رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البطل الحايس بعد عودته من رحلة العلاج: «هجيب حق أصحابى»

النقيب الحايس للدستور
النقيب الحايس للدستور

- الرئيس اطمأن عليه هاتفيًا أثناء وجوده بالخارج.. وقال له: «شد حيلك.. ارجع لنا يا بطل»
- سعدتُ بزيارة العقيد ساطع النعمانى والمقدم محمود الكومى لمرورهما بنفس ظروفى
- استمرار مظاهر الاحتفال وتقديم التهانى فى منزله بحدائق الأهرام وتخصيص دور كامل للضيوف


عاد البطل النقيب محمد الحايس، معاون مباحث قسم أكتوبر، إلى أرض الوطن، بعد رحلة علاج فى الخارج استغرقت ١٨٠ يومًا، وذلك بعد إصابته فى مأمورية «الواحات»، التى وقعت فى أكتوبر الماضى، وأسفرت عن استشهاد ١٦ من ضباط وأفراد الشرطة.
فى المطار، منذ ٤ أيام، كان المشهد مختلفًا، إذ انتظر الأهل والأصدقاء الضباط، قدوم «الحايس»، بلهفة، واستقبلوه بحرارة تعكس مدى حبهم وتقديرهم لهذا البطل، الذى واجه الإرهاب وانتصر عليه وحيدًا، ثم زفوه جميعًا إلى منزله بحدائق الأهرام، كما لو كانت ليلة عُرسه.

انتقلت «الدستور»، إلى مقر إقامة «الحايس»، حيث الزينة فى مدخل العقار، وفانوس رمضان يستقبل الجميع، وتم تخصيص الطابق الأول لاستقبال الوافدين لتهنئة البطل بعودته، وأفراد أسرته جميعًا، الذين قدموا من مسقط رأسه بقرية «كفر النعمان» مركز ميت غمر بالدقهلية.
ضباط الشرطة من زملاء «الحايس»، متواجدون فى كل شبر بالمنزل، جاءوا مهنئين بعودة بالبطل بسلامة الله إلى وطنه، الجيران أيضًا أسرعوا إلى استقباله، واحتفلوا جميعًا بتلك اللحظة، التى عاد فيها البطل إلى منزله مرة أخرى.
على باب المنزل، ظل الدكتور علاء الحايس، والد البطل، واقفًا، يستقبل زائريه بوجه مبتسم، مرحبًا بالجميع فى كل وقت، وعندما طلبنا منه لقاء البطل، أخذنا إلى حيث يجلس ومن حوله لفيف من الضباط الحاضرين، لتقديم واجب الزيارة والاطمئنان على صديقهم وحالته.
وروى «الحايس»، تفاصيل رحلته فى «جنيف»، والتى استمرت ٦ أشهر، قائلًا: «أحمد الله على العودة مرة أخرى إلى أرض الوطن بعد استقرار حالتى، وسافرت إلى سويسرا منذ ٣ ديسمبر وحتى ٢٠ مايو، وأجريت أكثر من ٨ عمليات جراحية بركبة القدم اليمنى، التى أصيبت بشظايا أثناء اشتراكى بمأمورية الواحات البحرية، وأدت إلى حدوث ميكروب إصابة نتيجة مكوثى فى الصحراء ١١ يومًا، أثناء احتجاز العناصر الإرهابية لى».
وقال: «الأطباء عالجوا الميكروب أولًا قبل أى تدخل جراحى، وفور التأكد من خلو الركبة من التلوث، أجريتُ جراحات لعلاج التهتكات، وكنتُ قد أصبت بشظايا فى أطراف اليد، وأدى ذلك إلى كسر عقل الإصبع وتقطيب بعض الجروح به، وتلك الجراحات تم إجراؤها على فترات متفاوتة لمدة ٦ أشهر، حتى قرر الفريق الطبى الأجنبى المعالج، إعادتى لمصر، لاستكمال العلاج الطبيعى والتأهيلى».
وأشار «الحايس»، إلى أن فترة العلاج الطبيعى، قد تستمر لمدة سنة أو تزيد، حسب ما سيحدده الأطباء، لافتًا إلى أنه سيتم عرضه على «كومسيون طبى» بمستشفى الشرطة لاستئناف العلاج وإجراء جلسات العلاج الطبيعى.
وأضاف: «طوال فترة تواجدى بالخارج، وجدت تعاونًا كبيرًا من كل الجهات الأمنية والمختصة، حيث تولت السفارة المصرية بسويسرا متابعة حالتى أولًا بأول، بالإضافة إلى متابعة وزارتى الدفاع والداخلية لرحلة علاجى وتذليل كل العقبات لاستكمال العلاج على أكمل وجه».
وتابع: «لا أستطيع نسيان زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لى فى المستشفى العسكرى، عقب تحريرى من قبضة الإرهابيين، حيث تحدث بكلمات كان لها أثر كبير فى نفسى، حين قال لى إنت ابن مصر، ومصر ما بتنساش ولادها، وإنت قدمت كتير للبلد».
وأشار «الحايس» إلى أن والده حاول شكر الرئيس على المجهودات المبذولة، فقال الرئيس: «متشكرنيش أشكر ربنا.. ابنك يستاهل هو وزمايله وهنجيب حقهم كلهم».
وأكمل: «أثناء وجودى بالخارج تلقيتُ اتصالًا هاتفيًا من الرئيس السيسى وتحدث معى ومع والدى، وقال لى: (شد حيلك وارجعلنا يا بطل وإن شاء الله ترجع أحسن من الأول)».
ولفت «الحايس» إلى أنه تلقى اتصالًا من وزير الداخلية وعدد من القيادات الذين كانوا دائمى الحرص للاطمئنان عليه، لافتًا إلى أنه كان على تواصل مستمر مع وزارة الداخلية والسفارة التى كانت توافيهم بتقرير كامل عن الحالة وتطوراتها، ويتم رفعه إلى وزير الداخلية، ومنه إلى رئيس الجمهورية.
كما تحدث البطل عن عودته إلى الخدمة مجددًا، قائلًا: «أى مكان هخدم فيه.. أنا بقالى ١٠ سنين ضابط مباحث.. مبحبش قعدة المكاتب.. وأتمنى أرجع نفس مكانى وأمارس مهامى بالشارع.. وأواجه أى حد وأرجع حق أصحابى اللى راحوا».
وأبدى «الحايس» سعادته بما شاهده فى مطار القاهرة الدولى فور عودته، حيث فوجئ بتواجد كل أصدقائه، وعدد كبير من زملائه، بالإضافة إلى قيادات العلاقات الإنسانية والعامة بوزارة الداخلية والشئون المعنوية.
وأشار إلى أنه كان سعيدًا بزيارة العقيد ساطع النعمانى، نائب مأمور قسم شرطة بولاق السابق، الذى أصيب على يد الإخوان فى أحداث «بين السرايات»، وأيضًا المقدم محمود الكومى، ضابط المفرقعات، الذى بُترت قدماه وفقد البصر فى تفجير بشمال سيناء، واللذين ساندا والده فى بداية الحادث لمرورهما بذات الظروف.
وقدّم النقيب «الحايس»، الشكر لأهله وأصدقائه وجميع من وقف بجانبه للعودة مرة أخرى، وكل الجهات الأمنية والسياسية، التى ساندته فى تلك الأزمة، مؤكدًا أنه سيستمر فى عمله وأداء مهمته كضابط شرطة مهما كان الثمن.