رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منطقة أبومينا الأثرية تحتفل بـ1700 عامًا على تدشينها

 منطقة أبومينا الأثرية
منطقة أبومينا الأثرية

فى الذكرى الـ1700 على تدشين المنطقة الأثرية بمنطقة مارمينا غربي الإسكندرية، تجولت "الدستور" بين أطلال المنطقة لتكتشف ما أخفاه التاريخ بين طياته من مدينة كانت مركزًا للتجارة بين الإسكندرية ودول أوروبا الشرقية، والآن أصبحت خاوية على عروشها تتناثر أتربة الصحراء بين أطلالها.

فى البداية يقول القمص الأب تداوس أفا مينا، مسئول ملف المنطقة الأثرية بدير مارمينا بمنطقة برج العرب غربي الإسكندرية، إن سر اكتشاف تلك المنطقة الأثرية وجسد الشهيد القديس مينا جاء عقب مرور راعي أغنام حيث غطس خروف أجرب من خرافه في بركة ماء بالقرب من المكان الذي دفن به جسد القديس، ثم خرج من الماء وتمرغ في تراب ذلك المكان فبرئ في الحال فلما عاين الراعي هذه الأعجوبة بُهت وصار يأخذ تراب ذلك المكان ويسكب عليه من ماء هذه البركة ويلطخ به كل خروف أجرب أو به عاهة فيبرأ في الحال.

الأمر الذي انتشر في كل الأقاليم حتى سمع به ملك القسطنطينية وكان له ابنة وحيدة مصابة بالبرص فأرسلها إلى هناك واستعلمت من الراعي عن كيفية التخلص من مرضها فعرفها فأخذت من التراب وبللته بالماء وتوارت ثم لطخت جسمها ونامت تلك الليلة في ذلك المكان فرأت في الحلم القديس مارمينا العجايبى وهو يقول لها، "قومي باكرًا واحفري في هذا المكان فتجدي جسدي"، واستيقظت من نومها فوجدت نفسها قد شُفيت تمامًا، ولما حفرت في المكان وجدت الجسد المقدس فأرسلت إلى والدها وأعلمته بهذا الأمر فشكر الله ومجد اسمه، وأرسل المال والرجال وبنى في ذلك الموضع كنيسة كُرست في مثل هذا اليوم.

ومشروع رفع المياه الجوفية من منطقة أبو مينا الأثرية جاء بتكلفة 50 مليون جنيه، ونجح حتى عام 2010 حيث قسمت المنطقة على 7 وحدات، وتم شفط المياه من خلال 170 طلمبة لشفط المياه، ثم توقف المشروع بسبب أحداث الثورة.

وأشار القمص تداوس إلى أن المنطقة القبطية الأرثوذكسية هى الوحيدة التى وضعت على قوائم التراث العالمى وحصلت المنطقة على رقم 100 فى القائمة ضمن 7 مناطق مصرية أخرى، منوهًا إلى أن المنطقة تعرضت للغرق بسبب الزراعة الخاطئة حتى تم وضع منطقة أثار أبو مينا فى القائمة الحمراء لأكثر المناطق المهددة فى العالم عام 2002، بسبب غرق المنطقة الأثرية بالمياه الجوفية.

وفى عام 2005 أجرى المجلس الأعلى للآثار، بالتعاون مع دير مارمينا، دراسات مستفيضة لإنقاذ المنطقة، ويتم حاليًا تنفيذ مشروع كبير لخفض منسوب المياه الجوفية، وإعادة ترميم كنيسة البابا ثاؤفيلس.

ويجري الدير حاليًا عملية درء الخطورة وإعادة ترميم القبر المقدس تمهيدًا لإعادة افتتاحه، وسيتم تطوير المنطقة من خلال بناء كاتدرائية كبرى تبنى فوق المنطقة الأثرية، جاء ذلك خلال الاحتفال الذى نظمه دير مارمينا بمناسبة مرور 1700 عامًا على تدشين الكنيسة القديمة بالمنطقة الأثرية.

وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى ظهور جسد القديس مارمينا، الشهير بـ"العجايبى"، وتكريس كنيسته بمريوط، وترأس القداس الإلهي الأنبا بافلى، أسقف عام كنائس شرق الإسكندرية، بحضور الأب تدواس الراهب وراعي المنطقة الأثرية، ومجمع كهنة كنائس الإسكندرية.