رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغدة السعيد تكتب: «إجرى عالمطبخ».. ازدراء علني من «ذكور السوشيال»

رغدة السعيد
رغدة السعيد

دى مش مقالة بمناسبة رمضان، زى برامج الطبخ وكده، ونتكلم فيها عن عزومات رمضان.. تصدقوا إن «إجرى ع المطبخ» دى أصبحت شتيمة بالنسبة للبعض.. آه والله زى ما بقولك كده بالظبط!
بدأ الموضوع من كام سنة على مواقع التواصل الاجتماعى.. هزار على واحدة مثلا بتسأل سؤال مينفعش يتسأل فى الكورة خالص زى: «فريق كرة القدم كام لاعب؟».. طبعا اترد عليها: «خليكى فى المطبخ.. روحى اطبخى أحسن لك»، وتطور الموضوع لحاجات غير الكورة.
وسنة ورا سنة ويوم ورا يوم، بدأ الموضوع يتطور زى أى «مينستريم» أو تيار أو موضة على مواقع التواصل الاجتماعى، بس مش هزار ده أصبح رد من لا حُجة له، بمعنى إن أى ولد أو راجل بيتزنق فى الرد على أى موضوع مع واحدة يقول لها: «يلا.. إجرى على المطبخ».
تعالوا بقى نحلل الجملة دى
جملة فعلية أولها فعل أمر.. من قائلها؟.. شخص تنقصه مهارة التواصل والحجة والردود المقنعة والذوق فى التحدث مع بنت أو سيدة.
أصلها وعرفناه.. بس هل نعرف أصل قائلها؟
أكيد بنى آدم بياكل وبيشرب زى كل البشر.. طيب من اللى كان بيطبخ له وهو صغير فى المطبخ عشان ياكل ويكبر ويتغذى وما شاء الله يتعلم ويقول الجملة دى على النت. أكيد مامته. طيب هى لو مامته مدخلتش المطبخ كان هياكل إيه وإزاى؟.
لو بنعتبر الطبيخ «سُبة» يبقى مش هتاكل، لو اعتبرنا كلمة بواب شتيمة محدش هيحرس عمارتك، ولو بتستخدم كلمة زبال شرحه يبقى عمر شارعك ما هيبقى نضيف.
مش هننكر إن الطبيخ والتنضيف وأكيد التربية واجب على كل ست، بس ممكن تبطل تعمل واجبها- تخيل حال الحياة لو ده حصل- وكل واحدة بتؤدى واجبها بنسب مختلفة. تخيل انت واحدة بتتناقش معاك ع النت بتقولك: «يلا روح العب بلاى ستيشن».. ممكن تشعر بإيه؟ مع الفارق طبعا.
بنحاسب على كلامنا كتير، ومع الوقت المفروض بنتعلم إننا نحسن ألفاظنا يعنى بدل ما نقول بواب بنقول حارس عمارة، وبدل ما نقول شغالة بنقول اللى بتيجى تساعدنا فى البيت، وده يعتبر رقيًا، لكن لما ناخد شىء سامى أو عالى ونقلل منه ونحوله لإهانة أو شتيمة أو تقليل من شخص.. ده يتسمى إيه؟.
مش كل بنى آدم كامل.. فى ناس عندها عقدة نقص، أو نقص فى شىء، والناس الناقصة مش بتلاقى حاجات تعلى بيها نفسها فبتحاول تقلل من شأن غيرها، بس عمر الناقص ما هيعلى ولا شأن غيره هيقل، وهتفضل حجة البليد «إجرى ع المطبخ».