رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراها.. حقائق مفزعة عن مذبحة الأرمن بتركيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحل اليوم الثلاثاء، ذكرى مذابح الأرمن التي نفذتها الدولة العثمانية عام 1915، وهي الواقعة التي ما زال نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ينكرها تمامًا وينكر مسئولية الدولة العثمانية تجاهها، بينما "الأرمن" يكنون العداوة الشديدة للأتراك إلى يومنا هذا بسبب تلك الجريمة الإنسانية التى ارتكبها العثمانيين الأتراك بحق الأرمن.

وحدثت تلك المذبحة الكبرى في عهد السلطان عبدالحميد الثانى، إذ ادعت الدولة العثمانية بأن روسيا قامت بإثارة الأرمن الروس المقيمين قرب الحدود الروسية العثمانية وبأن الأرمن يخططون لخيانة السلطان الذين يتبعون ولايته وأن مجموعة من شعب الأرمن حاول اغتيال السلطان عبدالحميد الثاني وذلك عام 1905م.

وكان هذا الاهتمام بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، حيث إن عددًا من الأتراك الذين يكنون العداوة للأرمن استغلوا الموقف وأشعلو فتيل الفتنة، والتفوا حول السلطان وأقنعوه أنه يجب أن يتخلص منهم قبل أن يتخلصوا منه، وأدت هذه الأزمة لاضطهاد الأرمن وقررت حكومة السلطان إبعادهم وترحيلهم رغمًا عنهم وكانت هذه هي بداية المذبحة.

أما أول خطوات الوحشية كانت من خلال جمع السياسيين والمثقفين وذبحهم، كما تم تحريض الشعب التركي على قتلهم بشكل عام، وتم قتلهم بشكل منهجي ومتعمد في الشوارع وذلك خلال الحرب العالمية الأولى.

وبعد ذلك تم تهجير جميع الأرمن واستبعادهم وطردهم إلى حدود سوريا وسلبهم لجميع الأمتعة، فقد خرجوا بالملابس التي يرتدوها فقط، وتم غلق الحدود عليهم وقطع السلطان الدعم الروسي عنهم، وعندما تم ترحيلهم بطريقة بدائية جدًا وهي السفر سيرًا على الأقدام، مات من هؤلاء عدد كبير جدًا يقارب ثلاثة أرباعهم، ولم ينجو منهم الكثير؛ بسبب الظروف الجوية القاسية والجوع والعطش، وأكثر الذين ماتوا هم نساء وأطفال لعدم قدرتهم على احتمال مشقة ما يحدث وقدر الباحثون التاريخيون أعداد الضحايا حينها بنحو مليون قتيل، في مذبحة اضطهادية هي الأكبر في التاريخ البشري.

ولكن إلى الآن ترفض تركيا وصف ما حدث بالمجزرة أو المذبحة، وتعتبر هذه صيغة مبالغة، وأن ما حدث هو إجراء طبيعي عندما استشعرت الدولة العثمانية خطر هؤلاء عليها، وترفض أن توجه تهم العنصرية ضد الدولة العثمانية واستغلال أنها كانت دولة إسلامية تعادي أقلية مسيحية.

ووفق التقديرات التاريخية، تم ذبح أكثر 1.5 مليون مواطن أرمينى، ورُحل قسرًا 600 ألف شخص إلى مناطق صحراوية نائية بدون طعام أو شراب ومُنعت عنهم المساعدات، فيما وجد نحو 300 ألف أرمينى في روسيا ملجأ لهم، ويعتبرها المؤرخون ثاني أكبر مذبحة بعد الهولوكست التي قام بها هتلر النازى بحق اليهود.

وعلى الرغم من مرور أعوام كثيرة إلا أن الأرمن ما زالوا يتذكرون المذبحة التي راح ضحيتها الكثير من أجدادهم؛ لذلك يقوم الشعب الأرميني في هذا اليوم بعدة فعاليات تُذكر الأجيال الجديدة، بالمآساة التي حدثت، حيث تقوم جميع كنائس الأرمن حول العالم ، بقرع أجراسها 100 مرة بمناسبة ذكرى المذبحة.

كما اختار أحفاد الأرمن شعار وردة بلون بنفسجى تدعى "أنموروج دزاجيج"، كشعار لإحياء هذه الذكرى الأليمة للمذبحة على أيدى العثمانيين وتعنى "الوردة التي لا تُنسى".