيث لا يليق أبدًا تمثيل شخصيات ورموز دينية مسيحية، أو تشبيه أحد بها، ولذلك اعتبرها كل قبطى صورة للسخرية، وهاجم الرسام هجومًا عنيفًا، لكن السؤال هنا للمنتقدين كافة.. هل كان نقدكم بنّاءً، أم كان لخلق أزمة من لا أزمة؟.
تريزة شنودة
قبطية قبل أن أكون صحفية
٤٨ ساعة كفيلة أن تمحو كل إيجابى قدمه شخص فى حياته، والانسياق وراء شائعات ربما يطلقها البعض دون معرفة.. هكذا يتعامل البشر دفاعًا عن المسيح وإهانته كما ذكروا، ولكن لله ردود أخرى لم تذكروها فى دفاعكم عنه.
«واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا».. نتلوها كثيرًا فى جميع صلواتنا لأبينا الذى فى السموات، ولكن أبحث بداخلى قبل الآخرين، أن أطبقها عمليًا فى كل لحظات حياتى حتى أحصل على الغفران من الله أيضًا.
نغفر للبشر أخطاءهم التى نرتكب مثلها أيضًا دون معرفة أحيانًا وبمعرفة أحيانًا أخرى، كما نصلى لأننا بشر نخطئ ونتعلم.. ولكن ماذا يحدث عندما تتحول ساحة السوشيال ميديا ضدك دون علمك كونك مسيحيًا متهمًا بازدراء دينك، علامات اندهاش تستيقظ عليها.. كيف لمسيحى أن يسىء لدينه وكيف لآخر أن يوجه اتهامات للآخرين على جريمة ليس متهمًا بها؟!
هذا ما حدث لنا خلال ٤٨ ساعة بسبب الجدل حول صور المدرب الفنى للمنتخب كوبر واللاعب محمد صلاح، عند نشر أحد التقارير بالجريدة التى أعمل بها، بتقنية الفن القبطى تحت عنوان «بركاتك يا عدرا»، لم أكن المحررة التى كتبت التقرير ولا أعرف ذلك الرسام الذى لا أشك فى حسن نيته تجاه هذا العمل.
مثل الآخرين من الأقباط أغضبتنى صورة كوبر الذى شبهه الفنان بالسيد المسيح، نعم الله يريدنا على صورته دائمًا، ولكن كوبر ليس المسيح، ولم يخلص المنتخب بكأس العالم، وإن حدث أيضًا، لن يكون مدرب المنتخب مثالًا لصورة المسيح، من الخطأ أن نحكم على أحد، والله وحده يدين ويعدل ويغفر، وهذا ليس دورنا كبشر، هكذا يعلمنا المسيح.
ربما تكون صورة كوبر سقطة وقع بها رسام اللاعبين أحمد الصبروتى، أغضبتنا كأقباط لأننا لا نرى للسيد المسيح أحدًا يشبهه من البشر، وكذلك الكتاب المقدس، وهالة القداسة التى لا يمكن استبدالها بكورة وملعب كما فعل الصبروتى، لأن ذلك به بعض الإهانة، ولذا نقدر كل غضب تجاه هذه الصورة، ولكن تذكروا قول المسيح عند الدفاع «اغضبوا ولا تخطئوا».
نعم اغضبوا غيرة على مقدساتنا، ولكن دون أن تتهم شخصًا لم يكن جزءًا من الاتهام أنه ليس غيورًا على دينه، أنت لا تعلم كيف أتعامل مع الله فى حياتى ولكن وحده الله يعلم، وهو يرى أمانتنا فى الرد على تلك الإهانة، لكن أقول لكل من انتقدنا فى أزمة صور المنتخب: «أنا قبطية قبل أن أكون صحفية» لذا رجاء محبة عندما تتهمنى أننى لست غيورة على مقدساتى، دقق بعض الشىء فى أفعالى، ربما تعرف الحقيقة.
وأخيرًا.. لست طرفًا فى معركة «صورة كوبر»، ولكنى أسأل الله المسيح أبى الذى فى السموات أن يغفر لنا سقطة كوبر التى أغضبتنا كأقباط، ويغفرها أيضًا للفنان الذى رسم هذه الصورة، وهو لا يعلم معنى رسومه، وفقًا لمبدأ المحبة لا تظن السوء، خاصة أنه لم يصدر أى كلمة إهانة تعليقًا على رسومه، ولكن نعتذر إلى المسيح أولًا أن يغفر لى ذنبا لم أفعله، ولكن هو يرى ما أفعله لكى أرد عنه أى إهانة.. فكيف أسىء لأبى الذى يعمل بداخلى؟!.

ماريان رسمى
إذا كنا نغضب للمسيح.. فلماذا لا نتشبه به؟
أسرعت خطواتى نحو العمل ظهر يوم الإثنين الماضى، وإذا برئيس القسم يكلفنى بالعمل على ما تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعى لصور الفنان المصرى أحمد الصبروتى، وما تداولته من لوحات لنجوم المنتخب المصرى محمد صلاح وكوبر والننى، كشخصيات قبطية مقدسة، وأكثرها جدلًا لوحة كوبر، التى شبهته بالسيد المسيح، وتسببت تلك اللوحة على وجه الخصوص فى غضب جميع الأقباط.
مباشرةً ودون أى تردد التزمت بدورى ورسالتى الصحفية التى تتمثل فى الكشف عن الحق وإظهار ما وراء الحدث، دون التحيز وبكل حيادية، وبالفعل التزمت هذا اليوم طوال ٦ ساعات متتالية فى الاتصال بالمصادر، وكل مصدر كان يقول لى: لا تذكرى اسمى، فلا أريد أن أدخل فى جدال ما، خاصةً إذا كان يؤيد فن اللوحات ولا يرى فيها خطأ، وهناك من يرفض بغضب، قائلًا: هذا ازدراء أديان، ولكن لا تذكرى اسمى أيضًا، فلا أريد أن أعلق.
وفى صباح يوم الثلاثاء الماضى، توجهت إلى العمل وقمت بنشر التصريحات بما فيها رأى الكنيسة الأرثوذكسية، على موقعنا الخاص فى «الدستور»، والتى رفضت بشكل تام ما تم تداوله.
دقت الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، يوم الثلاثاء الماضى، وإذ بأحد المقربين إلىّ، يقوم بعمل «منشن» لى على منشور بموقع «فيسبوك» لأحد الكتّاب المعروفين، مرفق به الخبر الذى تم نشره فى جريدة الدستور، صباح يوم الإثنين الماضى لتلك اللوحات، معلقًا عليها: «أليس هذا ازدراء للأديان؟».
المفاجأة أننى رأيت هذا الكاتب غاضبًا من الموضوع، دون أن ينظر للأمر من جميع جوانبه، واتهمنا بأننا نوافق على الخطأ من أجل المنصب والشهرة، وغيرهما، حتى أصبح الجميع يهاجموننى أنا وزملائى، وكأننا من قمنا برسم اللوحات.
وبالرغم من محاولة التواصل مع الكاتب، عتابًا وتوضيحًا وليس دفاعًا، لكنه استمر فى توجيه الاتهامات حتى عندما قمنا بنشر رأى الكنيسة مرة أخرى فى العدد الصادر بتاريخ ٢٢ يونيو.. فقام بنشر ما قمنا بعمله مدعيًا أننا قد قمنا بهذا العمل، بعدما نشر البوست الخاص به، وهو يعلم تمامًا أن هذا ليس صحيحًا.
الحق أقول لكم: «بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتى هؤلاء الأصاغر، فبى فعلتم»، هذا ما قاله السيد المسيح، فى إنجيل متى.. فقد لاقت الصور التى تم تداولها الكثير من غضب الأقباط، وكان لهم الكثير من الأعذار، وتعلمنا كيف نغضب ولكن أن نعبر عن الغضب بشكل صحى لا يؤذى الآخرين، فهذا أصبح نادرًا جدًا.
ورأيت فيما رسمه الفنان أحمد الصبروتى، إبداعًا فى الرسم، ولكننى لا أرى الذكاء الفنى فى اختيار الشكل والأشخاص والطريقة التى رسم بها نجوم المنتخب المصرى، كشخصيات قبطية لها قدسيتها، وأكثرها «كوبر» كتجسيد للوحة السيد المسيح.
فعندما كانوا يفكرون فى عمل فيلم ما يجسد شخصية السيد المسيح، كانوا يحتارون جدًا فى البحث عن ذلك الفنان الذى يجسد دوره، فقد كان «المسيح» جميلًا جدًا حتى قيل عنه: «أنت أبرع جمالًا من بنى البشر.. فمن هذا الشخص الذى يوجد فى هذا العالم يتشبه بجماله؟!»، فكانوا يجدون صعوبة فى اختيار شخصية تقوم بأداء هذا الفيلم، ويحاولون بقدر الإمكان تقريبها للسيد المسيح حتى يستطيع أن يقنع الجماهير.
«كوبر» قد يكون فيما خلقه الله به فهو جميل كما هو، ناجح ومحبوب كما هو، ولكننى لم أجد ما يجعل الفنان أحمد الصبروتى موفقًا فى اختياره، فلا أجده يتمتع بتلك الملامح الجمالية التى تحملها لوحات السيد المسيح، وإن قال البعض إن تلك اللوحات ليست قبطية، فنحن نؤمن أنه عند صلب السيد المسيح طبعت ملامحه على ذاك المنديل، الذى قامت بإعطائه له القديسة فيرونيكا التى بدأت اللوحات تجسد ما يقربه منها، فإذا فكرنا فى الشكل، فإن اختياره غير موفق بالمرة.
ثانيًا.. صورة السيد المسيح تحمل الكثير من العقائد والمعانى اللاهوتية التى غفل عنها تمامًا هذا الفنان، وهذا ما أثار حالة الغضب أكثر، عندما أستبدل الهالة وباقى اللوحة بما يناسب الكرة، فصورة السيد المسيح بكل ما تحتويه لا يمكن استبدالها بأى صور أيًا كانت، فكان عليه عندما يقوم برسم الشخصية أن يقوم بدراستها جيدًا، وإن لم يعرف، يسأل خبراء فى هذا المجال ويستشير، ما الذى يجب أن يفعله أو العكس.. ويطلق فيما بعد العنان لنفسه فى تشكيل ما يقوم به، هذا ما كان مفترضًا عليه فعله، ولكن له ما يشاء فى الفن والإبداع به بعيدًا عن رموز تمس المشاعر الإنسانية.
من جهة أخرى، لست مع الغضب الذى يشعل فتنًا ويصدر أحكامًا قاسية على الآخرين ويفترض نوايا سيئة، فقد يكون هذا الفنان قام بذلك للمرة الأولى دون أن يعرف مقدار ما كان سيثيره من غضب أو خطأ، ربما يكون هذا كافيًا كى لا يجعله يفعل هذا مرة أخرى، فالسيد المسيح ذاته عندما أدان الجميع تلك الزانية، وأخذوا يلقون عليها بالحجارة، قال لها: «أنا لا أدينك اذهبى ولا تعودى تخطئى».. وهو يعرف كم الخطايا التى كانت تفعلها.. فهذا الفنان أطلق العنان لنفسه وأبدع فى الرسم دون أن يعرف صعوبة ما فعله على نفوس الأقباط، وأثق تمامًا أنه خطأ غير مقصود بالمرة.
أشعر بغضب الأقباط تمامًا فأنا من بينهم قبطية مسيحية، تحمل فى قلبها الكثير من الحب لهذا المسيح، الذى يعتبر بالنسبة لى هو الحب الذى أحيا به، والحياة بجملتها، فعقب رحيل أبى وأمى، لا يوجد ما يجعلنى أبقى فى الحياة غير حبه الذى يحيا بداخلى، ومع ما أكنه له من حب فلا يعمينى حبه والدفاع عنه بشكل قاسٍ.. يجعلنى أوجه الاتهامات وألقى الغضب الأعمى على الآخرين، وأوجه الافتراءات والظلم، فإن كنا نغضب للمسيح فلماذا لا نتشبه به؟!
فى الأخطاء عندنا حل من اثنين دائمًا.. إما أن نواجه الخطأ بخطأ أو نواجه الخطأ بتعليم وحكمة ورحمة وإنسانية، ومنح فرصة أخرى للآخرين حتى يثبتوا نقاء النية أو عكسها، أو حتى لا يعودوا لتكرار هذا الخطأ مرة أخرى.
وأنا شخصيًا تعودت أن أعذر الناس وألتمس العذر تمامًا لغضب الأقباط، الذى يكاد يشبه جراح الأعمال الإرهابية والاستهدافات المتكررة.
من ناحية أخرى، ألتمس العذر للفنان، فأنا أقدر تمامًا الفن، وأعرف ما معنى أن يترك الإنسان لروحه ونفسه العنان فى عمل فنى، وأعلم تمامًا أنه أخطأ دون قصد، لعدم دراسته الكافية فى هذا الأمر، أعرف أنه خطأ لا يليق، فله الحق يبدع كما يشاء فى لوحاته الفنية دون الاقتراب لرموز تحمل قداستها ومكانتها، فاحترام العقائد والرموز الدينية واجب إنسانى بحت، علينا جميعًا الالتزام به، نوع من أنواع الفن أن نقدم فنانًا مقبولًا ومريحًا لكل من يراه، فلا أرى فنًا جارحًا من قبل، وبالرغم ما تم من إبداع فى تلك اللوحات ولكننى اعتبرتها لوحات جارحة للمشاعر رغم إبداع من قام بها، وحسن نيته.